الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نريد من ينحاز الى الحلم العراقي

ابراهيم زيدان

2008 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الذين استعاروا الكلام الدبلوماسي في وصف موقف الرئيس جلال الطالباني ازاء تطبيق المادة ( 140 ) المتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك ، وجدوه انحيازا للحلم الكردي ، اما الذين يرون في الطالباني رئيسا للعراق وليس رئيسا لحزب كردي انتقدوا موقفه حين لوح باستخدام الفيتو ضد قرار تأجيل تنفيذ المادة المذكورة والتي اقحمت على الدستور العراقي الجديد الذي يحمل الكثير من القنابل الموقوتة التي وضعها الاحتلال الامريكي ، وهذه المادة من بين هذه القنابل ،فقد طالب رئيس احدى الكتل السياسية مجلس النواب باقالته كونه تعامل حسب رأيه مع هذه المادة تعاملا ( عنصريا ) بعيدا عن الوطنية التي كان ينتظرها منه الجميع بوصفه رئيسا للعراق وليس لكردستان ، فالعراق هو خيمة الجميع التي يريدون الانحياز اليها .
وبعيدا عن هذا وذاك نرى ان نفط كركوك هو اللاعب الرئيس في هذه الازمة المستفحلة التي كان الاخوة الكورد ولايزالون جزءا منها وليسوا طرفا في حلها ماداموا ينظرون الى كركوك مدينة كردستانية وليست عراقية ، لتغلب الجانب القومي على الجانب الوطني لديهم ، مع المدينة كانت ولاتزال منذ عصور واحة للتآخي بين القوميات والجميع يرفض تغليب مصلحة طرف على آخر ، فالمدينة عراقية قبل كل شيء ومن حق جميع القوميات فيها ان تكون شريكا فاعلا في ادارتها ، واذا مااستمر الموقف الكردي المتشدد حيال هذه المدينة والاصرار على هذا التوجه ، فان الموقف قابل للتطور نحو الاسوأ لاسمح الله وقد يؤدي الى اشتعال فتيل ازمة يحرق المدينة ويدمر معها تجربة كردستان التي اصبحت قبلة لانظار جميع المستثمرين العرب والاجانب على حد سواء .
ان تغليب ورجحان كفة احدى القوميات في كركوك موقف ليس في صالح حتى الاكراد انفسهم ، لان الطرفين الآخرين اللذين يمثلان ثقلا لايقل وزنا عن الوجود الكردي ، بل سيسعيان بدافع الشعور بالخسارة الى الوقوف سندا منيعا بكل الوسائل امام تحقيق هذا الحلم الذي يتجاوز الواقع ، ومع ذلك هناك من السياسيين لدينا من يجاملون من اجل تمرير صفقاتهم وليس من اجل بناء دولة ديمقراطية عصرية يسودها القانون واحتترام حقوق الانسان الذي صار الجزء المفقود في معادلة العراق الجديد .
ان الهاجس من عودة الديكتاتورية لايزال يمثل قلقا دائما في اذهان الاخوة الكورد ، الامر الذي يدفعهم لاتخاذ مثل هذه المواقف المتشددة حيال كركوك وغيرها .
ان الرئيس جلال الطالباني لم ينحز الى الحلم العراقي بقدر مابتعد كثيرا عن موقع مسؤوليته عن العراق ، الامر الذي يمثل هو الآخر هاجسا خطيرا لدى الآخرين يهدد المصلحة الوطنية ووحدتها التي يدعو اليها الكثيرون ، فالانحياز الى الحلم لايعني التفريط بالعائلة الكبيرة وهو الشعب العراقي ، ولقد كان انحياز صدام حسين فيما مضىالى ( العوجة ) ككيان متفرد بعيدا عن العدالةسببا في خلق روح العداء والكراهية له نتيجة للحساسية التي ولدها هذا الانحياز ، اذ لايحقق الانحياز عدالة في جميع الظروف والاحوال .
فهل يكرر الرئيس الطالباني اليوم مافعله صدام حسين ؟
اننا نريد من ينحاز الى الحلم العراقي ، وليس الانحياز الى القومية او الطائفة ، ولنا في السنوات الماضية من عمر الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته في المحاصصة الطائفية والعرقية عبرة في ماأفرزه على صعيد الواقع من آلام ومعاناة يعيشها المواطن العراقي .
ليكن يامام جلال انحيازك الى العراق باجمعه فهو خيمتنا ، فكردستان جزء من العراق ، وماكركوك الا فرع طيب في شجرة العراق المثمرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة