الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يعيش العراق .. يعيش العراق - قصائد

كريم عبد

2004 / 2 / 2
الادب والفن


1- رغبة

ساعةُ الصمتِ تُـتكتك
كأسُ الكلام يهـتز على المائدة
وجوهُُ كثيرةُ ُ في المرآة
تسمع هـمهماتٍ : حشد ظلال خلف النافذة
رياحُُ تعبث بالستائر
ترى آثار يديكَ على أشجار الـمدرسة
الريحُ ذاتـها تعبث بدفاترك الأولى
تسمع وقعَ خطى بين الأشجار
وقعَ خطى خافت على الأعشاب
صوتَ أبيك
وخشخشةَ مسبحـتهِ
       وهو يهمُّ بإخراجها من جيب سترته
خشخشةَ أشجار بعيدة ..
أعشاب تبلل قدميك بندى الصباح
فـتـنـتابك رغبةُ ُ في البكاء
رغبةُ ُ في الخروج من البيت إلى العراق ..

ليدز – بريطانيا 2 – 6 – 2001


 
2- في قاعة لندن !!


الـمعرفة تكرج في الـممرات
تسأل عني : أنا الإنسان الأخرس
أضعتُ الطريق الى الباب
ورواد الندوة يـمرون ويـختفون
لكنني وجدت نفسي هناك ..
قادتني الصدفة أو الضرورة
الحيرة وانتظار الفرج
وصوت المغني حين يقول : ( جيين للدنيا منعرف ليه .. )
وسـمعتُ خشخشة مفاتيح في لغط الجمهور
أصواتاً تعلو وأشباحاً تـهرب
وصوت الـمغني يعلو ( خايف طيور الحب تـهجر عشها
وتـهرب بعيد .. )
فأدركت الـهمزة وحنين الباء وانفتحت أبواب القول
ومعانـي الأشياء
كان الـمشهد أخاذاً في صمت القاعة
في قاعة لندن
حيث الدنيا واسعة
الدنيا ماء
زوارق تنحدر
ونـحن نغني في الماء
( الـمبتلي بالحب مهما تـهنا برضو مبتلي ..  )
ونعود الى القاعة مذهولين
فيستقبلنا الجيش وشيوخ قريش وحديث الدرهم والدينار
وسيف السلطان ورطانات الأشباح
فـتكر علينا مسبحة الأوراق
وخشخشة مفاتيح الجنة وصوت الإنسان :
أنا الإنسان الأخرس، أنا الإنسان
أين بلادي وأبواب بلادي ؟!
أين الأبواب ؟!
وأين مفاتيح الأبواب ؟!

2 – 8 - 2001
 

 


3 - يعيش العراق .. يعيش العراق


صغاراً بثيابٍ بللها المطر
نقترب من السبورة وهي تتسع
تتسع السبورة .. وتتسع
لكننا لـم نكتب سوى جملة واحدة :
                           يعيش العراق
***
في الـمدرسة
تأخذنا الأناشيد وتعلو بنا
إلى السماء الزرقاء البعيدة
فوق الغيوم وتحت الغيوم
نردد بآلاف الأصوات :
         يعيش العراق .. يعيش العراق
***
ولل( لحرس القومي ) حين دخلوا الصف
بصراخ بنادقهم الهوجاء
وقتلوا المعلم أمامنا، لـم نصرخ سوى :
                 يعيش العراق .. يعيش العراق

***
في الـمنافي خلف الحدود السود
تبعثرنا الليالي التي لا تنتهي
فيوقظنا صوتُُ حزينُُ مبحوح
صوتُُ حزينُُ يأتي من جميع الجهات :
          يعيش العراق .. يعيش العراق


7 – 10 - 2001

 

 


 4 - حين باغتهم المطر !!


( إلى باسم غانم الذي أراد الطيران مع الطيور .. )


حين باغتهم المطر
كاد الجنود الميتون
أن يستيقظوا
أن ينفضوا الوجعَ
والدمَ المتيبسَ على قمصانـهم
                وأيديهم الباردة
كي يـحسّوا بلعثمة شفاههم الأخيرة
حين أربكتهم القذائف والغبار
............
............
كان الجنود ميتين
مضطربين داخل الموت
تـهتزّ بأجسادهم الشاحنة
أجسادهم الطرية المكدسة على الأوجاع
كادوا ينهضون حين باغتهم المطر
كادوا يصرخون
                 يرقصون من الفرح 
ظلت الشاحنة تسير متهادية
                على طريق ترابية
 تـهتزُّّ تحت مطرٍ خفيف
تـهتزّ أجسادُهم
        بقمصان ناقعة بالدم والمطر
بدأ العشب ينبت على صدور الجنود
العشب الخائف من وجوههم
وهي تضحك
      خائفةً من وعورة الطريق
بدأ الليل يطول
والسائق خائف يبكي،
توقف فجأةً
نزل مسرعاً ..
حين انتابه البكاء كان يتبول
ظل يبكي
يتعثر ويسقط ويبكي
ينهض ويسقط حتى مات
...............
...............
حين ضربـهم الهواء البارد بعد المطر
كان الجنود يغطون في نوم عميق
لكنَّ الشاحنةَ تـهتزُّ فجأة
تسير بـهم وهي تـهتزّ،
ليتها ظلّت متوقفةً كي يواصلوا النوم
فقد استيقظوا من جديد
وما كان بوسعهم أن يصرخوا
                أو يطيروا مع الطيور 
ما كانوا يعرفون إلى أين تسير ، ..
ظلت تسير مهتزةً
على طريق لا تؤدي إلى شيء ...
.........................
.........................
ما زالت .. تسير .. بـهم ..
على طريق البصرة - بغداد ...
لكنهم لن يصلوا
لن يصلوا أبداً ...
 
لندن 1995
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال