الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهاوية

جمال جاف

2004 / 2 / 2
الادب والفن


انه مقدوف وسط ظلمة حالكة عبر فجوة سالكا جدارا لزجا ملطخا بمياء اسنه ليملا فراغا ويكمل المسيرة, اشباح مقنعة عملاقة طوقته حاملة سكاكين صدئة لنبش الاحشاء وبقر البطون . الحظة الاولى (الصقعة) احساس نما بين الموت والحياة ,قشعريرة  تسري في احشاءة , انبعثت رائحة نتنه , فقاعات دموية تزحف لترسم خطواطا لا اباليه على طراوة جسمه الصغير .
اشباح مقنعة ترقص رقصة الموت , شبح عملاق حمله الى الاعلى (السقوط في الفراغ)
انقلبت كل موازينه . قلبه راسا على العقب ليجلده على مؤخرته ( عقوبة صارمة وجزاء شنيع ) . كان صوت جلده هادرا ما زال يتموج بتلاطم في قمة راسه.
انتشرت رائحة كريهة واعمدة بخار دموية متعالية غطت وجوه الاشباح .
(من الظلام الى الظلام , ومن العفونة النتنة الى الهازل والخاطر) بعد احقاب من الزمن وعبر مسيرة الصراع والتحدى , وسط عالم من الاموات , التزم الصمت قدف وهو صامت وعاش بصمت اعمق انه الان يصب نظرة في عمق الفراغ , واضعا كلتا راحتيه على صدغه  بقوة , طنين قاتل في ادنيه يمرغله حتى الجنون .
انطوت عليه جدران غرفته ككل الاشياء تحركت من مكامنها واصبحت كوابيس قاتلة. قفزت في داكرته المتعبة تساؤلات شتى , اختلطت عليه الامور وتشعبت توافدت عليه افكار دون انتظار وترتيب , غارقا في دوامته العظيمة حيث الضياع والجنون , طريق امتد من الفجوة الدموية الى الهاوية المحلزنة , التفت على بعضها وابتلعت ككل الكون.
حشد عظيم ومسيرة مرعبة فاقت التصور والخيال . 
عالم منهك ومسيرة راجلة. رجال ونساء عراة صابين انظارهم الى الامام ...
قوة خارقة تحرك هدا الحشد الى الامام دون وقوف, سمفونية بصوت ما بعد الرعود هدير صاخب ينظم المسيرة , رجال ياكلون اديالهم وهم  ليسوا بجوعى
منهم من يمشى على صدغه , ومنهم على يديه منهم من يتضخم راسه كبالون ملئ بدماء سوداء ثم تنفجر, رؤوس من الجمر تتوقد نساء عاريات اضافرهن بطول قاماتهن يتكئن عليها وياكلن ارحامهن . السمفونية الهادرة تنظم المسيرة بصوت يهتز له العالم انه وسط الحشد رافعا  راسه الى الامام صابا نظره الى الفراغ . هو الوحيد الدي يعلم بان مصيرهدا الحشد العظيم  والدي لا يعد ولا يحصى سيكون عرضها ابتلاع وانصهار في الفوهة العظيمة ....
 على كل واحد في هدا الحشد ان يبصم على جدار ثم يسقط الى اسفل هناك من يبصم براسه والاخر بقدميه ومن يبصم بجهازه التناسلي رجالا ونساء. وهناك من يبحث عن اصابعه المقطوعه لكي يبصم .
انه الان امام الجدرا يرفع كلتا يديه ويبصم بقوهة. ويرمي نفسه كريشه في الهواء نحو الهاوية لينصهر في فوهته الجبارة.
في الصباح حينما استيقظ راى طرفه الاسفل  معلقا في الهواء وطرفه العلوي مثقل على سرير مهزوز . ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة ومد يده ليشعل
سيجارة ...... !!
               
جمال جاف
سدنى /استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان