الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالعزيز الحكيم, لمن ولائه؟

احمد معين

2004 / 1 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أثناء رئاسته الدورية لمجلس الحكم قام السيد عبدالعزيز الحكيم بزيارة إيران حيث إلتقى فيها والوفد المرافق له المسؤلين الإيرانيين وتباحث معهم , وفق جريدتي الحياة والشرق الاوسط اللندنيتين , العلاقات بين البلدين .
 وقد صرح الحكيم بعد عودته بأن على العراق تسديد 100 مليار دولار تعويضا عن الاضرار التي لحق بها نتيجة ( للحرب العدوانية التي قام بإشعالها النظام العراقي السابق ضد الجارة إيران ) حسب ما نشرته الجريدتين ووسائل أعلامية أخرى .
 يبدو إن أهل الحكم والحكيم يرون في العراق وثرواته ضيعة وإقطاعة سائبة يحلو لهم نثر ثرواتها كيفما يشاؤون في وقت يمس حاجة الشعب العراقي إلى كل سنت ودولار منها . كما يبدو من التصريح المذكور بجلاء أيضا بأن الحكيم لازال على ولائه السابق للنظام الإسلامي في إيران بل يأتي ذلك الولاء في قمة أولوياته .
 عدا ذلك يحق لنا التساؤل : ألم تقم القوات الإيرانية أثناء حربها المدمرة مع النظام السابق بقصف عشرات المدن العراقية بشكل عشوائي وإلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية للعراق ؟ ألم يلق عشرات الآلاف من العراقيين حتفهم نتيجة للغارات الجوية والصاروخية الإيرانية في تلك الحرب المشؤومة التي كان يصر النظام الإيراني على مواصلتها بعد أن تيقن صدام ورهطه بأن لا طائل من وراء إستمرارها ؟ هل كان النظام الإيراني بريئا من ذنب الحرب وإستمرارها ثمانية أعوام , حرب أحرق الزرع والضرع  في كلا البلدين ؟ ماذا بشأن عشرات القصبات والقرى الحدودية التي تحولت الى رماد نتيجة للغزوات الإيرانية في الحرب المذكورة ؟ هل يظن السيد الحكيم بأن ذاكرة مئات الارامل واليتامى العراقيين الذين قتل أزواجهم وآبائهم, المرغمين على محاربة الجنود الإيرانيين المبتلين بنظامهم والذين لقوا حتفهم من قبل القوات الإيرانية ,مثقوبة كي ينسوا مسؤلية النظام المذكور في الكوارث التي شهدها العراق طيلة 8 أعوام ؟
 إن تصريح عبدالعزيز الحكيم يضعنا أمام تساؤلات عديدة .
 إن مسؤولية النظام الإيراني ودوره في الكوارث التي لحقت بالعراق إبان حرب الثمان سنوات لا تقل فداحة عن دور ومسؤلية النظام السابق وزبانية البعث وخاصة إن البعثيين نالوا مصيرهم ولا زال ملالي إيران يحكمون شعبهم بالحديد والنار . كما إن التحرش البعثي بإيران ومسؤليته في بدء الحرب لا ينبغي أن ينسينا الاطماع الإيرانية والدور التوسعي والجرائم البشعة التي إقترفتها الحكومة الإيرانية سواء بحق الشعب الإيراني أو بحق العراقيين في الحرب المذكورة .
 ومن يود معرفة مستفيضة وأكثر عن ( الدور الإيراني الودي تجاه شعبنا) كما يزعم البعض ما عليه سوى مراجعة سجل النظام الإيراني بحق عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين المنكوبين الذي مضى أكثرهم زهرة شبابه في المعتقلات الإيرانية في ظل ظروف بالغة القسوة والوحشية . ولم يحرم النظام الإيراني مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي المرحلين عنوة من ديارهم أو الهاربين إلى إيران من جحيم النظام البعثي إلى هناك من عطفه حيث أذاقهم الأمرين بل وصل به الأمر في السنين الأخيرة بالسعي لتسليمهم إلى النظام السابق خلافا لكل القواعد الدولية المرعية .
 كما لا بد أن يتسائل المرء هنا ايضا : أما كان الأجدر بعبدالعزيز الحكيم , ولكي يستحق شكليا على الأقل لقب رئيس مجلس الحكم (العراقي) مطالبة النظام الإيراني بالكشف عن مصير آلاف الأسرى والمغيبين العراقيين في إيران ؟ ألم يكن من الأفضل مطالبتهم بالكف عن تصدير طوابير أزلام القاعدة والإرهابيين الإسلاميين الذين يزرعون الموت والتخريب في العراق بشكل يومي ؟ ألم يكن من الأجدر مطالبة حلفائه الإيرانيين بالكف عن تحويل العراق المثخن بالجراح إلى ساحة لتصفية حساباتهم الرجعية مع أمريكا سعيا للتشبث بكرسي حكمهم الآيل للسقوط في بلادهم ؟
 وأخيرا لا بد من أن نتسائل : من نصب عبدالعزيز الحكيم مندوبا مخولا ليقرر من هو المذنب في تلك الحرب الرجعية ومن عليه دفع فاتورتها وخاصة بعد أن رحل أحد مشعليها وبقي الآخر جاثما على صدر شعبها ؟
 حقا هل يمثل عبدالعزيز الحكيم النظام الإيراني داخل مجلس الحكم أم ماذا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24