الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان امرأة نصف عاقلة يارب !!!

رحاب الهندي

2008 / 8 / 3
العلاقات الجنسية والاسرية


لم تتجاوز التاسعة من العمر الدموع تنساب من عينيها تجلس في زاوية من زوايا غرفتها تبكي بحرقة .. رفعت عن وجهها خصلات شعرها وأنا اسألها .. ما بك يا منى ..؟! أجهشت ببكاء مرير وهي تقول : يا رب يموت ...!!
هالني دعاؤها فغالبا من يتجه لهذا الدعاء هم الضعفاء الذين لا يملكون اتجاه اعدائهم الاقوياء سوى هذا الدعاء .. الموت.
سألتها من ولماذا..؟ّ خبأت رأسها الصغير في صدري وقالت: ابي .. يا رب يموت وأخلص منه وقبل ان أتابع معها الحديث رأيت آثار الضرب على يديها وكتفيها وحين تجولت عيناي لمناطق جسدها الصغير صدمتني الخطوط الحمراء المزرقة بكل مكان حاولت ان أخفف عنها بقولي: لابد أنك أخطأت وكنت سببا في عصبية والدك فضربك لم تجب لكنها ظلت تتمتم : يا رب يموت الا تقولوا أنتم الكبار اننا حين نحتاج شيئا يجب ان ندعو الله فيستجيب لنا .. لماذا لم يمت أبي هذه اللحظة ..؟! لقد دعوت الله منذ الصباح ولم يمت أبي .
صدقيني انه يضربني لأي سبب كان انه ايضا يضرب أختي كانت والدتها في تلك اللحظة تتوسط الغرفة تحمل كوب القهوة وتقول لي : دعيها ستهدأ بعد قليل.
وسألتها : لكن لم كل هذا الضرب : حرام ما زالت طفلة ألم تسمعيها انها تتوجه بالدعاء الى الله ليخلصها منه.
قدمت لي كوب القهوة وهي تقول : انه رجل طيب على أية حال رغم عصبيته تمعنت في ملامح وجهها اسالها: هل يضربك انت أيضا كما تقول منى...؟!.
حبست دموعها وهي تهز رأسها مجيبة : حين تتملكه العصبية لا يرى من أمامه..!!
لم تجبني إجابة صريحة وواضحة وبررت فعل زوجها بالعصبية نتيجة الظروف والوضع الاقتصادي وما يشمله من غلاء وتعب في الحياة والعمل وازعاج الاطفال قلت لها: كلنا نعاني من هذه المسميات لكن لا يعني كل هذا ان نضرب ابناءنا بهذه القسوة لو كنتما في دولة أجنبية لحوكم ، ضحكت قائلة: لا تكبري الموضوع يا صديقتي هنا في مجتمعاتنا الضرب مسألة طبيعية ان يضرب الزوج زوجته وابناءه .
هكذا بكل بساطة تحدثت عن الضرب وكأنه موضوع لا يمس كرامة الطفل أو المرأة وانه حق على الزوج طالما يتعب ويعمل ويتحمل ضغوطات الحياة كلها وكأن المرأة والاطفال خارجون عن هذا النطاق .
تابعت صديقتي حديثها قائلة: لكن الطفلة تتوجه بدعاء قاس عليه وهذه كارثة ، هل تدعين عليه أنت ايضا..؟! ابتسمت قائلة بالطبع لا انه زوجي لا عليك من منى الا انها عصبية وحين تهدأ ستجديها تتوجه الى احضانه لتضمه وتقبله قائلة أنت أحسن بابا في الدنيا...!!.
أدهشني كلامها قلت لها: اصادقة انت فيما تقولين أجابت بهدوء : نعم .. لحظات دق جرس الباب وكان الأب هو القادم ألقى التحية وغادرنا .. لحظات عاد وهو يحمل منى بين ذراعيه كانت تقبله وهي تقول انت أحسن بابا في الدنيا ألم نتفق انه زمن النصف عقل ونصف جنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين