الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة المتعثرة

ضمد كاظم وسمي

2008 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مقاربة
إزداد الإهتمام أخيراً بموضوعة المصالحة .. حتى صارت تلوكها جل الألسن .. بعد أن كان من المحرمات مجرد النطق بها ، حتى أن رجلاً بحجم الأمين العام لجامعة الدول العربية إضطر حنكةً الى تغيير تسمية مؤتمر القاهرة للمصالحة الى مؤتمر الوفاق .. ليّاً لأعنة البعض من أصحاب الخطوط الحمراء . تلك الخطوط التي حولت العراق الى مثلثات ومربعات ومستطيلات مفككة تتضور وهناً تمزقها الحزبية والطائفية .. وتستشري فيها الإغتيالات والتهجيرات القسرية تحت رعاية المحتل الذي عاث في العراق فساداً . يبدو أن هذا البعض قد تنبه الى هول الكارثة المحدقة بالبلد .. وإن تداركها ربما كان ممكناً إذ لم يزل في القوس منزع إذاما خلصت النوايا وسعى المخلصون .. ومن صحت ضمائرهم لاحقاً الى إنقاذ العراق من الفخ الرهيب الذي وضع فيه !!! .لكن ثمة أصواتاً لاتني تصدح باللاءات سادرة في غيّها لا تلوي على شيء .. رعباً من المصالحة وخوفاً من نتائجها .. لأنها تخشى أن تتحول المصالحة الى مصارحة .. والمصارحة لا تفضح الأيادي الملوثة فحسب ، بل ستكشف الألسن الملوثة والجيوب الملوثة والبيوت الملوثة والأرصدة الملوثة والعقارات الملوثة في الداخل والخارج . قد يرى آخرون أن المصالحة .. تتطلب مصافحة الأمر الذي يعد من الكبائر حيث من المتوقع أن تشارك بعض النساء الناشطات في السياسة في المؤتمر المنشود .. فيما أعلن بعض سكنة السراديب تحفظهم على المصالحة لأنهم لا يرون فيها سوى المفاخخة .. وإنها مجرد شرك وضع لإستدراجهم من حفرهم الى حيث منطقة القتل !!! . أما الذين تخوفوا من تحول المصالحة الى مصاهرة .. فإنهم يعتبرون المصاهرة إحدى أهم أسباب فشل مشاريعهم الطائفية والتي يقتاتون على موائدها .. وبذلك فإنهم يحاربون المصالحة لأنها تقطع أرزاقهم والمثل يقول (( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق )) .. وقد عبّر هؤلاء الجزارون عن موقفهم من خلال شحذهم لسكاكينهم إستعداداً لقطع الأعناق التي إعتادوا عليها لأنها المهنة الوحيدة التي يجيدونها فضلاً على إنها المهنة الوحيدة التي تؤمن أرزاقهم . أما الجهات المؤيدة للمصالحة الوطنية سواء المشاركة في العملية السياسية الجارية أم ممن هم خارجها فقد وصف موقفهم من المصالحة السفير مختار لماني رئيس بعثة الجامعة العربية في بغداد بقوله : (( كنت أتمنى أن أسمع ممن إلتقيتهم ماذا سيقدمون للعراق وليس ماذا يريدون منه )) .. أي أن هؤلاء السادة يبحثون عن مكاسب حزبية وطائفية وعرقية ومناطقية وسياسية .. دون أن يفكروا بمكاسب للأمة العراقية المبتلاة . أيها السادة تنبهوا وإستفيقوا .. فقد طغى الخطب .. حتى غدا بلد النخيل الباسق .. كأعجاز نخل خاوية !! .. ليس أمامكم إلا مؤتمراً موسعاً للمصالحة الوطنية يشمل جميع العراقين إلا من تستثنيه العدالة والعدالة وحدها .. ماذا وإلا فإنتظروا قيام الساعة !











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط