الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعرنا الكبير سعدي يوسف … ما الذي يريده بالضبط …؟؟

كامل السعدون

2004 / 2 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بدءاً ….أجلّ وأحترمْ وأتذوق بشغف ، نفثات روح سعدي  الشعرية ، وأراه وسأضل ، رمزاً ثقافياً كبيراً من رموزنا ، ولأكثر من نصف قرن …!
ولكني ….أتألم إذ أراه ينزل من قمة النبوءة والوحي وسحر الكلام وعميق الصورة ، إلى درك الشتم والتشكيك ، لا من أجل قضيةٍ ( كما يبدو لي ) ، ولا لأنه يمتلك مشروعه السياسي البديل ( وقد أعيى البحث عن هذا البديل ، شعبنا وقواه المناضلة ، حتى قيض لنا الأمريكان ليحررونا ، ولولاهم لضللنا مستعبدين إلى ألف عامٍ أخرى …! ) .
أضن أن الكبير سعدي قد فقد القدرة على التواصل مع جوهر الروح  ، إذ هناك مكمن السحر والشعر والنبوءة والجمال الخالص …!
أضن كبيرنا … قد اضطربت بحيرة صفاءه الداخلي ، تقطعت الأسباب بينه وبين الجوهر الكوني الأزلي الأصيل ، فما عاد يسمع دقات قلب الكون ، ورقصة خلوده الأبدية الأزلية ، ليترجمها لنا ، نحن محبيه وعشاق حرفه …!
أو إنه عكر بيده بحيرة روحه ، بإنشغالات لا تغني ولا تسمن …!
وذلك مؤسفٌ في الحالين …!!
لكن … أليس الصمت أولى يا سيدي ، من ظهورٍ شبحيٍ هزيلٍ ، مثل هذا …!
أليس الصمت أولى من ثوب جيفارا الذي  تروم حشر جسدك النبيل به ، وأنت تعلم أن زماننا ليس زمان جيفارا ، وأن وعيك أسمى من وعي دون كيشوت …!
 وأنت ومن بمقامك يا سعدي … وخلفك تاريخٌ من الكلم الساحر والإنشاد العذب ، لست بحاجةٍ لإثبات وجودك بالظهور غير المشرف ، على صفحات صحفٍ ، لا يتشرف أي عراقيٍ بقراءتها أو الكتابة إليها  ( القدس العربي مثلاً )  ، رافعاً لواء الثورة وتحرير العراق ، وشاتماً  العراقيين والحلفاء ، و…و…و …!
وأنت تعلم أن أيتام صدام حسين ، ومرتزقته وعربان الشام والهلال المجدب ، وإرهابيو فلسطين ، هم أول من سيسرّ غاية السرور ، للون ثوبك الجديد المطيب بنكهة الدم ، وسيستغلون أسمك ورسمك وصوتك ،  ضد أهلك وشعبك ومستقبل بلدك ، فما الذي ستربحه أيها الشاعر الكبير ، وقد ربحت ناصية الشعر ، وستضل تلك تزهو بك إلى ما بعد ألف عامٍ من غيابك …!
لا يا سعدي … لا يا كبير … يا شاعر …. يا مهيب …!
ليس هذا من خلقك … ليس من أخلاق الشاعر الحقيقي أن يشتم ويتهم بلا مبررْ ، إلا لمجرد الظهور …!
وليس هذا من الخلق الماركسي اللينيني ، إن كنت لما تزل تذكر ماركس ولينين …!
وتلك الرموز الوطنية النبيلة التي تعيش الموت في كل لحظةْ …!
أولئك الفدائيون الذين ، يحكمون من وراء المتاريس ، ولا يدري الواحد منهم متى تسقط قذيفةٌ على مقرّه فتقتله …!
هؤلاء يجدر بك أن لا تتهمهم ، بلغو الكلام ، وبلا دليلٍ ولا مبرر ، وأنت تعلم أنهم لولا حضورهم  ، لما وجد الأمريكان من  بديلٍ إلا بقايا الزمرة الصدامية ، فجاءوا بسقط المتاع من القافلة العفلقية ، ليحكم العراق …!
ثم إن هؤلاء الكرام ، يا عزيزي سعدي ، كان لهم الفضل كُله ، وعبر العلاقات العامة والخاصة ، وبحكم برامجهم العملية الواقعية ، التي ألقوا بملفاتها على الطاولة الأمريكية ، أمكن لهم أن يدفعوا الرئيس بوش والإدارة الأمريكية الحالية ، بل والسابقة  ، للسعي في مسعى تحرير العراق من صدام حسين …!
ثم …ثم إن هؤلاء الذين تتهمهم بالرشوة يا سيدي ، تعلم أنت قبل غيرك أنهم ليسوا فقراء ، ليرتشوا من ساحة الحرب العراقية الحالية …!
كان بإمكانهم ، أن ينتظروا ، ثم يأتون بشركاتهم ورساميلهم ، حين تنتهي المتاعب ، ويستقر البلد ، فيربحوا الربح الجزيل …!
هؤلاء يا سيدي ، ليسوا سقط متاعب القبائل ، ولا أولاد عاهراتٍ ، وقطاع طرق ، وقتلة مأجورون ، كعصابة صدام حسين التي قفزت على السلطة ، بقطارٍ أمريكيٍ وإنجليزي ، أيام فترة الحرب الباردة ، وحين كانت أولويات الغرب ، غير أولوياته اليوم …!
هؤلاء يا سيدي ، هم رجال هذه المرحلة التي تريد أمريكا فيها ، سلاماً وديموقراطية ،  لتستأصل الإرهاب الديني والتطرف القومي ، والسلام والديموقراطية ، لا يمكن أن يحققه لبلد غنيٍ واسعٍ مثل العراق ، نماذج من أمثال صدام أو كاسترو أو نصر الله أو شيوخ قبائل الصومال …!

من يحققه ، هم أولئك الرجال والنساء المثقفون الليبراليون الأثرياء أصلاً ، وذوو المنابع الأسرية الكريمة …!
 العزيز سعدي ، لا أضن أن ووردزوورث أو بيرون أو بليك أو عزراباوند او أليوت ، قد تخلوا عن أمجاد الشعر ، ليتفرغوا للشتم …!
 فلا تفعلْ …!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق