الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات من ظهر البيدر

سامي العباس

2008 / 8 / 10
سيرة ذاتية


إلى الأبطال العائدين من الأسر الصهيوني:
أحياء أو جثامين طاهرة لتنتعش الذاكرة الوطنية
مازالت الصخرة ترخي بظلها رغم شمس العاشرة .يتراجع نفوذها ولا تتراجع الرغبة في تملي المشهد :الجرف تحت قدمي يهبط ثلاثمائة متر حيث نهير يناور بين الصخور, وشجيرات الزعرور, مخرخرا كحصان جنكيز إيتماتوف "غولساري" في رحلته الأخيرة ..
في الأسفل حيث ينبسط الوادي على شكل مروحة يد ملونة,تتناثر الأسطح القرميدية كقطع من البسكويت .وهناك في المدى المفتوح ,حيث تنتصب غلالة حليبية من بخار الماء يكتنف الغموض بيروت ,بينما توزع حمّانا الجميلة بيوتها على المنحنيات بفوضي فنية ..
على الخاصرة الشمالية للوادي المنحدر حتى بيروت ,تشحب بيوت "عاليه ".فلا تستطيع التأكد هل هو بخار الماء أم غبار القذائف ؟.صوت هذه الأخيرة يخنقه البعد ,فيكتفي من الإعلان عن نفسه بالغبار . ..غبار هنا.. وغبار في سوق الغرب ...و بينهما يلتجئ التاريخ خلف جدار صمد في وجه القصف ,منتظراً جلاء المعركة ...معركة سوق الغرب ..المارينز في الأفق .. وطيبة الذكر "نيوجرسي "بمدافعها من عيار أربعين بوصة ..ورئيس دولة عظمى, لايجد حرجا من الإعلان أمام كاميرات يحسن الوقوف أمامها "وهذا جلّ ماخرج به من العمل في هوليود بالإضافة إلى كتابة التقارير بزملائه في المهنة ": لن نسمح بأن نهزم في سوق الغرب .
ولكنه سمح بإعادة النظر في أجهزة تدقيق الرمايات للبارجة العجوز ,بعد أن أرجع مستشاروه الفشل السياسي-العسكري إلى أسباب فنية !!
وحده رئيس الأركان الإسرائيلي وفي لحظة صدق مع النفس عابرة, لامس الحقيقة حين قال :ليس بوسعنا منع رجال يصرون على الموت من أن يموتوا.
رشاقة لغة رئيس الأركان ,افتقدها القرار السياسي الإسرائيلي حين وقف لعقدين من السنين وجها لوجه أمام قوافل الشهداء :سناء ,,ووفاء ..ومالك..وجمال الذي إقتحم قافلة إسرائيلية على ظهر بغل .مبرهنا أن الشعب اللبناني لن يعدم وسيلة للمقاومة ..
و..بيروت المختبئة وراء سبطانات المدافع ,تحيك على مهل أسطورتها على طريقة "بنيللوب":عين مسهدة على البحر رغم معرفتها أن "عوليس" لن يأتي عبر اللجة بل من خلف المتاريس..
أنهض متثاقلا نحو المدافع ..جنود المناوبة يعيدون تشكيل وضعياتهم إحتراماً, تحت شمس لاتعير إنتباها لقسوتها ..السبطانات مشرعة تحرس السماء لكي يكتب مناضلوا المقاومة الوطنية اللبنانية لأرضهم تاريخها بحرية .
لم تكن المقاومة الوطنية والإسلامية لوحدها في الميدان .كان يسند كتفها بشهدائه جيشنا العربي السوري..وعندما ينقح التاريخ سطوره من دس المغرضين وتجار الأنتيكا السياسية والمذهبية على تنوع ربطات أعناقهم إلى هذا البئر من النفط أوذاك المعلف من الأفكار: ستجرف دماء الشهداء ركام الأكاذيب..وتتموضع أسماء الشهداءفي المكان المناسب من ذاكرتنا الوطنية والقومية ..
إلى سمير القنطار ورفاقه
عدتم فأعدتمونا إلى الزمن الجميل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب