الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للاعتقال السياسي .. لا للتجريم السياسي

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 8 / 2
حقوق الانسان


شمعة اخرى اضاءها الرئيس ابو مازن في منتصف نفق مظلم تكدست فيه اطنان من الممارسات اللامعقولة واللامقبولة على شعبنا.. شمعة واحدة قد لا تكون كافية لكنها قد تكون البداية لاعادة عقول الجميع من زعاماتنا الى جادة الصواب-- وهذا ما نامله -- فما حدث خلال الايام الاخيرة في غزة وتداعياته في كل من غزة والضفة على السواء لا يمكن وصفه الا بحالة من الجنون او بالكابوس الرهيب الذي داس في طريقه كل الخطوط بل وكاد ان يقطع كل الخيوط التي كان من المتامل لها ان ان توصل اطراف الصراع الى طاولة الحوار والبحث الجدي من جديد عن مخرج للوطن اولا من حالة التجزئة ( وهذا هو الاهم ) ومخرج للقيادات من حالة الاحتراب.
صحيح ان هناك من لم تعجبه دعوة الرئيس ابو مازن للافراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية.. وصحيح ان هناك في الطرف الاخر من الصراع من يسارع الخطى لتعميق الجروح لتابيد الانقسام.. لكن من الواضح ان الغالبية الساحقة من ابناء الشعب واوساط اخرى في طرفي الصراع نظرت بايجابية وارتياح الى هذه الدعوة التي لو قدر لها النجاح وتم الالتزام بها-- وقوبلت بالمثل من طرف حماس-- لكان يمكن لها ان تشكل بداية لحلحلة العقد المتراكمة على طريق انهاء الانقسام، بتوفير اجواء مريحة ومشجعة للبدء بالحوار الوطني والشامل، وكان يمكن لها ايضا ان تبعث الامل في قلوب ابناء الشعب المحبط بازالة ذلك الكابوس الكبير وجو الارهاب والقلق الذي يسود هذه الايام مختلف مناطقنا الفلسطينية، ويعيد شوارعنا واحياءنا الى سابق عهدها بدون حواجز شرطة ولا مداهمات ولا اعتقالات ولا سجون وسجناء وعائلات مسكينة تبحث عن مصير ابنائها في اي سجن او لدى اي جهة مسجونين.
ان قيمة هذه الدعوة تنبع من انها تاتي من راس الهرم السياسي الفلسطيني، شعورا منه بخطورة نهج الاعتقالات السياسية، واثاره المدمرة على مستقبل العلاقات الداخلية الفلسطينية، وتعارضه الكبير مع اسس النظام السياسي المنشود في بلادنا.. وفي نفس الوقت فمن المؤكد ان الرئيس ابو مازن قد ادرك ( ويجب ان يدرك )، ان الاعتقال السياسي قاد وسيقود الى التجريم السياسي-- الذي يتنافى مع ابسط حقوق الانسان( حرية الراي والعمل والتنظيم )، وهو ما يعني التوجه لاقامة نظم استبدادية دكتاتورية لا تسمح بالتعددية او بالخلاف في الراي، وتتعامل مع المعارضين بلغة الاعتقال والتجريم والزج بالسجون.
ولكي تكون دعوة الرئيس ابو مازن ذات قيمة، يجب ان يتبعها الرئيس بالدعوة الى تحريم التجريم السياسي، وعليه كذلك ان يتابع تنفيذ دعوته بتبييض كافة السجون الخاضعة للسلطة الوطنية من المعتقلين السياسيين.. كما انهوبالضرورة القصوى على حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة القيام بنفس الخطوة بالافراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين القابعين في سجونها، واعادة فتح كل المؤسسات التي اغلقتها ووضع حد لتصرفات اجهزتها وميليشياتها العسكرية التي تخلق اجواء قاتمة في شوارع مدن القطاع .. الامر الذي يجب ان يتبعه الاسراع بتشكيل لجنة تحقيق وطنية محايدة مهمتها تنحصر في كشف اسباب ومسببي التفجيرات الدموية الاخيرة على شاطئ غزة.. ومن المؤكد ان الالتزام بتنفيذ ذلك سيمهد الطريق وسيوفر المناخ الملائم لبدء الحوار الوطني الشامل وسيسمح بالسير بجدية اكثر نحو انهاء حالة الانقسام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق