الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتمالات الزمن الصعب

فاطمه قاسم

2008 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


برغم التكرار للقول بان ما يجري في إسرائيل شأن داخلي يخص إسرائيل وحدها , ولكن من الناحية الواقعية والعملية فان ما يجري في إسرائيل, ينعكس على المنطقة كلها , وينعكس أكثر بطبيعة الحال علينا وعلى قضيتنا الفلسطينية , بل أن الاسرائيلين أنفسهم يتصرفون في معظم الأحيان على اعتبار أن قضايا المنطقة , وملفاتها الخطيرة , ليست سوى جزء عضوي من لعبتهم الداخلية , ويكفي أن نذكر القراء الأعزاء أننا في لبنان وفلسطين بل وقي سوريا أيضا , ما زلنا عالقين في تأثيرات اللعبة الداخلية الإسرائيلية , وغياب أشخاص عن المسرح ليحل بدلا منهم لاعبون لهم قدرة على اتخاذ القرارات من نوع خاص ,مثلما حدث عند الانسحاب أحادي الجانب من جنوب لبنان عام 2006 ثم الانسحاب من قطاع غزة من جانب واحد عام 2005 , وتزايد نفوذ المستوطنين في الضفة الغربية , وتزايد نفوذ المستوطنين في هضبة الجولان أيضا .
الأربعاء أعلن "اولمرت " رئيس حزب كاد يما الذي ورثه عن الجنرال شارون , رئيس الحكومة الإسرائيلية , انه لن ينافس على زعامة حزب كاد يما في انتخابات الحزب الداخلية التي ستجري في السابع عشر من أيلول سبتمبر القادم , وبالتالي فسوف يغادر مكتب رئيس الوزراء في نفس التوقيت .
ماذا يعني ذلك ؟
هذا يعني أن الحومة الإسرائيلية الحالية ستكون خلال الشهرين القادمين مجرد حكومة تصريف أعمال , وعلينا أن نراقب الصراع العلني والخفي الذي سينشأ لخلافة " اولمرت " في حزب كاد يما وفي منصب رئيس الوزراء هل تسيفي ليفني , أم شاءول موفاز , أم افي ديختر , أم مئير شطريت ؟
وهل الأمور ستسير فقط في هذا الاتجاه , بمعنى استمرار الائتلاف الحاكم كما هو أم أن اندفاع قوة التغير ستؤدي إلى انتخابات مبكرة , وما هي الأولويات التي ستتقدم إلى المكان الأول , هل هي المواجهة مع إيران , أم إنهاء الحالة الغير واضحة الملامح مع الفلسطينيين , أم التركيز على الدور السوري , أم إعادة فتح ملف حزب الله ؟
أمام كل هذه الأسئلة:
فان الأمر يوجب علينا في الساحة الفلسطينية أن نتعمق في قراءة ودراسة الاحتمالات , وانه لمؤلم كثيرا أن يتم التعاطي مع كل هذه الاحتمالات بنوع من المزيد التقوقع والانكفاء هذا الشكل من ردود الأفعال الذي أصبح سائدا في الساحة الفلسطينية ,أي أن كل طرف منغلق على نفسه ومنكفئ بها ,فتزيد حالات إغراق الذات بمشاكل مفتعلة لكي يبرر حالته , أو إحاطة النفس بالأوهام لتبرير التشبث بفكرة الانغلاق والانكفاء , ومن ثمة تصعيد العداوة مع الشريك الوطني.
من السذاجة أن يتخيل احد أن التفاعلات الداخلية ستجري في إسرائيل إلى ابعد مدى , بينما تظل الأمور في الساحة الفلسطينية مستقرة , لأنه في الأساس فان هذه التفاعلات في إسرائيل لا تجري فقط على قاعدة أخلاقية ’ فساد اولمرت أو عدم فساده , بل للتفاعلات امتدادها الأخر , وتكفي هذه الموجة المتلاحقة من زيارات القادة الاسرائيلين إلى واشنطن , وكل يحمل مقارباته للملف النووي الإيراني ,وكل يحمل منظومته السياسية بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي في مساراته المختلفة , وحتى اولمرت المتجه للاستقالة قال أن إسرائيل على حد زعمه , لا تمد أعداء سوريا بالسلاح للاعتداء عليها , وبالتالي فانه يتوجب على سوريا أن لا تدعم أعداء إسرائيل مثل الفصائل الفلسطينية , وحزب الله وغيرهم , ثم أن التطورات السياسية الداخلية في إسرائيل لن تصل إلى هذا المدى سواء ببقاء الائتلاف الحاكم أو انتخابات مبكرة أو انتخابات مبكرة تشكل ائتلافا جديدا , مع بقاء نمط العلاقات القائمة مع الفلسطينيين على حالها , فمثلا هل ستبقى التهدئة هكذا , تهدئة بدون إنهاء الحصار , أو تهدئة دون أفق سياسي , أم سينقلب الأمر ؟
وحتى على مستوى المفاوضات .
فان الرئيس أبو مازن قال أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا يقتصر عملها على المفاوضات , فإذا فشلت هذه المفاوضات أو تجمدت مثلما حدث منذ العام ألفين وحتى مؤتمر أنا بولس , فان السلطة لديها بنود أخرى تفعلها على أجندتها الوطنية، ولكن هل يمكن لهذا التصور العميق أن ينجح مع بقاء الحالة الفلسطينية داخليا على ما هي عليه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز