الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى صغيرتي..!

فاضل الخطيب

2008 / 7 / 29
سيرة ذاتية


رسالة إلى صغيرتي..!

مع التحيات للجيش السوري في ذكرى تأسيسه ولرفاق الخدمة العسكرية, الجيش الذي حوّلوه من الدفاع عن الوطن للدفاع عن النظام!

قصيدة منقولة من أحد الأصدقاء وبدون أي تغيير ـ من رفاق الخدمة العسكرية في نهاية 1977 ـ أيام الدورة التدريبية في حلب, مجهول الكاتب, لكنها تعكس هموم الكثيرين من الجنود والذين يطمحون للعيش في وطن ـ وطن للجميع..

وله الفؤاد صبابةٌ ومدامع ..... والشوق يضنيني وبُعدك شاسعُ.
أصغيرتي! حكم الزمان بنأينا ..... ما ذنبنا, والدهر سيفٌ قاطعُ.

"روزا" حملتك في خيالي بسمةً ..... تجلو الهموم, وللهموم زوابعُ.
سأقصّ أحزاني عليكِ قصيدةً ..... قد عاشها الراوي, وعاش السامعُ.

أبنيتي! والطين يصبغ بزّتي ..... لو تبصرين, أباكِ وهو الراكعُ.
رأسٌ كعام القحط أغبرُ ماحِلٌ ..... فيه لهيب الشمس سوط لاذعُ.

والساحة الأفعى تقهقه كلما ..... فُرِضت عليها للعقاب فظائعُ.
كم من نتوءٍ كالخناجر حدّهُ ..... أدمى الظهور وصاح: إني رادعُ.

إن تنظري الليل البهيم تذكّري ..... أن الظلام لدى الجنود مهاجعُ.
كهفُ الظلام متى سنسهرُ مرةً ..... ويلفنا فيك الضياء الساطعُ.

رأسُ الرفيق إذا غفوت وسادتي ..... وشخيره في الأذن كفٌ صافعُ.
ومع الصباح نفيقُ نملأ دأبه ..... "طمبو" وملعقةٌ ورتلٌ رابعُ.

والاجتماع يلمُ شمل شتاتنا ..... ذقنٌ مجرحةٌ, وبوطٌ لامعُ.
الجبن والزيتون خير فطورنا ..... وإذا سخوا فالبيض زادٌ رائعُ.

اللبنة السمراء كيف وصالها ..... في القصعة القفراء ظلٌ قابعُ.
وإذا تشاجرت الملاعق فوقها ..... تلقى الأيادي كلها تتصارعُ.

ويجيء إيعاز السكوت كأنه ..... َشَللٌ تعاني من لظاه أصابعُ.
لُقَمٌ بأيدينا, وأخرى مضغةٌ ..... بفكوكنا, عن بَلعِها نتراجعُ.

فكأننا قِطع الصخور تجمّدت ..... وتعود ضجتنا بكلمة, تابعوا.
والطون بالأسنان نفتحه, فكَم ..... من آكلٍ لدماءِ فكٍ بالعُ.

قلنا لهم: الرزّ قرّح بطننا ..... قالوا لنا: الرزّ زادٌ نافعُ.
قلنا لهم: الخبز حطّم نابنا ..... صرخوا: أمبرجزين تواضعوا.

أنتم جياعٌ قبل أن تأتوا لنا ..... ابكوا, وفي باب النظارة راجعوا!
ما أطيب "الدوسير" بعد غدائنا ..... بخسٌ, ولكن لا يجود البائعُ.

واحسرتاه, لمن تأخر دوره ..... سيظلُ ينهشُ فيه بطنٌ جائعُ.
إني أخاف على المعسكر ثورةً ..... فالجوع في غضب الشعوب دوافعُ.

والأربعاء له التحية, إنه ..... يوم الدجاج الخيّر المتواضعُ.
في الغرفة البكماء طال حصارنا ..... لا صوت إلاّ: يا كسالى طالعوا!

ماذا سأقرأ؟ أو سيقرأ من له, ..... رأسٌ لأهوال الدراسة صالعُ.
جاري ينام لكي يطالع حلمه ..... وأنا بصلعته أظل أطالعُ.

سبطانةٌ أو حربةٌ أو مخزنٌ ..... والصحن والمغلاق ثم الدافعُ.
عشتم رفاقي في الفؤاد محبةً ..... سأظل أذكرها وجفني دامعُ.

ذكرى الرفاق, وإن تفرّق جمعنا ..... هي في الخيال مَشاَهِدٌ ووقائعُ.
وغداً سيتركنا الزمان حكايةً ..... تروى لجيلٍ بعدنا يتتابعُ.

بودابست, 28 / 7 / 2008. د. فاضل الخطيب.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً