الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه هي نتائج الفيدرالية المتسرعة !!!

عبد الزهرة العيفاري

2008 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


** هدف تأسيس حكومة المؤسسات يتنا قض مع اقامة الفيدراليات على اساس خاطئ .
** التـسرع في اقامة الفيدراليات ــــ خطأ فاضح . و لا بد ان يـؤدي الى كارثة ادارية في الدولة
** اقامة الفيدرالية القــومـيـة او الطائفية ـــ تـعـني انـهـيـا ر الـد ولة .
** ينبغي انقاذ العراق من التمزق . لذا نرى اتخاذ قرار استثتائي في البرلمان في حل الفيدرالية وارجاعها الى نظام المحافظات القــد يـم ريثما يعدل الـد سـتور و توضع تعليمات في وقت لاحق عندما يسود السلم في البلاد .
** الدفاع عن وحدة العراق ودفع خطر التمزق عنه هي المهمة الانية اما م كافة القوى السياسية الوطنية وكذلك امام العشائر العراقية والطلاب وكافة منظمات المجتمع المدني وابناء الشعب .
لقد اعلنت الفيدرالية في شمال العراق في ظرف غير مستقر ، كما يعلم الجميع . وعندما سقط نظام الطاغية 2003 اعتبرت الفيدرالية واقع حال فرض نفسه على الساحـة السياسية . وقد تنبأ بعض السياسيين فشل هذا النظام الجديد ( من حيث الشكل والمحتوى ) سـواء بالنسبة للعراق او المنطقة . والسبب واضح تمام الوضوح . ذلك ان القاعدة المتبعة في تأسيس الانظمة الفيدرالية تتطلب ان تكون مسبوقة بقوا نين وتعليمات تتعلق بمجموعة كبيرة من المبادئ والشروط ، وبالذات ترتبط بالادارة والمحاسبة والصلاحيات الـرسـمـية ثـــم علا قــة الفيدرالية بالمركز والمحافظات العادية اوذات الادارة المحلية . ناهيك عن ضرورة توفير الكادر القيادي عـا لي المستوى ، القادر على ادارة هذا النظام الحكومي الجديد بدون انتكاسات وبروز اخطار تقسيمية او اضطرابات داخلية . وبهذه الشروط فقط يمكن ان تكون الفيدرالية مفيدة للعراق ,
بينما الذي حدث في فيدرالية كردستان هو تشكيلة حكومية روتينية بقيادات محلية وغالبا ما تكون عشائرية جبلية كانت مقطوعة عن المدن والمواصلات المدنية لفترة طويلة . والشئ الخطر فيها ان شبابها خاصة معبأين با لتزمت القومي وهم لا يعرفون شيئا ً من تاريخ الاخوة العربية ـــ الكردية والتآخي الوطني . وقد عملت الفضائية الكردية وو سائل الاعلام المحلية على احشاء رؤوس الشباب بثقافة التناحر القومي بما في ذلك افكار الانفصال عن الوطن العراقي . ثـم يبدو ان اخواننا المثقفين الاكراد لم تتح لهم الفرصة بالتأ ثير على ا لساحة الثقافية والاجتماعية والرسمية . اما القيادات الحزبية فهي الاخرى اختارت توجها انفصاليا وانقساميا منذ بداية العمل الفيدرالي الرسمي ، والادلة على ذلك كثيرة . فحكومة الفيدرالية تتصرف بدون الرجوع الى المركزفي كافة الشؤون الحكومية والاجتماعية عدا ان اهتمامها محصور في سحب الاموال من الخزينة العراقية في بغداد . ثم لم تعتبر نفسها مسؤولة عن تقديم اي كشف عن اوجه الصرف للمليارات الطائلة امام وزارة المالية والتخطيط والوزارات الاخرى في المركز . في حين ان الفيدراليات المتحضرة تدير كافة شؤونها ا لصناعية والتجارية وعمليات الاستيراد والتصدير والاتصال بالشركات الاجنبية و والحصول على التكنولوجيا .....الخ مــن خلال المركز ، ومن خلال وزارة التخطيط تحديدا ً.
وبالمناسبة نعتقد ان الاحزاب والسياسيين في وسط وجنوب العـراق قد انتبهوا الان الى تسرعهم عندما طالبوا بفيدراليات لمحافظات الجنوب قبل الاوان . لقد تصوروا ــ هم الاخرون ــ ان الامر سهل . ولكنهم عندما شاهدوا اخواننا الاكراد كيف تصرفوا بالفيدرالية واموالها لابد وانهم ادركوا الان الحقيقة المرة حيث ان تأسيس الفيدراليات بصورة عشوائية وبدون ضوابط قانونية وادارية يؤدي بدون ادنى شك الى تمزيق العراق وتدمير شعبه وتبذير ثرواته على ايدي الاحزاب التي كانت بالامس تبدو وديعة وتتحدث عن مصلحة العراق . وهذه امامنا فيدرالية كردستان عندما وصلت الامور الى لحظة من اللحظات رأت قيادة الاقليم فيها فرصة للتمرد بعد ان كانت تمارس الابتزاز . واخيرا ً قلبوا ا لطاولة وهددوا الشعب العراقي وحكومته الوطنية حتى لو ادى ذلك الى بعثرة العراق !!!! .
نعم ... بهذه البساطة اخذوا الامور . انهـم اسقطوا من حسابهم ان في العراق شعب لا يقهر . ولم ياخذوا عبرة حتى من الحرب الجارية ، حرب الشعب ضد اقسى شكل من اشكال الارهاب في تاريخه وقد انتصر والحمد لله . انهم لم يفهموا التاريخ الذي تجري احداثه امامهم و الذي يشهد على ان العراق العظيم اذا ما وقع في مصيبة فانه سرعان ما ينهض منها ؟ هذا عدا انهم اسقطوا من الحساب ان جزء كبيرا ً من شعبنا الكردي ليس معهم في هذا ، بل وفي كل ما اقترفوه من اثام ضد العراق وضد قسم كبير من الشعب الكردي الكادح الذي يقبع تحت جورهم ونظامهم التعسفي . فهم لا يمثلون كل الشعب . حكومتهم حكومة ملوك المال الجد د . اما الكرد الفقراء فهم مع الشعب العراقي . انهم تنكروا للحقيقة الناصعة وهي ان حياة الشعب العراقي مؤلفة من حياة العرب والاكراد والتركمان والكلداشوريين والاخوة الاخرين . وهم كانوا وسيبقون معا ً في بيتهم العراق . ان قيادة الفيدرالية اقترفت خطـأة العمــر ..والطالباني ( رئيس الجمهورية ) معهــم في كل هذا عندما ربط مصيره بالعناصر المتزمتة وكان عليه ان يترفع عن هذه الخطيــئة . العراقيون آمــنوا به . امــا هو ......؟
وفي ضوء هذا ـــ باعتقادنا ــ ان الحكومة العراقية تجد نفسها مضطرة ان تدافع عن العراق وتراب العراق ليس فقط من عصابات القاعدة بل ومن الخطر الداخلي الذي يتهددها من جانب الفيدرالـية . ان هذا الوليد الطارئ والذي جاء في غير وقته يستعمل الان كأ داة بـيـد قومـيـيـن انـفصالـيـيـن يريدون تـنفيذ " ضربتهم " قبل ان ينتهي امــر الارهاب وقبل ان تأتي الشركات الاجنبية وتحول البلاد الى ورشة صناعية واسعة والى مركز تجاري كبير في الشرق الاوسط ( كما خططت له الحكومة الوطنية ) وقبل ان يحتل العراق مكانه الطبيعي بين الامم . وربما ستتخد القوى الانفصالية خطوات تفتح الابواب الى الارهابيين الاكراد القادمين من الجارة تركيا لاستخدامهم لاغراض جنونية ضد سكان العراق وحتى ضد ذلك القسم من الشعب الكردي الذي لا يؤيدهم وقد تضطر جهات مجاورة لنا للتدخل وتفرض على العراق حالة لا يرضاها . وهكذا نعتقد آ ن الاوان ان يتخذ البرلمان العراقي قرارا اسـتثنائيا للحفاظ على وحدة العراق وامنه يقضي بتأجيل اقامة الفيدراليات الى اشعار آخر وارجاع المحافظات الشمالية الى سابق عهدها مع نقديم الحقوق الثقافية والاجتماعية للاخوة الكرد كما هو الحال للعرب . وبهذا تدخل المحافظات الشمالية في خطط وزارة التخطيط العراقية . وقد ترى الحكومة الطلب من الد وائر الرسمية في كردستان تقديم كشوف حسابية للمليارات التي قبضوها من المركز من البداية حتى الان . انها اموال الشعب ، اموال المهجرين والمهاجرين وهم بدون مأوى ولا اية وسيلة للعيش عندهم بينما يتمتع بها بحرية من يريد تخريب البلاد !!!!.
** ان هذا التمرد يعتبر نداء لكافة الكيانات السياسية العراقية لكي تتحد . الوطن في خطر . اليوم الخطر باسم كركوك وغدا ً ربما اشد وادهى .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري موسكو ـــ 2/8/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| قوات الاحتلال تقصف تجمعا لمواطنين في شارع الجلاء بمدين


.. شاهد| تصاعد أعمدة دخان بعد قصف إسرائيلي على جباليا وسط قطاع




.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يطالبون بوقف الاستثمارات مع


.. الجيش الأميركي يعزز دفاعاته ضد الطائرات المسيرة




.. بايدن و ترمب يتفقان على إجراء مناظرتين رئاسيتين واحدة في 27