الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتبهوا : كركوك فتنة جديدة

طارق الحارس

2008 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


علينا الاعتراف أن هناك مشكلة بالعراق عنوانها " كركوك " . يعرف جميع السياسيين العراقيين خطورة هذه المشكلة ، لكنهم ومنذ بداية سقوط النظام تجنبوا الحديث عن ايجاد الحل المناسب لها .
ناقش السياسيون العراقيون باستيحاء أمر كركوك في " قانون ادارة الدولة " . الاستيحاء ، أو ربما الخوف من الخوض في غمار الوصول الى حل أدى بهم الى تأجيل النقاش فيها الى مرحلة مقبلة . جاء الدستور العراقي ليضع لها فقرة خاصة " 140 " ، لكن عنوان هذه الفقرة الرئيس هو تأجيل النقاش في الوقت الحاضر .
تعاقبت الحكومات بعد سقوط النظام الصدامي ولم نر حلا لهذه القضية فقد انتهى عهد حكومة الدكتور أياد علاوي دون أن نرى نهاية سعيدة لهذه القضية ، ومثله عهد الدكتور ابراهيم الجعفري ، أما حكومة السيد نوري المالكي فقد وجدت نفسها وسط معمة هذه القضية ، لكن المعمات الأخرى الخطرة جدا ، لاسيما الفتنة الطائفية التي حصلت بين الشيعة والسنة في بغداد وراح ضحيتها المئات من الأبرياء حالت دون مناقشة قضية كركوك خلال المدة الماضية من عمر هذه الحكومة لتستمر كرة الثلج بالدحرجة وتكبر مع الزمن والجميع يترقب انفجارها الى أن حصلت الشرارة الأولى من الانفجار .
حصلت الشرارة الأولى في قبة البرلمان حينما خرج أعضاء البرلمان ، أو بعضهم بقرار أعتقدوا أنهم وجدوا الحل من خلاله ، لكنهم تناسوا ، نعني الذين صوتوا على القرار ، أن هذا " الحل " ليس هو الحل الذي يرضي جميع الأطراف المتنازعة .
الدليل على ذلك خروج الأكراد من قبة البرلمان معترضين على القرار وعلى طريقة التصويت السرية عليه ثم النقض السريع الذي صدر من رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبه عادل عبدالمهدي .
التأجيلات المستمرة لحل هذه القضية هو الدليل القاطع على وجود خلافات كبيرة بين السياسيين العراقيين حولها . هذا الأمر لا يعد خللا في الحياة السياسية الجديدة بالعراق ، لاسيما بعد خروجها من نظام الفكر الواحد فهناك في دول العالم المتحضر يحصل ذلك أيضا ، لكن الخلل يكمن في أن دول العالم المتحضر تواجه خلافاتها مهما كان حجمها الى أن تصل لحلها ، أما أهل السياسة بالعراق فقد اعتقدوا أن تأجيلهم لهذه القضية سيساهم في حلها .
القرار الذي خرج من البرلمان والذي تم نقضه من الهيئة الرئاسية أدى الى خروج تصريحات استفزازية من هنا وهناك ، من داخل العراق وخارجه ، هدفها الأول والأخير اشعال فتنة جديدة بالعراق ، لاسيما بعد أن خرج العراق من الفتنة الكبيرة التي عصفت فيه خلال الأعوام الأخيرة ، نعني الفتنة الطائفية .
نعتقد أن حل المشكلة يكمن في مواجهتها أولا من خلال عقد اجتماعات مستمرة للقيادات السياسية العراقية الى أن يتم الوصول الى الحل الذي يرضي جميع الأطراف فلقد حان وقت المواجهة والمصارحة حول مستقبل كركوك ، إذ أن المتربصين من أعداء العراق الجديد كشروا أنيابهم مستغلين الفرصة التي أشعل فتيلها قرار البرلمان الأخير بحجج وذرائع مختلفة لا تختلف عن الحجج والذرائع التي أوصلت العراق الى الفتنة الطائفية ، لذا نقول لجميع الأطراف السياسية التي ساهمت في بناء العراق الجديد : انتبهوا أنها فتنة جديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟