الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاره..وليلة ميلاد ومنفى

نهاد شامايا

2008 / 8 / 4
الادب والفن


اطبقَ المساءْ..
والنجومُ في مداراتها سارحات
ومداراتي،خواءٌ في خواءْ.
اطبقَ المساءْ..
والصمتُ بركانٌ
في شراييني يثورْ..
التفاتةُ حبٍ
تدلّت من وجه البدر
لفّت عنقي
وما برحت تدورُ..وتدورْ .
يا لقسوةِ الصمتْ..
على مساءِ مسافرٍ بلا طريقْ
يالقسوةِ الصمتْ..
وهو ينفجرُ صدىً
لمناجاةِ غريقْ.
يا لكبرِ اوجاعِ الغريب
حين يحدُجُ مساءُهُ..
بلا حبيبٍ..
بلا رفيقْ.
يا لبؤسِِ ليلةِ الميلادْ
والمنفيُّ فيها،
المحتفل الوحيدْ.
يترجى في عيني وطنهِ،
شموعاً
وزغاريدَ
وحبيبه
وكعكةِ عيدْ.
يتلفّت..
حيثما داهمتهُ وجوهُ الغائبين
فلا يرى
غيرَ اَثار ِ مطاردٍ..
شريدْ.
يستجدي بعضاًمن شتاءِ بغداد،
وعشّار البصره،
ونرجسِ السليمانيه،
واقمارٍ اَشوريه..
كحباتِ لؤلؤٍ
انفرطَ عقدُها،
فراحت تتنطّطُ لاهية ً..
في احضان ِ دجله.
يجفلُ على وطن ٍ..
خرج والقدرُ في رحله
وحيداً عاد القدر..
سالناهُ عن صاحبهِ ،قال
حوّلهُ الخريفُ..
شقيقَ نعمان،
ذاب في حبّات ِالمطرْ..
صار غيمه..
صار نسمه..
صار بسمه،فوق شفاهِ القمرْ.
في ذلك المساءْ
وجدتُهُ في عينيها متعباً..
كطفلٍ ارهقهُ طولُ السفرْ.
في ذلك المساءْ
سال دمعة ً..
جرى جداولَ
على ارض ِ غربتي..
فاثمرَ الشجرْ
اكاليل َ شوكٍ
وصلبانا ً
ومُرا ً..
فكان الموتُ
وكان المنفى من جديدْ.
بالله عليك تخبرني ايها المساءْ
ايمكن ان يُسمى حبا ً..
ما يرقُبُ انينَ الجروح ِ
وصراخ َ الحنين ِ
ولا يُجيب..؟
ايمكن ان يُسمى حبا ً..
ما يجعلُ ابتسامة َ الفجر ِمُراوغة ً
ونداهُ مريب..؟
ايمكن ان يكون َ وهما ً..
ام تأوهاتِ جسدٍ مقموعْ..؟
ايمكن ان يكونَ حلما ً..
ام تخبطات ِ روح ٍ موجوعْ..؟
لكنّ اصابعَها الضوئيه لازالت غافية ً
في شَعري..
ولازالت انّاتُها
تنبضُ في دمي..
ولازال الليلْ..
يقصُّ على شفتيّ َ،
اقاصيص َ اللوعة ِ واللهيبْ..
اقاصيص َكرزٍ
كان اشهى من لقمة ِ الخبز..
في فم الجائع ِ الغريبْ.
لو تعلمين َ يا جاره..
كم هي قاسية ٌ غربتي بدونك ِ
وكم في مسائيَ هذا
من مراره.
أ ُحلّقُ مبتهلا اليكِ،
فيخذ ُلُني جبنكِ..
واعودُ الى مسائيَ..
الى كأسيَ..
أ ُجرعهُ المي
ويُجرعني دُواره.
اصدّقُ ان يخونَ الخائنُ ..
بلادَه.
وان يسرق َ المتخمُ من اليتيم..

زادَه.
اما ان يتحوّل قلبُك ِ الرقيق ِ حجاره..
كيف ذاك ياجاره..؟
كيف لي ان أ ُشهِرَ سيفي،
بوجه الرذيله..؟
كيف لي ان افقأ َعيني هذا الزمن الفاجِرِ..
واهتكَ اسراره..؟
كيف لي ان افكّ اسرَ الجَمال..
وأ ُطلقَ الحبّ َ رعداً،
يدوي في عالم القُبح..؟
فجرا ً لايبتلعُ الليل ُ..انواره.
كيف لي وحزنُك يشلّني..؟
كيف لي وخوفُكِ قهرا ًيُشبعني..؟
كيف لي وانت كموج ٍ..
لا إعصارُهُ يبلعُني،
ولا يتركني ابلعُ إعصارَه..؟
يا الهي كم احببتُكِ..
كم توهّمتُ وجهك ِ ،
في وجوه ِ الآخرينْ..
كم تخيّلتُ خديك ِ،
راقدين على وسادتي..
كزهرتي ياسمينْ..
كم سَهُدت عينايَ
كم جَحُظَت..
وهي ترقُبُ في المدى،
بريقاً من عينيكِ..
او جديلة ً من شعركِ..
او بعضُ حنينْ.
كم تلاعبتْ بمساءاتيَ الظنونْ..
كم ارهقتْ سكائري وقهوتي،
واتعبَتْ مني اوجاعي..
ونفّرت حتى الجُنونْ.
كم انستني عيناك ِ..
ان ِ الحبُّ ممنوعٌ،
على رُحَّل ٍ..
تكلّست ذاكرتُهم،
على عويل ِ الحروب..
ودموع ِ الاطفال..
وقضبان ِ السجونْ.
دمشق 1998








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا