الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب -وراثية- حتى العظم

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا أمل في خلق عراق متوازن و قانوني و يتمتع مواطنوه بالحرية و السلام في ظل هيمنة أحزاب شمولية قومية و طائفية أساسها مصلحة "العائلة" الباحثة عن نفوذها كقائدة بالوراثة، و من ضمن هذه النماذج التي ينطبق عليها هذا الوصف كثير من الأحزاب التي لا يحتاج المواطن إلا إلى بداهته ليعرفها، فأحد هؤلاء الزعمــاء "الأطفال" مثلا يعد نفسه لخلافة أبيه الذي خلف عمه الذي خلف عمه الآخر، و هكذا تحول أوتوماتيكي للسلطة و على الطريقة الأموية ـ الذين يصفهم آل الحزب بأنهم القتلة الفجرة الذين آذوا أهل البيت ـ لا تبشر بأي نوع من التغيير الديمقراطي. بل إن هذه العائلة الدينية تجاوزت حتى منهج السيد الخميني ـ الذي يتغنون به دوما ـ الذي لم يترك لأبناءه أي منصب أو سلطة.
راحت هذه الأحزاب تسعى إلى خلق كتل من الأراضي تحت شعار "الفدرالية" التي أضحت مجموعة "مركزيات" أخرى يقودها الزعيم البطل في تمثيلية تذكرنا بأيام المقبور صدام، و هذه الفدرالية الفـوضوية ذات الحدود الضبابية التي لن يقررها إلا طمع القادة و أين يقفون و أين يستمرون، سوف تكون بالتأكيد سببا لفشل التجربة العراقية و تحويل هذه الأرض إلى "صومال" آخر فقير ينام شعبه المسحوق على كنز و ينام سادته على جثث الشعب.
لا بد لهذه الأحزاب الوراثية أن تنتهي كونها سبب الشرور و الفقر الذي يعانيه الشعب، و لكن لا يمكن إزاحة هذه الكتل الطفيلية التي تعيش على مص دماء الشعب إلا عبر توعية الشعب حينما يذهب إلى الانتخابات و يكون المواطن منتبها تماما إلى الذي سيصوت له، إن عشق الكرسي في شرقنا الإسلامي و عراقنا الممزق تحديدا هو آفة الآفات، فحتى تلك الأحزاب العراقية التي تغير زعماءها لا على أساس الوراثة فإن زعيمها يبقى متمسكا بالكرسي الحبيب و ما يعنيه من صفات تشعره بأنه أصبح من صنف الآله و ندماءهم.
و حينما نراقب البرلمان العراقي لا نجد غرابة في أن يتحالف أرباب الوراثة و منطق المتاجرة بقطع الأرض العراقية، حتى أن أحد هذه الأحزاب قدم قطع أراض إلى الأسرة الهاشمية الأردنية ـ لعله يصبح ذات يوم ملكا مثلهم ـ و لا بد لنا كمثقفين لبراليين و وطنيين من توعية الناس و تنبيههم إلى المنزلق الخطير الذي يعيشه، خصوصا و أن زعامة العراق الجديد في أيدي أناس هم ضعفاء و خائرون أمام الطامعين في الهيمنة و السيطرة.
لا زال وضعنا كشعب و كفرد من ضمن هذا المجتمع متخلفا بالنسبة إلى ما تحتاجه الديمقراطية من ثقافة و وعي و اطلاع، لكنني لن أدفع باتجاه التشاؤم و السلبية رغم أن قطاعا كبيرا من الشعب ينتخب العنوان المقدس أو التقليدي، بمعنى أنه قد يشتم الحزب الفلاني و دكتاتوريته و فساده و سرقته للمال العام، لكن ما أن يجد أمامه صناديق الاقتراع حتى يبادر إلى التصويت لذات الحزب و العنوان، و هي بالأحرى "شركات" و "بنوك" العائلة أكثر من كونها أحزابا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس