الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلود الفلاح - شاعرة تكتب بصماتها على جسد الصحراء

فرات إسبر

2008 / 8 / 6
الادب والفن


أحب أن أقرا شعر الشاعرات . أصواتهن تأخذني في البحث عن تفسيرات صعبة ومعقدة لحياة لا أحد يدركها. تفضحها الكلمة أحيانا أوتزيدها غموضا ،ولا نجد لها إلا التأويل في فهم المراد منه وغايته.
في الشعر لا احب المعاني البسيطة . أحب الركض فوق سطوح الخيال والتقاط المعاني، كالفراشات في الحقول الواسعة. تقترب مني ويخال لي أني التقطتها ولكنها ثانية تهرب . لاجد يداي فارغتان الا من رطوبة عالقة في زهرة مضمخة بالندى من قبلات الصباح .
الشاعرات يتحدثن باصواتهن، عن ما يجول بخواطرهن من مشاعر واحاسيس ،البوح بها صعب، وبالمقابل هذا البوح يفجر طاقات خلاقة في تنقية الروح وتصفيتها،كما أن تاثيرها الروحي ينعكس على الجسد .
صوت الشاعرات يأتي مع الهواء ولو كتبن بصمت ،او بصمت ميت ،لا يقطعه إلا صوت ولد ،أو بنت ،أو مفتاح يقلق راحة البال .
خلود الفلاح شاعرة" ينتظرونك"
هذا الغائب الحاضر، المتعب ،من هو ؟
أهو الزمن؟
أ هو الرجل؟
أهو المستقبل ؟
وحدها خلود الفلاح تحمل الاجابة . نحن اصحاب التأويل في الدخول إلى عالمها الواسع .
مهما كانت اللغة حرة لن تستطيع اصطياد المعنى كله . المعنى خجول في التصريح عن نفسه أحيانا ،ولكنه شفاف ورقيق كنسمة نشعر بها ولا نراها .
تعرفت إلى خلود عبر الفضاء . شاعرة و إعلامية لها صوت واسع في المشهد الثقافي الليبي والعربي ، تحاور وتناقش الشعراء والكتاب. لها حضور واسع .
وخلود الشاعرة، لها لغتها الشعرية الخاصة، في التقاط الصورة كعدسة بسيطة ومعبرة .شغوفة بالحياة اليومية وبهجاتها المارقة كأنها تعرف او على يقين، أن البهجات تمضي سريعا ولا تقف .ولعل مروقها غادٌر احيانا ، اذ لا تقر ع الباب ، وانما تمر كالشبح تاركة ورائها جراح البهجة.
قد تكون "بهجات مارقة "حياة وتجربة خلود الشاعرة في لغة ليست بالعادية وانما لغة حياة، تسير مسرعة في قطار الشعر .
بعض الشاعرات يكتبن عن تجربة الحب والرجل. وبعضهن يكتب عن الزمن ، الزمن كجسد، والزمن كأيام، تمر، وبكلا الحالتين فعله واحد. وانما خلود كتبت عن نفسها في بهجتها المارقة وحاولت أن تكتب الخلود لنفسها بالشعر .
أن تقرا الشاعر من خلال شعر ه ، يختلف عليك الفهم ،عندما يتحدث عن نفسه. وعندما نحلل قصيدة الشاعر نجد خطان متوازيان بين ما نفهم وبين ما يعبر عنه، وهنا لا افرق بين - الشاعر والشاعرة كلاهما مبدع - هذان الخطان بعكس ا لمفهموم الرياضي، إذ الشعر و الشاعر يلتقيان في نهر المعنى.
خلود في احدى حوارتها تقول:
"أحب التفاصيل ، أعشق الصمت و أراقب حزن الأشياء ، أسعى إليها في محاولة للتواصل معها و أتذكر الدقائق التي مرت بجانبي وأنا أنتظر."
كلنا في انتظار يا خلو د ربما غودوا سياتي، وربما سيفر من جهة النهر
الخلفية .
خلود الفلاح تصطاد قصائدها كالفراشات من حدائق الحياة ، الحياة العامرة بالحياة . تصطاد قصائدها من جماد الكراسي وما تحمله من معاني في علاقة البشر بالجماد- المكان الاصل -الذي يتفجر عن صداقات وجراحات وبشر كانو ا هنا ومن بعدها لا شئ سوى التذكارات .
تقول : قرنلبنصلود خلود الفعرة ليبية قادمة علي مهل لها حضور مكثف فيق اعريةدي
خمسة قطع كيك
خمسة فناجين كابتشينو
أربعة أصدقاء
مضافاً إليهم:
أنا
تذاكر سفر مستعملة
مايسترو
يحرك عصاه باتجاهي
يقرأني لمرة واحدة
ويقلب نوتثه
يتهجني
عازف الكمان الوحيد
بالمزيد من الألحان المتقاطعة.

دولاب ملابسكَ
دولاب ملابسها
قميصك الفارغ
أحمر شفاهي
شعري الملبد
ومشطك الذي اختفى فجأة.

بحة صوتكَ
ورائحة منزلنا
الذي أصبح أكثر هدوءاً
قصائد مودرن


من ثقب صغير
تراقبين نفسك
كحكاية مملة .


كل شئ هادئ
الأولاد
فقدوا شهيتهم للثرثرة
الصبايا
اكتشفن
ان أسماءهن
خدعة تليق بهن.

نصوص قصيرة زاخرة بالحركة والحيوية . نعيشها كل يوم وتمر كل يوم بصمت . بصمت الحزن او صمت الفرح . هكذا كل شئ يُسجل في ذاكرة القلب ويترك بصماته على جدران المشاعر .

هكذا كل شئ هادئ ، كما خلود الفلاح التي تكتب بهدوء، ولكن عن حياة لها افقها الخاص ومعناها الخاص . لكل شاعر بصمته .
هكذا خلقنا لنترك بصماتنا على جسد ا لارض. وها هي خلود تترك بصماتها على جسد الصحراء. صحراء ليبيا الفاتنة ، حيث يتالق الشعر تحت ظلال شمسها الحارقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان