الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وباء الكوليرا

هادي ناصر سعيد الباقر

2008 / 8 / 4
الطب , والعلوم


معالي وزير الصحــــــــــــــــه المحترم
معالي وزير البيئــــــــــــــــــه المحترم
معالي اميــــــــــــن بغــــــــــداد المحترم

ان منظمتنا لها خبره حقليه ونظريه وتطبيقيه في هذا الموضوع , ولنا كتيب نقوم بتعميمه على الانترنيت ..
تمثل اللأوبئه المعويه بالدرجه الاولى صفة المجتمعات المتخلفه . فالتاريخ الانساني مرتبط بتاريخ اقترانه بوافدات الاوبئه .
حيث كانت الاوبئه وكوارث الطبيعه والمجاعات اضافة" للحروب ودكتاتورية الامبراطوريات : هي من اسباب الحد من الانفجار السكاني في الكره الارضيه .. ومع تطور تكنولوجيا الطب وحفظ الصحه وحماية وهندسة البيئه , عمل على القضاء والحد من وافدات الاوبئه ... وادى الى الى ظهور مشكلة الانفجار السكاني . وفي الثمانينات من القرن الماضي يشهد انعطافا" ومدخلا" خطرا" لغرض تلافي الخطىء الذي حصل نتيجة" للتطور التكنولوجي والصناعي السريع لدى الدول الصناعيه التي ساهمت بنهب ثروات الدول المتخلفه فعملت على زيادة تخلفها . ولان هذه الدول المتخلفه انتقل اليها بعض التكنولوجيا الحديثه وفوائدها مع بقائها على تخلفها اجتماعيا" وثقافيا" مما احدث فجوة" كبيره بين تسارع التطور التكنولوجي وتباطؤ التقدم الثقافي والاجتماعي , وهذه الفجوه تعتبر اكبر مشكله بيئيه ..... فقامت الثورات والحروب وظهر الارهاب , وبدأ شبح الحروب البايولوجيه بانواعها يهدد الارض ... وهنا بدأ التلويح بعودة عصر الاوبئه , اما بفعل قصدي , او نتيجة" لتطور وسائل النقل والسفر وظهور قيام المجتمعات والتجمعات السكانيه الكبيره ضمن رقعه محدوده من الارض . فالتخطيط الصحي والبيئي السليم يجب ان يضع حساباته اننا في مواجهة الاوبئه مستقبلا " . ونحن في العراق قد نعاني من حالات اوبئه لامراض معينه ومطلوب ان نتعامل وفق قواعد الشفافيه في التعامل مع مكافحة الوقعات المرضيه . فالديمقراطيه ليست في الكلام بل هي في كشف الحقائق للمجتمع , وبهذا يتم حل جميع المشاكل من قبل المجتمع باجمعه , فقليلا" من الذعر الموجه مطلوب وضروري .
عام 1966 اجتاح وباء الكوليرا العراق , وقبلا" مصر , وكان العامل المسبب هو ضمّات نوع ((Altor )) وفي حينه قامت حملة استنفار طوارىء في كل العراق .. وبقي ذوو الشأن في وزارة الصحه يرددون : بان المرض اصبح متوطنا" في العراق , ولا بد ان وزارة الصحه قد بنت رأيها هذا استنادا" الى مسوحات مختبريه دوريه لتحدد اماكن تمركز التوطن ليس فقط استنادا" على ظهور اصابات منفرده (( Sporadic )) . ويجب ان تقوم مختبرات وزارة الصحه ووزارة البيئه وامانة بغداد باجراء الفحوصات المكرسكوبيه وفحوص (( Lactose Fermentos ))لماء مشاريع اسالة الماء , وماء مصادر المياه الانهر : لتشخيص المكروبات المسببه للمرض , وكذلك لتحديد التلوث بالفضلات البشريه . وعدم الاعتماد فقط على فحص (( Arthotolidine )) لتحديد نسبة الكلورين الكامن المتبقي في ماء الاساله لان وجود التلوث العالي بالمواد العضويه يعطي بهذا الفحص تفاعل اصفر وهذا لايعني وجود الكلورين بل وجود (( Chloramines )) وهذا لا يعقم الماء .
أعتقد ان العامل الضمّي المسبب لوباء الكوليرا هو ضمّات نوع (( Ogawa )) او (( Inaba )) وهل هما متوطنان في العراق و هما يسميان بالنوع الكلاسيكي . ولا اعتقد انهما متوطنان بالعراق الاّ اذا كان لوزارة الصحه قد اثبتت وجودهما بشكل متوطن باجراءات سابقه ومستمره , والاّ فان هذه الاصابات بالكوليرا هي اصابات جديده وافده فيجب ان يتم اقتلاعها وعدم اعطائها الفرصه للتوطن . وهذا النوع من الضمّات مصدره الاصلي في الهند وما يسمى بالنوع الكلاسيكي من الكوليرا الذي هو خطر جدا".

عند انتشار المرض على شكل وباء : يجب اتخاذالاجراءات الوبائيه , وهي اجراءات كوارث وليست اجراءات مكافحه . فأجراءات المكافحه والوقايه هي اجراءات تقوم بها وزارة الصحه والمسؤوله المعنيه ضمن الخطط السنويه . واجراءات الكوارث هي اجراءات طوارىء سريعه وجذريه بحيث تسبق سرعة تنتشار الوباء .. فالوباء يحدث نتيجة تغيير مفاجىء في عناصر البيئه وحدوث انخفاض متراكم في مقاومة الجسم للمكروب , وكذلك لحدوث نشاط وارتفاع في عدد وقوة العامل المسبب .

فما حدث في السليمانيه من انتشار وباء الكوليرا :
1- بيئيا" : هو قلّة هطول الامطار هذه السنه . حيث يعتمد العديد من سكان القرى في تلك المناطق على خزانات مياه الامطار للشرب , فانخفاض هطول الامطار وكذلك انخفاض مستوى المياه الجوفيه التي اخذت تسحب المياه من حفر المرافق الصحيه واخذ القرويين يعتمدون في شربهم الماء من هذه الآبار الملوثه ..
2- انخفاض مقاومة اجسام القرويين للضمّات : كان نتيجة الى تشريد سكان القرى الحدوديه بسبب القصف الايراني . فالخوف ونقص التغذيه والارهاق : يؤدي الى خفض مستوى مناعة الجسم ومقاومته للمكروب .
3- الاصابات الوافده : يبدو ان العديد من الاصابات والتلوث هو من الوافدات عبر الحدود الايرانيه .
4- افتقار هذه القرى الى مشاريع تنقية مياه الشرب : وحتى المشاريع الموجوده فكانت تفتقر الى الدقه والمتابعه الفنيه للتصفيه والتعقيم ومتابعة سلامة شبكة الاساله لمياه الشرب . مع برود الاجراءات الوقائيه والروتينيه واجراءات الرقابه الصحيه .

ان وافدات الأوبئه تنتقل مع اسلوب وطريق انتقال وسفر الناس وبضائعهم , لذلك فقد ظهر الوباء في كركوك بعد السليمانيه . وهو بالتأكيد يسير نحو محافظة ديالى ومدينة بعقوبه فلا بد وان قد ظهر في قراها وحتى وان وصل الى مدينة بعقوبه فالبيئه مهيئه هناك لظهور الوباء : فهي منطقة ارهاب وعمليات عسكريه بحيث يصعب على الفرق الصحيه وغيرها من متابعة اصابات الوباء اضافة" الى ان القوات العسكريه تكون معرّضه للأصابه او واسطه لنقل المرض . كما اننا يمكن ان نعتبر منطقة محيط مدينة بغداد هي مناطق مهيئه لظهور المرض والوباء .. فبغداد مهدمه بنيتها التحتيه فالمجاري طافحه وشبكات الاساله قديمه مهرئة الانابيب ومياهها ملوثه لأختلاطها بمياه المجاري ولا يمكن ان نعتد باعطاء فحص الارتولدين للكلورين في مياه الشرب , اللون الأصفر , لأن هذا اللون لايمثل وجود الكلورين الكامن المتبقي , بل هو نتيجة" للتلوث العالي بالمواد العضويه الذي يعطي تفاعلها مع الكلورين وجود الكلوروماين الذي لايقوم بتعقيم الماء . ... كما ان الوضع الارهابي يجعل من المستحيل الاعتماد على اجراء تفتيش المحلاّت العامه وأسواق الخضر والباعه المتجولين ... وغيرها . ... ولا يفوتنا ان تشريد وتهجير السكان وعيشهم بمستوى الاملاق والفقر والافتقار الى ابسط شروط العيش مما يجعله مكانا" ملائما" لظهور وباء الكوليرا .
ففي مثل هذه الظروف نحتاج الى اسلوب طوارىء الطوارىء لمكافحة الارهاب .. ومكافحة الوباء … وهي :-
1- عند ظهور الوباء يتم عزل المنطقه الموبوءه : لااحد يخرج ولا احد يدخل , وهذا مما لم يحصل عند ظهور الوباء بالسليمانيه .. و سيسري الوباء مع سريان الناس ما لم يتم عزل المناطق حتى داخل المدن .
2- وفي داخل المنطقه المعزوله تتم العمليات التاليه :
أ – حملة تحري لمتابعة اكتشاف حالات الاصابه وحجرها في مستشفيات متخصصه خلال مدة الاصابه والنقاهه .
ب – عزل الملامسين واجراء الفحوص المختبريه عليهم
ج – اجراء التلقيح المقرر وخصوصا" لأطفال المدارس وغيرها ليس فقط في المناطق الموبوءه بل في البلد كلّه .
3-اتخاذ اجراءات واحتياطات الدفن , وحرق مواد وافرازات المرضى ... ومكافحة الذباب والحشرات الناقله .
4 – فحص وتعقيم مصادر مياه الشرب وأستعمالاته البيتيه . ان الاعتماد على تعقيم مياه الشرب في مشاريع الماء بمادة
الكلورين لاتكون ناجحه مالم تكن شبكة الاساله سليمه .. واما اذا ظهر التلوث في آبار شرب الماء , فيجب منع استعماله ويتم
توزيع المياه المعقمه على المواطنين بواسطة السيارات الحوضيه وكذلك توزيع قناني الماء المعقم .
5- فحص المواد الغذائيه والخضره والعمل على سلامتها في اماكن بيعها وتعقيمها في البيوت .
6- ضرورة قيام تنسيق وتعاون بين كافة الوزارات والمؤسسات ذات الشأن بمجلس تحت اشراف وزارة الصحه للعمل على مواجهة الوباء ... مع تلافي حدوث مشكلة تنازع الأختصاص .
7- ضرورة قيام وزارة الصحه بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني لأن هذه المنظمات هي القادره على وقف ومكافحة الوباء كونها الوحيده هي المتواجده في ساحة المجتمع لمدة 24 ساعه يوميا" ولأنها تمثل آلام وآمال الشرائح الاجتماعيه
على العكس من باقي المؤسسات . وأن الاعتماد والتعاون مع منظمات المجتمع المدني ضروره مفروضه على المؤسسات دستوريا" وتفعيل العمليه الديمقراطيه .
8- ان العامل المهم وخصوصا" في هذا الظرف الذي يعاني منه العراق , والفاعل : هوقيام حمله وطنيه عامه شامله للأرشاد والتثقيف الصحي , وليست محصوره ضمن فعاليات وزارة الصحه الروتينيه .

ان ما يثير الأستغراب هو الرأي الذي يرد على على تصريح منظمة الصحه العالميه W.H.O. بحدوث 16000 حالة اصابه بالكوليرا في السليمانيه : وكان رد وزارة الصحه معترضا" بأن هذه حالات اسهال وليس كوليرا ... ان حدوث هكذا عدد من الاسهال هو وباء بحد ذاته مما يشير الى ان ضروفه هي نفسها الملائمه لوباء الكوليرا . .. يجب ان لاتخضع حوادث المرض والاوبئه للسياسه .. ولا داعي للمكابره فالخبر اء العالميين يستطيعون ان يقرروا بان بلدنا تتوطن او مهيىء للأوبئه .. ان نشر الحقيقه هو اهم عنصر في مكافحة الأوبئه والامراض .

ان الوباء يسري نحو الانتشار الاّ انه في فصل الخريف حيث تسير درجة الحراره من الارتفاع الى الانخفاض سيجعل الوباء يتباطىء ويميل نحو التوطن والسبات الموسمي ... وان اخطر ما نتوقعه هو من منتصف الربيع .. مما يستوجب يستوجب اتخاذ


اجراءات صحة البيئه واصلاح وحماية مصادر المياه ومياه الشرب . ولتقوم حملات ارشاد وتوعيه متخصصه وموضوعيه بعيدا" توجهات شخصيه ذاتيه , وكذلك ضبط عملية التنسيق والتعاون مع الوزارات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني .
والله من وراء القصد متمنين لكم التوفيق .


المرفق
كرّاس مؤلف حول مرض الكوليرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المصمم اللبناني زهير مراد يستوحي مجموعته الجديدة من الكوارث


.. تشجيع التحول نحو الذكاء الصناعي




.. الطبيب العام محمد الأيوبي يتحدث عن خطورة المعاناة من القلق و


.. تراكم جثامين الشهداء داخل مشرحة مجمع ناصر الطبي بخان يونس جن




.. مصر تسجل 5 أرقام قياسية بموسوعة -جينيس- فى الكشف والتوعية با