الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا النساء

سليم سوزه

2008 / 8 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


تنامت في الآونة الاخيرة، ظاهرة تفجير النساء (الشريفات) اجسادهن، وسط التجمّعات البشرية والاماكن العامة في العراق الجريح، ضمن مشروع (مقاومة) المحتل على الطريقة الارهابية الدموية، ولست ادري ان كان هدفهن المقاومة فعلا ً، ام انه مجرد اختصار للزمن وانتقال الى مرحلة اخرى، يستطعن فيها معانقة ولدان الجنة المخلّدين دون خوف من احد، وتعويضاً عن حالة النقص والكبت الدنيوية التي يعانن منها.

للأسف الشديد، ان يتحوّل الكيان النسوي اللطيف بكل عاطفته وانوثته، الى وحش مخيف يفتك بمن حوله، لا لشيء، الاّ لأن هذا الكيان خضع للعقلية الدموية الخبيثة التي امتاز بها التكفيريون وانفردوا فيها، بل تفنّنوا بها لتدمير آلة الحياة اليومية، من خلال تفجير وتفخيخ الآخر وتحت مسمّيات خدّاعة، كالمقاومة والاسلام والتحرير وبقية (قشمريات) خوارج القرن الواحد والعشرين.

ان ما حصل قبل ايام قلائل، من تفجير ثلاث نسوة لاجسادهن وسط مسيرات العزاء للامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في بغداد، لهو امتداد للعقلية التاريخية الحاقدة على فكر وعقيدة اتباع اهل البيت عليهم السلام، ويكشف عن زيف ادعاء (المقاومجية) من انهم ضد الاحتلال الاجنبي، لانها وبكل بساطة استهدفت جموع بشرية، لا شأن لها بتعقيدات السياسة ومجرياتها، ولم يكونوا قرب (همر) امريكي والحمدلله، كي يبرّر فعلتهم بعض الموتورين، فسوّد الله وجوههم، وكشف ارهابهم، الذي لم يكن خافياً على احد، الاّ مَن اسَرَ النفاق قلبه، واستحوذ الحقد على عقله.

سمعنا عن ارهابيين شيوخ ورجال وشباب واطفال كذلك، لكن الاخطر ان تكون النساء ضمنهم، فذلك يعني ان العاطفة البشرية ومشاعر الحب والحنان، التي ميّز الله عز وجل النساء بها عن الذكور، اصبحت اليوم مهدّدة بالانقراض، والاستسلام تحت رحمة الجهل والعنف والجريمة .. وبعد تدمير الارهاب الاسلاموي للحياة والبيئة وكل شيء جميل على هذا الكوكب، لم يبقَ لدينا سوى (القارورات)، اللواتي تمثلن آخر خيط من نسيج المشاعر باتفاق الجميع.

لذا يجب على هذا الجميع، ان يعملوا بجد لانقاذ النساء، لئلا يقعن ضحية خداع القاعديين والمجرمين المتلوّنين .. فانقاذهن يعني انقاذ الانسان وانتصار لانسانيته ضد (اباتشي) تورابورا وحلفائهم.

انقاذهن، يعني انقاذ العاطفة والمشاعر والحنان والحب وكل احساس جميل يراود الانسان.
ابعادهن عن ساحة الارهاب، واخراجهن خارج حدود لعبة العنف القذرة، يضمن للانسان عيشاً كريماً وعاطفة غير فانية .. وبخلاف ذلك سيدفع الجميع الثمن، ويخسر حضن الطفولة الجميل والى الابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 1.5 بالمئة من سكان العالم نازحون قسريا | الأخبار


.. الدعم العسكري لأوكرانيا: ورطة أوروبية بلا مخرج؟ | بتوقيت برل




.. المؤثرة الجزائرية لينا تكشف حقيقة علاقتها المثيرة مع صفحات ا


.. يورو 2024.. التوقعات للمتأهلين من المجموعات النارية في ألمان




.. رفح تحت النار.. ما جديد مساعي التهدئة في غزة؟ | #رادار