الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية ليست راية الارهاب - حول التنسيق المناهض للامبريالية

فهد ناصر

2004 / 1 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


 أعلنت مجموعة من الاحزاب والحركات المناهضة للامبريالية فى اوروبا عن تأسيس لجنة (التنسيق المناهض للامبريالية) من اجل دعم المقاومة المسلحة فى العراق  ضد الوجود العسكرى الامريكى  كما واعلنت عن اطلاق مشروع 10 يورو لدعم المقاومة فى العراق وقد بدءت الاحزاب والحركات المذكورة حملتها من خلال الصحافة واطلاق مواقع محددة على شبكة الانترنيت. أن نظرة على الاحزاب والحركات التى أأتلفت فى لجنة التنسيق  المناهض للامبريالية وهى الحزب   الشيوعي النمساوي، منظمة القاعدة 42، النشاط الاحمرالالمانية، الجبهة اليسارية فى المجر، النادي العربي الفلسطيني فى فينا، نجد انها تعرف نفسها كاحزاب وحركات شيوعية ويسارية وانها تسعى من وراء أطلاق مشروعها هذا(التنسيق المناهض للامبريالية ) الى مقاومة قوى العولمة والامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية أينما وجدت.
   
 من دون شك، ان مشروعاً كهذا يلقى ترحيباً وقبولاً من لدن أشخاص واطراف يهمها كثيراً التصدى لقوات الاحتلال الامريكى فى العراق ومقاومتها بشكل مسلح بغض النظر عن النتائج الكارثية التى يتم الحاقها بالابرياء من العراقيين الذين يتم  أستهدافهم  بشكل مباشر خلال عمليات المقاومة المسلحة وعمليات التفجير والسيارات المفخخة، فكل مجند امريكى يقتل على يد افراد المقاومة المسلحة لابد وان يصطحب معه عدد من العراقيين الى الموت.                                    

من المؤكد ان أسئلة كثيرة لابد وان تتبادر الى ذهن أى أنسان يسمع بهذه الاحزاب والحركات التى شكلت لجنةالتنسيق المناهض للامبريالية فاغلبها يعرف نفسه كتيارٍ شيوعى  يؤمن بالماركسية ويحمل اهدا ف وشعارات طالما كانت تداعب مخيلة الملايين من  سكان  العالم، كادحين وعمال ومحروميين، فالشيوعية هى الراية والافكار التى ارتبطت بمطالب التحرر والمساواة والعدالة الاجتماعية لعقود طويلة. ولعل من ابرز تلك الاسئلة: هل ان مشروع الاحزاب و الحركات المذكورة هو فى صالح جماهير العراق؟! هل يعزز مسار القوى التحررية؟! ألآ يتم تقوية حركات الاسلام السياسي الارهابي عبر هذا المشروع؟.   

ان الاحزاب والحركات التى شكلت لجنة التنسيق المناهض للامبريالية هى من مخلفات الحرب الباردة التي كانت تحكم العالم والعلاقات الدولية وممارسات الاحزاب الدائرة فى فلك الاتحاد السوفيتى سابقاً. فكل ممارساتها السياسية والعملية كانت تتطابق مع توجهات وممارسات سلطة واهداف الاتحاد السوفيتي في صراعه مع الولايات المتحدة ومعسكرها. ان انهيار الاتحاد السوفيتى قد افقد الكثير من الاحزاب الشيوعية ارضية وجودها ومشروعية برامجها مما دفع الكثير منها الى التحول الى احزاب ديمقراطية او ليبرالية وان من بقى منها محافظا ًعلى أسمه كحزب شيوعي كما فى حالة الاحزاب المكونة للتنسيق ضد الامبريالية  فانها بقيت تحمل ذات التوجهات والشعارات والاهداف القديمة التى عملت بموجبها ابان الحرب الباردة وصراع القطبين. وان التراجعات التي فرضت عليها انما جاءت نتيجة  فقدانها الارضية الاجتماعية وعدم قدرتها على الفعل والتاثير الواقعي على مسار الاحداث والتحولات السياسية والاجتماعية العاصفة فى بلدانها فى حين خسر القسم الاكبر منها مواقعه فى برلمانات بلدانها. وأن قسماً من هذه الحركات كان ومازال هامشياً ومنعزلاً كونه يستند الى افكار وتصورات لا علاقة لها بالشيوعية والماركسية او انها اتخذت من الشيوعية والماركسية اداة لتبرير ممارساتها السياسية والعملية وأنتهاجها للكفاح المسلح والعنف الثوري وقيامها بعمليات الاختطاف والاغتيالات وسرية العلاقات التنظيمية البعيدة كل البعد عن التقاليد والممارسة الشيوعية. ان كل هذه الاشياء ساهمت فى تشديد الهجمة على الشيوعية وتشويه الافق التحرري والانساني الذى تحمله .                        

  ان التصدى للامبريالية ومقاومتها يشكل مشروعاً قد يحيي آمال الكثير من القوى والاحزاب التى تجد فى هذا المشروع مناسبة للبروز مرة اخرى على ساحة الاحداث السياسية؛ وانها من اجل ذلك مستعدة للتنسيق والعمل المشترك مع اكثر الحركات والتيارات الاسلامية والقومية رجعية وارهاباً من التى تعمل على مقاومة الوجود والاحتلال الامريكى فى العراق وجمع الاموال لها ودعمها ماليا ًواعلامياً، وقد لا تتردد في ارسال متطوعين للمشاركة الفعلية فى عمليات المقاومة المسلحة.
 
  أن على هذه القوى والاحزاب ان تنظر الى النتائج الكارثية التي تحدثها عمليات المقاومة المسلحة التىتقوم بها الحركات الاسلامية فى العراق من مختلف التنظيمات الارهابية القاعدة، انصارالاسلام، حماس والجهاد .....الخ. فبقدر ما تقتل من العراقيين الابرياء والمنكوبين باوضاعهم السياسية والامنية الخطيرة، فانها تزيد من تعقيد وأضطراب الاوضاع الحياتية والمعيشية وجعل الملايين من العراقيين  يعيشون لحظات الرعب والقلق من العمليات المسلحة والسيارات المفخخة مما يجعل لحظة تحقيق الامن والاستقرار فى بلد عانى من الارهاب والدكتاتورية والاستبداد البعثي عقود طويلة مليئة بعمليات القتل والابادة الجماعية، لحظة  بعيدة جداً.
 الامبريالية ومقاومتها ربما تكون مفردات ذات وقع رنان يثير المشاعر والحماسة الثورية لدى الكثير من الناس الذين قولبت اذهانهم مفردات ومقولات و الدعاية الاعلامية للاحزاب والحركات الشيوعية خلال الحرب الباردة، غير أن العالم القائم الان يحتوى على وسائل للمقاومة، أي مقاومة النظام الرأسمالى المتوحش والمناهض لابسط التطلعات الانسانية (بكل سياساته ومشاريعه وحروبه) والدفاع عن مصالح وحقوق ومطالب الجماهير المضطهدة دون اللجوء للقتل والاختطاف والعمليات المسلحة والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية، أولها تنظيم صفوف الجماهير العمالية والكادحة وكل القوى التحررية والانسانية وأبرازها كقوة أساسية وفاعلة لها مبادئها واهدافها الواضحة التى تتمحور حول الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والرفاه والامن والسلام وقيادتها بشكل حاسم من اجل مواجهة الرأسمالية المتوحشة وانظمتها وقوانينها الظالمة.

 من المؤكد أن الشيوعية هى الافق والراية والاداة النضالية التى يمكن ان تلتف حولها الجماهير من اجل مصالحها واهدافها ،غير أن هذه الشيوعية لايمكن أن تكون هى شيوعية قوى وأحزاب لجنة التنسيق ضد الامبريالية لان الشيوعية أبعد ماتكون عن الارهاب وقتل الابرياء والتغنى بامجاد أرهابي ما يفجر نفسه وسط تجمعات الابرياء أوالعمال الباحثين عن لقمة العيش. 
        2212004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار