الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هذا هو دورك يا جبهة شعبية ؟؟؟

ابراهيم علاء الدين

2008 / 7 / 30
القضية الفلسطينية


دعا ناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لانعقاد عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لوضع كافة الأطراف المعنية أمام مسؤولياتها ولتنفيذ قرار القمة العربية بالشروع في الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة السياسية والإدارية والجغرافية .

رائع هذا الدور ... وخطوة ... الحقيقة لا يمكن وصفها الا بالمقدامة والشجاعة والجريئة ان تقوم الجبهة الشعبية بدعوة الجامعة العربية لعقد اجتماع عاجل!!!!.(والف علامة استفهام).
هل هذا هو دور الفصيل التقدمي اليساري الوطني الذي راهنت عليه جماهير شعبنا ، وبدلا من التقاط اللحظة التاريخية بمحاصرة الافكار الظلامية المتخلفة وممثليها ، واللجوء الى الجماهير لتعبئتها وتنظيمها وقيادتها في معركة الاستقلال الوطني، على الصعيد الداخلي، وعلى صعيد مقاومة العدو بكل اشكال واصناف وادوات المقاومة، (اكيد الجبهة تدرك ان المقاومة ليست بالبنادق والصواريخ فقط) بدلا من ذلك تتحول الجبهة الى مقدمة شكاوي ومناشدات تارة للجامعة العربية وتارة لحماس واخرى لفتح؟
هل هذا هو دور الحزب الطليعي الذي وعد الناس يوما بانه صاحب الرؤية والخط الذي ستعيد فلسطين ويحررها من الصهاينة والمعتدين؟
لا اظن ذلك فتقديرنا واحترامنا للجبهة الشعبية لا يجعلنا نقبل بان تتحول الى "شكاية" والى قاض لا يعترف به احدا ، ولا يملك القوة التي تمكنه من تنفيذه قراراته مهما كانت عادلة.
ان الواجب يحتم على الجبهة الشعبية وكل قوى اليسار ان تقوم بعمل حقيقي على الارض لمواجهة الاوضاع التي وصفها بدقة الناطق باسم الجبهة الشعبية في طلبه لجامعة الدول العربية بقوله " ان تصعيد الصراع الداخلي والانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني وحرياته العامة وحقوقه المدنية من قبل سلطتي الأمر الواقع في غزة والضفة الغربية ، في ظل عدوان الاحتلال وجرائمه بحق الأرض والإنسان الفلسطيني وعمليات الهدم والمصادرة والتهويد التي تجري على قدم وساق في المدينة المقدسة ومواصلة بناء جدار الضم والاستيطان العنصري والإيغال في قضم أراضي الأغوار ، تهديداً وخطراً لم يعد يقتصر على وحدة الشعب والأرض والحقوق، بل بات يهدد حياة المواطن الفلسطيني وينذر بتمزيق وحدة النسيج السياسي والاجتماعي وتقويض الحد الادنى لمقومات الصمود الوطني ، ما يفتح الباب واسعاً لأفغنة وتشظي الساحة الفلسطينية وتصفية القضية الوطنية ، وتقديم الخدمات الجليلة للاحتلال ومخططاته على مذبح الصراع الدامي على السلطة وتقديم المصالح الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العليا".
(انتهى الاقتباس)
ان واجب الجبهة الشعبية امام كل هذه المخاطر ليس تقديم شكوى للجامعة العربية ودعوتها لعقد اجتماع عاجل !!!!!!!!!. فهذا ليس وظيفة الحزب الطليعي المناضل.

فالجبهة الشعبية على ما اظن تعرف تماما ما هي حدود وصلاحيات وامكانيات الجامعة العربية، وتعرف بالتاكيد ان مواجهة كل هذه الاخطار التي تهدد شعبنا وقضيتنا لا يتم بتدبيج بيانات الشجب والادانة ، والمناشدة، وتعرف بالتاكيد ان المؤامرة التي يقودها احد الاطراف لا يوقفها قرار من جامعة الدول العربية، وتعرف ان مخطط اقامة الامارة الاسلامية لم يبدأ ولم تظهر بوادره الاولى مع تفجيرات الاحد، وتعلم جيدا ان المخطط بدأ منذ ما قبل العام الفين أي قبل تفجر الانتفاضة الثانية، فماذا فعلت الجبهة الشعبية طيلة السنوات الثمان لوقف المؤامرات على شعبنا ، ومواجهة مخطط الشرذمة والتقسيم والتفتيت والتشظي لمقومات وقدرات شعبنا؟.
هل قدمت شيئا غير المناشدة والمطالبة والاحتجاج والنقد والاعتراض، هل تحولت الجبهة الشعبية بكل ارثها العظيم الى تنظيم نقابي مطلبي؟
الا ترى الجبهة الشعبية انه كلما شاع وانتشر القكر الظلامي الجاهلي كلما بعدت المسافة الى فلسطين؟ الا ترى بان حق تقرير المصير هو المستهدف الرئيسي لكل ما يجري بفلسطين وحولها ؟ الا ترى بان المستهدف الرئيسي في كل ما يجري هو اضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟
انا واثق تماما ان الجبهة الشعبية تعرف كل ذلك ، لانها لو كانت لا تعرف فستكون غير الجبهة التي عهدناها وقدمنا لها كل احترامنا وتقديرنا ، انها ليست جبهة الحكيم المناضل الشريف العفيف .

وهل يجوز ان يطالب الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية "قوى شعبنا السياسية والاجتماعية وحلفاء نضاله بالتحرك العاجل للضغط على أطراف الصراع بما يوقف هذا النزيف ويمنع الانزلاق نحو هاوية الحرب الأهلية التي تلوح في الأفق ، ويسعى لإشعال نارها أعداء شعبنا وأذنابهم الذين لا يكفون عن افتعال الأعمال التخريبية والاستفزازية وحياكة الفتن بالتفجيرات والأعمال التخريبية والاغتيالات تارة وبالمناورات السياسية والاعتقالات واستباحة المؤسسات ونهبها دون أدنى احترام لحقوق أو حصانة أو قانون أو اعتبار للقيم والأخلاقيات الوطنية التي تربى عليها شعبنا ومناضليه".
هل يجوز ذلك وهل قوى الشعب تتحرك من تلقاء نفسها وتنزل الى معترك النضال والمواجهة من تلقاء نفسها؟ ام انها بحاجة الى قائد وموجه ونموذج يقودها وينظم حركتها ويحدد اهدافها ، ومن هو القائد المفترض لهذه القوى وهذه الجماهير ؟ هل ترى الجبهة طرفا اخرا غيرها من هو مؤهل للقيام بهذا الدور؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا لا تخاطب الطرف ذاك نفسه وان تذهب اليه وتضع امكانياتها بتصرفه؟.
مئات الاسئلة تفرض نفسها امام دعوة الجبهة الشعبية الجامعة العربية لعقد اجتماع عاجل. وامام العشرات من بيانات الشجب والاستنكار التي اصدرتها خلال السنوات الماضية.
وهل يظن البعض انه لا توجد اجوبة لدينا على كل تلك الاسئلة ، بالتكيد الاجابات موجودة ، وان عدم ذكرها يرجع لرغبة في عدم الاحراج ، املا ان تقف مليا الجبهة الشعبية اما هذه الاسئلة وغيرها ا لكثير وان تعمل على معانيها العميقة ، وان تدرك ان هناك الكثرين جدا من ابناء شعبنا من يشيرون لها باصبع التقصير والضعف وعدم القدرة والجدية.
وان تتدرك ان الجماهير لا تثق ولا تقيم وزنا لكل خطابات المناشدة والاعراض والاحتجاج والتنديد ، بل انها تامل بان تبادر جهة فتعلق الجرس، وتقول هذه هي الطريق فمن اراد تحرير فلسطين فليتبعني،
واظن ان سياسة امساك العصا من المنتصف ليست مجدية ولا كانت، فالعصا تقرض من طرف واحد هو الطرف الذي خرج على الشرعية ويعمل على تدميرها بشتى السبل والوسائل، وما المبادرة المطلوبة حاليا الا بقيام الجبهة رسميا وعلنيا وبدون مواربة بالاعلان عن التحامها بالسلطة الوطنية الفلسطينية وتعزيز وتوثيق علاقتها بفتح ليعود للنضال الوطني الفلسطيني وهجه الذي يكاد ان يصبح رمادا.

ابراهيم علاء الدين
[email protected]
وكالة الانباء العربية













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش