الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات عن المقاومة :لسناء محيدلي وحميدة الطاهر ..وبقية الشهداء :

سامي العباس

2008 / 8 / 8
الادب والفن


ارتبك قليلا وهو يقدم نفسه لقائد الموقع :
- ناجي داغر . مهندس في شركة رابكو فرع صيانة الطرق .
وريثما يعيد لأنفاسه روتينها ,تشاغل بفرك راحتيه ..الجبين المرتفع أكثر من المطلوب كان يعكر إنسجام القسمات في وجه أبيض رائق ..سأله قائد الموقع مستكملا التعارف :
- أخ ناجي من أي منطقة ؟
- من بيصور . قرية جنوب غرب عاليه .عشرة آلاف نسمة .ارتبط أسمها بأول تمرد مسلح جماعي ضد المحتل الإسرائيلي في الشوف ..
ختم متفاخرا.. ولكأن عيوننا شجعته على الاستطراد .فاعتدل في جلسته :
- ألقى الإسرائيليون القبض على مناضل من القرية بدعوى أنه يدير شبكة من المخربين وفق تسميتهم لرجال المقاومة .وكان المناضل قد استدرج إلى ساحة القرية , دورية مؤلفة من اربعة عشر عنصرا بحجة أنه سيدلهم على مخبئ للذخيرة ..أحاط الأهالي بالدورية وجردوها من أسلحتها ..بعد ساعات أحاطت القوات الإسرائيلية بالقرية .وبدأت المفاوضات لإطلاق سراح الجنود ..في القرية تنازع الكهول والشباب الرأي .الفريق الأول كان مع إطلاق الجنود مقابل إنسحاب القوات الإسرائيلية من القرية.كان يقوي الميل إلى هذا الرأي الوضع السائد آنذاك حيث المقاومة لم يكن قد اشتد عودها .وكان رأي الشباب تصعيد الموقف والإحتفاظ بالأسرى كرهائن لحماية القرية من القصف ..كانت حجتنا أن العدو الذي يتملص من المواثيق الدولية لن يحترم تعهدات يقدمها لقرية معزولة ومحاصرة ..وقد دامت المفاوضات أربعة أيام .قطعت فيها المياه والكهرباء والمواد الغذائية .وكان الضابط الإسرائيلي المفاوض يتكلم بلهجة ودودة .ويركز على قضية شرف جيش الدفاع .وأن المسألة لن تتعدى رد الإعتبارمقابل فك الحصار . بعد أن أطلقنا الجنود تراجعت الدبابات عن القرية بضعة مئات من الأمتار ثم قصفتها لمدة ساعتين..اتكأت الجدران على بعضها ونبشت مواسير المياه من الشوارع . ورغم شحنة الخوف التي حاولت أن تنفخها فينا هذه الهمجية إلاأننا كنا واثقين من استحالة بقاء الإسرائيليين..
أنهى المهندس الحكاية فيما كانت قشعريرة الفخر تسري تحت جلد كل منا ..وراح الجبين المرتفع أكثر مما ينبغي في وجه المهندس , يكتسب مشروعية ويبدو أليفا ..
من هذه الروح الصلبة في مواجهة النكسات التي يسببها الخلل في موازين القوى متنوع الأسباب, نبتت المقاومة في وجه الإحتلال .وبالرغم من تنوع راياتها الأيديولوجية,فقد بقي المصب واحداً, وهو طرد الإحتلال ..و لم يكن إصرار حزب الله- فيما يخص تبادل الأسرى مع إسرائيل- على أن يشمل سمير القنطار إلا تأكيدا على هذا الطابع المميز للتنوع في إطار الوحدة والذي ترسخ طيلة عقود الصراع العربي –الإسرائيلي ..ليس التنوع في العناوين التي ناضل تحتها المقاومون إلا استجابة للطابع المركب للمهام من جهة وللمشارب المتنوعة للوعي الذي يتلمس به المقاومون موقع أقدامهم ...إن نقدية لاتأخذ بعين الإعتبار هذا الواقع ستزحط بخفة إلى الخندق الآخر ..وبدلا من أن تؤدي دورها في عملية التصويب ستجد نفسها في موقع المنبتْ :لاظهراًأبقى ولا طريقاً قطع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح