الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها الفلسطينيون متى ينتهي يوم عاشورائكم؟؟؟

ابراهيم علاء الدين

2008 / 8 / 9
القضية الفلسطينية


في كل زاوية من زوايا فلسطين الوطن "مندب" وفي كل حارة عزاء، وفي كل مدينة " ملطمة" وفي الوطن كله صراخ وبكاء ودموع ولطم للخدود، و "دق للصدور" والبعض يضرب جبهته بالسيف واخرون يضربون ظهرورهم بالسلاسل الحديدية، وكأنه يوم عاشوراء الفلسطيني، لكنه ليس يوما وينتهي كباقي الايام بل هو كل الايام ، لقد حول الفلسطينيون كل ايامهم الى عاشوراء. لماذا فهل اصبحتم شيعة ايها الفلسطينيون .
فما من مجلس الا وديدنه الشكوى والبكاء والتشكي والحسرة والالم، وما من فرد رجلا كان او امراة الا والاهات تسبق حديثه والمعاناة ترسم ملامح وجهه ، والضيق والضجر والاحباط سيده، وما من صحيفة الا وتزينها الاسماء اللامعة للكتاب ومدعي الفكر والثقافة تبث اليأس والاحباط ومرارة الشكوى والاحتجاج، وما من زاوية لها علاقة بفلسطين على شبكة الانترنت ، الا وتصفع وجه المتصفح السلاسل الحديدية تضرب الظهور والسيوف تمزق الجباه. يوم عاشوراء طويل في كل زوايا الوطن ، متغلغلا بالنفس والروح الفلسطينية.
حتى قادة الشعب بمختلف تياراته يمين يسار وسط "فوق او تحت" لا يعرفون الا الشكوى والحديث عن الالم والمعاناة ، كانهم انتزعوا قسرا هذه المواقع ليطيلوا امد يوم عاشوراء الفلسطيني.
لماذا كل هذا البكاء ؟؟ لماذا اصبحت كل ايامكم عاشوراء؟ وهل بلطم الخدود ودق الصدور تكفرون عن خطاياكم فيرضى عنكم الحسين "رضي الله عنه" ؟ هل بالشكوى والحسرة والالم تكفروا عن خطاياكم تجاه فلسطين فتشفق عليكم وتقرر سحب نفسها من تحت اقدام الاحتلال لتأتي اليكم ؟
هل يظن كتابكم ومفكريكم انه باستحضار ما يتعرض له الفلسطينيين من اضطهاد وقهر واستلاب لحقوقهم ، ووحشية العدو الصهيوني وخذلان الاهل وابناء جلدتهم، وتآمر الدنيا عليهم يحرروا شبرا من ارض فلسطين؟
لماذ تختفي البسمة من على وجوهكم ؟ لماذا يحيطكم القلق والتوتر وانقباض النفس والارق ؟ لماذا يتصور الكثيرين منكم ان ما تواجهونه هو قدر مقدر؟ لماذا اصبحتم لا تعرفون الفرح في القصيدة او الخاطرة او المقالة او اللوحة او غيرها من الوسائل والادوات.
لماذا كل هذا الحزن المدمر القاتل ، الا تعرفون انكم بذلك تحققوا اعز امنيات عدوكم؟
اما آن ليوم عاشوراء الفلسطيني ان ينتهي ؟؟
هل يتصور البعض ان يوم عاشوراء يجب ان يستمر طالما الاحتلال يدنس تراب فلسطين ؟ وان انتهائه يكون يوم تحرير فلسطين؟ الا يسال البعض منكم نفسه من هو الذي سيحرر فلسطين طالما ان معظم شعبها مشغول بلطم الخدود ودق الصدور؟ كيف يتم تحرير فلسطين بدون العمل والكفاح والعطاء ، وكيف يمكن لاحد ان يعمل طالما ان تكون كل ايامكم عاشوراء.؟
الا ينبغي ان يبرز العقلاء من بينكم ليقولوا كفى بكاءا وصراخا كفى شكوى وانتحابا وهيا الى العمل؟
وما هو العمل المطلوب ماهو نوعه وطبيعته واهدافه؟ فهل هو فقط اطلاق الرصاص والصواريخ ؟ وتقديم الشهداء والضحايا ؟ وهل هو الاقتتال على السلطة كما يجري؟ وهل هو ازدراء كل فعل فلسطيني سياسيا كان او اجتماعيا او فكريا او فنيا؟
باختصار هل العمل هو مجرد رفض الواقع ؟ ام ان العمل الحقيقي المطلوب هو انخراط كل الشعب الفلسطيني بغض النظر عن مكان تواجدة بالبحث عن سبل ووسائل وطرق واساليب وعناصر القوة لمواجهة العدو الغاصب وتغيير الوضع القائم ؟
هل العمل يكون بالتحسر لفقدان عناصر القوة بل بالعمل لامتلاك هذه العناصر؟
وما هي عناصر القوة غير (الوحدة الوطنية، الوعي السياسي والاجتماعي والفكري ، الاقتصاد القوي، الموارد البشرية المتفوقه في كل الميادين، تحرير المراة وانخراطها بالعمل الوطني، احترام حقوق الانسان وتجريم كل اشكال الاضطهاد والتعسف ، محاربة الخرافة والشعوذة والوهم ، تعزيز اسس وقواعد الديمقراطية في المجمتع ورفض السلوكيات والممارسات الديكتاتورية ودحض الافكار الداعية الى النظم الشمولية الاستبدادية، تطوير التعليم بتطوير مناهجه واستخدام اسلوب البحث العلمي في المدارس والجامعات لتخريج نخب ورواد في كافة الميادين، دور مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والجمعيات والنوادي والروابط، تعزيز البنى التحتية لمشروع الدولة المستقلة قانونيا وتشريعيا وميدانيا في مجال الصحة وطرق المواصلات وتوفير احتاجات البلاد من الما ء والكهرباء ، وايضا ايجاد برامج للطفولة وتطوير الرياضة والفنون والمسرح والسينما والغناء والفنون التشكيلية.)
اليست هذه هي عناصر القوة ام ان البعض يعتقد انه يمكن الانتصار على عدونا المدجج بكل انواع الاسلحة والعلوم والبحث العلمي والاقتصاد المتطور، ويمكن هزيمته بعملية عسكرية هنا واخرى هناك ؟
ايها الفلسطينيون ان الانتصار ممكن وممكن جدا ، وهزيمة عدوكم ليست مستحيلة ، ولكن ذلك يتطلب اولا انهاء يوم عاشوراء الطويل، ونزع ملابس الحداد، والعمل باقصى طاقتكم لامتلاك عناصر القوة.
واذا كانت هذه الدعوة موجهة الى كل فلسطيني اينما كان ، فانها موجهة على الخصوص الى المنظمات والاحزاب الفلسطينية الوطنية التي تؤمن بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش