الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضالات الواقعية المفتقدة

عمار ديوب

2008 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يعلم كل إنسانٍ أن العمل الفردي أسهل وأضمن للشخص من العمل الجماعي خصوصاً إذ كان العمل الجماعي تحوطه كثير من إشارات الاستفهام.وأنّه لا يزال عمل مرتهن لصالح سياسات تخدم مصالح بعض القيادات،أو أنها سياسات مناسبة لحركات سياسية لا تريد أن تعمق الانقسام في الساحة الداخلية للصراع .وبالتالي لا يبقى أمام الأفراد الثائرين لأسباب عدة سوى التضحية بالذات ،خدمة لقضيتهم النضالية.وإنّ تعقد الشأن الفلسطيني في كلٍ من غزة والضفة وأراضي ال48 وفي بلاد اللجوء يستدعي دون أدنى شك منهجية وسياسة وعمل مختلف ومناسبة لهذه الشروط،
وقد بدأ كثيرون يسألون ما العمل وكيف نجابه،أتركونا من التنظير أو مصلحة الأحزاب القائمة، والناس لم تعد تحتمل،ألم يكفينا الاستشهاد المجاني.إن النضال يتحول إلى صراع الأخوة.
إذن لا بد من أشكال نضالية جديدة،هذا الموضوع ،لا يخترع من فراغ ،ولا من عقول استثنائية رغم أهمية ذلك، ولن يظهر يوماً كالفطر،ولكنه لا يحتمل التأجيل كذلك ،ولذلك ،لا بد من اكتشافه من تاريخ الشعوب النضالي ،وكذلك من تجربة الشعب الفلسطيني ذاته.وبالتالي يجب وضع التاريخ الثوري لهذا الشعب على الطاولة تماماً، أمام الثوريين أو الذين يشعرون بانتمائهم إلى ضرورة تطوير هذه القضية .أي أنّه لم يعد يفيد العمل الفردي والعشوائي كما يشير ماجد كيالي في مقالته" في ما يتصل بسلاح الجرافات! ... استمرار الوجود الفلسطيني في القدس أهم بكثير من عملية واحدة أو عمليات"ولم يعد يشفي القلب التنظير الفكري على أهميته كما يشير كثير من المعلقين على المقالات التحليلية التنظيرية رغم أهميتها كما أرى.ولم تعد للأحزاب السياسية القائمة سحر الاستقطاب،وبالتالي صار من الضرورة دراسة تجارب الانتفاضات السلمية وتجارب القرى التي تقف ضد الجدار العازل كبلعين ونعلين وغيرها ولا يمر يوم إلا وتقدم برنامج نضالي واقعي للفلسطينيين، وكذلك يجب العودة إلى انتفاضة ال1987 وكل ما له سمة العمل الجماعي السلمي،وإعادة التواصل مع القوى السياسية والاجتماعية في العالم بأكمله، التي تناصر القضية الفلسطينية.
من جهة أخرى ،وإذ أرادت القوى السياسية أن يكون له مكان في التاريخ النضالي المستقبلي أن تدعو لحل السلطة الفلسطينية وإلغاء كل ملحقات أوسلو،فلم تتشكّل إلا سلطة حكم إداري يساهم في تكبيل أيدي الفلسطينيين عن العمل وعن النضال وعن التطور.هذه السلطة في غزة والضفة تشكل إهانة ومشروع تدمير لماضي وحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني ،وتاريخها منذ أوسلو-على أقل تقدير- هو تاريخ مافيات وانقسامات وإعطاء الغطاء لإسرائيل لتقتل من تشاء من الشعب الفلسطيني وكذلك تبرئة ممارساتها الإجرامية في كونها دولة استيطانية عنصرية طائفية مسؤولية عن تدمير مستقبل شعب واقتلاعه من أرضه التاريخية،والسلطة ذاتها تمارس القتل ،فما يجري في غزة وفي الضفة أمر يخرج تلك السلط من كونها تعبر عن الشعب إلى كونها تخدم الاحتلال الصهيوني ،لا أكثر ولا أقل.ولذلك لا بد من رفع شعار حلّ السلطة والعودة إلى الوضع الاستعماري للشعب الفلسطيني كشعب يخضع للاستعمار وله كامل الحقوق النضالية ليحقق تحرير أراضيه المحتلة خاصةً وأن هذه السلط لم تحقق الاستقلال وتمارس القمع وتعزز سلطتها تحت سلطة الاحتلال في غزة وفي الضفة هذا أولاً.
ثانياً إعادة تعريف إسرائيل كونها استطالة استعمارية إمبريالية تهدد فلسطين والعالم العربي وكل المنطقة العربية.
ثالثاً التأكيد على العمق العربي للقضية الفلسطينية إي أن الصراع الفعلي هو صراع بين إسرائيل والعرب.وبالتالي الفلسطينيين بنضالاتهم يشكلون رأس الحربة في القضية العربية وليست القضية قضية صراع إسرائيلي فلسطيني كم شُيّع منذ سخافة مشروع الحل المرحلي والكلام عن دولة فلسطينية في أراضي ال67 وما تمّ ليس سوى سجن عربي كبير في غزة وفي الضفة مضافاً إليه كل فنون القتل الاستعماري اليومية التي تمارسها إسرائيل.
وبالتالي النضال اليومي الذي يجب أن يبدأ هو نضالات متعددة الأشكال في كل البقاع التي يعيش فيها الفلسطينيين .وعلى الباحثين والثوريين البدء بالعمل على هذه القضية بعيداً عن أوهام الدولة المستقلة وعلى أرضية حل السلطة الفلسطينية والنضال للوصول إلى تشكيل الدولة الديموقراطية العلمانية في كامل الأرض الفلسطينية كجزء من عالم عربي يتحول نحو الديموقراطية العلمانية وهو ما يفترض بالضرورة تفكيك الدولة الصهيونية والأنظمة العربية التابعة .
هذا النضال المتعدد الأشكال والذي سيعم كامل الوطن العربي هو فقط القادر على هزيمة المشروع الصهيوني ومشروع البرجوازيات العربية المكمل للمشروع الأول.
أوهام عسكرة النضال الفلسطيني، باتت لا تستحق النقاش،فهي تتحوّل إلى طعم يسمح لإسرائيل بمزيد من التصفية والتدمير وتسمح للسلطة أن تستفيد منها في مفاوضاتها كي تحقق مكاسب ما ،ورغم التبرؤ المستمر منها.وبالتالي النضال لا يكون بها فقط،بل ربما يجب أن تكون آخر الأشكال، فهي في وضعيتها الراهنة، تخرج النضال الشعبي من ساحة المقاومة ويصبح العسكريون يتحكمون بالشارع ضد إسرائيل وضد الفلسطينيين بآن واحد.لذلك لا بد من العودة لأشكال نضالية جديدة ،تدفع العسكرة إلى آخر أساليب النضال ما دامت موازين القوى لصالح إسرائيل والمحافظة على السلاح إلى حين تطور الصراع لمستويات تسمح باستخدامه بما يحسم المعركة ضد إسرائيل.
ما أريد قوله كفى اختلاط الدم الفلسطيني بالماء فقد أصبح ماء فلسطين لونه احمر،وكفى زهقاً للأرواح بلا مكاسب إلا لصالح سلط، ومافيات.وكفى الحركات السياسية أوهام المرحلية والتبرير لهذه السلطة بكونها وطنية.وكفى الشعب صمتاً وخوفاً من هذه السلط القمعية ،فإنها سلط الاحتلال ما دامتا تتواجدان معاً؛ فمنها يفاوض ومنها يهادن.
أخيراً،أأكد ليست هناك أوهام بأن العمل الفردي غير صائب ونتيجته قد تكون كارثية وأن العمل الجماعي هو الذي يحتمل المكاسب الأكيدة في العمل النضالي،وأن عقلية الفلسطنة والعسكرة دمرت نضالات الفلسطينيين والعرب ،وبات على كل ذي عقل أن يعود إلى دمج النضال اليومي بالنضال المحلي بالنضال القومي وبالنضال العالمي.هذا درس الانتصار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا