الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر الاعظم يتربص بغزة

نجاح بدران

2008 / 7 / 31
القضية الفلسطينية


كثيرة هي ردود الفعل التي استهجنت واعترضت ونددت ورفضت ما شهدته غزة يوم امس الاول من تفجيرات على بحر غزة، وما تبعها من حملة هوجاء قامت بها قوات امن الحكومة المقالة التابعة لحركة حماس ضد مناضلي حركة فتح ومقراتها ومقرات مؤسسات مدنية وانسانية ، وحذر الكثيرين من امتداد الفتنة وطالبوا حركتي فتح وحماس بضبط النفس، وطبعا لم ينسوا ان يؤكدوا على ضرورة الحوار واهمية الوحدة الوطنية.
لكن قليلين من اشاروا من بعيد الى الدوافع الحقيقية لما شهدته غزة ، وتجاوزا ان بدافع السلامة الشخصية او بدافع امساك العصا من المنتصف ولعب دور المصلحين، وكان المسالة خلاف بين زوجين ، وعلى الناس الطيبين ان يتدخلوا لاصلاح ذات البين.
فما جرى وسيجري في غزة خطير جدا يا سادة، ان ما جرى هو ضمن برنامج مخطط تنفذه عناصر في حماس لاحكام سيطرتها على القطاع بشكل تام تمهيدا للمرحلة الثالثة التي تشمل مد امارتها على الضفة الغربية.
لكن هذا المخطط وبالرغم انه ينسجم مع اهداف عزيزة المنال على قلوب الكثيرين من قادة حماس الا ان فرص نجاحه ضئيلية للغاية، ولذا مع انه يظل احد الاخطار التي تواجهها الساحة الفلسطينية الا ان هناك خطرا اكبر بدات ملامحه تظهر في غزة على وجه الخصوص.
وهذا الخطر يتمثل في تنامي قوة التيار الاسلامي المتطرف متمثلا في تنظيم جيش الاسلام ، وثيق الصلة بتنظيم القاعدة، وتغلغل الفكر شديد التعصب في اوساط اعدادا متزايدة من الشباب في غزة.
ويقول تقرير محدود التوزيع صادر عن مركز دراسات الديمقراطية والتنمية العالمي وهو احد المراكز المعتمدة في الامم المتحدة والخارجية الامريكية ومؤسسات رسمية اخرى، ان القاعدة نمت بشكل ملموس في كل من باكستان ولبنان وغزة.
وفيما يتعلق بفلسطين يشير التقرير الى ان تنظيم جيش الاسلام يتلقى دعما ومؤازرة من بعض اجنحة حماس، وانه بدأ بعض رموز هذا التنظيم تنافس حماس في بعض المساجد. وان هناك تنظيما اخر يحمل نفس المنطلقات المتشددة يحمل اسم كتائب العودة او كتائب التحرير.
واذا صحت معلومات هذا التقرير فان الخطر القادم على غزة اكبر من كل ما شاهدته من قبل، والذي من المحتمل ان يصل الى الحرب الاهلية، اذا لم يتم تدارك الامر من قبل فصائل المقاومة ، واذا لم تستجب حماس لدعوات الحوار التي طرحها الرئيس محمود عباس وان يكون الحوار المقبل حوارا جديا ، وان تنزع حماس من اجندتها الاعتقاد الذي يروج له بعض قادتها بانه يمكن ان تمدد نفوذها وهيمنتها للضفة الغربية، وان تتصور ان سيطرتها على غزة ستدوم للابد.
طبعا يجب الا يغيب عن البال العدو المتربص بشعبنا والذي غالبا ما يكون له دور رئيسي في تعميق الخلافات الداخلية ، وزرع الفتن وزيادة حدة الانقسامات، الى جانب استغلال ما يمكن ان تقوم به التنظيمات الاشد تطرفا من اعطاءه المبررات للمزيد من التقتيل لشعبنا وتدمير مقوماته الرئيسية.
اعتقد ان كافة القوى معنية بتعزيز الشرعية الفلسطينية، لان من شان ذلك تصليب مواقفها وتحسين شروطها التفاوضية ، لتحقيق اقصى ما يمكن تحقيقه من مطالب شعبنا ضمن موازين القوى الراهنة.
واي حوار لا يقوم على الاعتراف الكامل بالشرعية لن يكون له أي جدوى ، وسوف يسهم بتعميق الانقسام والاصطفاف الحزبي ، ويسهم باطالة امد عذابات شعبنا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل