لقد تزامن اعلان الحكيم هذا مع جولة جيمس بيكر ممثل الرئيس الامريكي الى بلدان اوربا وروسيا من اجل حثها على تخفيض ديون العراق او شطبها. ان الحكيم وحزبه العميل يبغون ان يقولوا لجماهير العراق ان عليكم انتم دفع تعويض الجمهورية الاسلامية بمليارات الدولارات.

انه امرا معلوما ان ليس هناك اي  محكمة دولية او تابعة للامم المتحدة قد اقرت ان على العراق او على النظام البعثي في حينه دفع تعويضات الحرب العراقية الايرانية وذلك بسبب ان كلاهما طرفين مشاركين في الحرب، ليس هذا وحسب، بل ان الجمهورية الاسلامية نفسها لم تكن مستعدة على ايقاف الحرب منذ السنوات الاولى، وان ايقاف الحرب كان بسبب ان جماهير ايران لم تكن مستعدة ان تدفع ضريبة هذه الحرب اكثر من هذا، واصبح معها امكانية استمرار الحرب امراً غير ممكناً الى درجة ان خميني قرر ان يتجرع سم ايقاف الحرب.

ان ما يهمنا هنا هو ان اي طرف او مرجع دولي لم يستطع حتى الان ان يشير بصورة مباشرة الى النظام البعثي ليحمله مسؤولية شن الحرب ماعدا فتوى عبد العزيز الحكيم والاطراف الاسلامية التي تبغي رمي بلاء ما اخر على الشعب العراقي.

لم تكن حرب العراق وايران حرب جماهير العراق وايران، لم تكن حربا من اجل مطاليب الجماهير، بل حربا قومية فاشية عربية بوجه الاسلاموية الرجعية للجمهورية الاسلامية. ان هذا هو الجانب الاساسي من الحرب. من اشعلها ومن مسببها ليست ذا ادنى ربط بمطاليب واماني الجماهير العراق وايران، لم تكن حرب ممثلي جماهير العراق وايران. كانت حرب طرفين رجعيين لم يكن اي منهما ممثلاً للجماهير. لم تقرر الجماهير على الحرب حتى تدفع تعويضاً لاحد. على العكس، لقد كانوا ضحايا هذه الحرب. لقد مات مئات الالاف من العراقيين في هذه الحرب، تدمرت بيوتهم و تشردوا. ان من لم تصبهم مآسي الحرب من امثال جماعة الحكيم هؤلاء هم من استفادوا منها لخلق منظمتهم وقوات بدر وغيرها. ان ما يجب ان تطلبه جماهير العراق هو: يجب تقديم مجرمي هذه الحرب الرجعية من الطرفين لمحكمة دولية،  يجب محاكمة ممثلي النزعة القومية العربية ومن مدوا اليد لهم، يجب المطالبة محاكمة رؤساء نظام الجمهورية الاسلامية. ان هذه مطاليب جماهير العراق وليس دفع التعويضات. ينبغي اقامة محكمة دولية يكون فيها ممثلي جماهير العراق هي الطرف المدعي لكشف حقائق جرائم كل من طرفي الحرب: القومية العربية والحركة الاسلامية.