الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك.. قراءة هادئة

هفال زاخويي

2008 / 8 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قطرة دم عراقية تسال أكثر قدسية من كل الخرائط وهذا رأي أحتفظ به بل وأتشبث ، فلست مؤمناً بمقولات مقززة من قبيل " نموت ويحيا الوطن ، نموت ويحيا الزعيم ، نموت والعزة للوطن" ، لا، إطلاقاً لا أدعي هذه الشعارات التي إن اطلقتها فإني أكذب لامحالة، وأتمنى من حملة هذه الشعارات وخاصة من الزعماء الضاحكين على الذقون أن يترجموا هذا الشعار الى أرض الواقع لكن ليس علينا بل على أنفسهم ،نتمنى – والتمني بعيد المنال- أن نرى الزعماء وابناء الزعماء ومستشاريهم وافراد حاشياتهم ان يمارسوا العيش مثلنا ، لافي ابراجهم العاجية ... لا، لن نموت ليعيش هم .
كل الأطراف تطالب بالحق في كركوك ، وكل طرف ينكر حق الطرف الآخر في كركوك ، وهناك ومع الأسف من يستقوي بقوى اقليمية لينتزع ما يريد انتزاعه في كركوك ... نصدق من ونكذب من ...؟!
هناك مسألة اسمها "الحق" ، هناك من سلبت حقوقه في كركوك ، وما نعانيه اليوم بسبب كركوك هو أيضاً من مخلفات نظام البعث الشوفيني الذي خلط الأوراق وترك الوضع في هذه المحافظة قنبلة موقوته او برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة ، فهل قادة العراق بكل اطيافهم وانتماءاتهم بحجم المسؤولية ولديهم الخبرة لابطال مفعول هذه القنبلة الموقوتة ...؟! هل هناك من يتمتع بالخيار الوطني الواضح كي يرى حلاً عراقياً لمسألة كركوك بعيداً عن املاءات أنقرة أو طهران أو دمشق أو الرياض وغيرها ...؟! ، من يمكنه ان يعلق لوحة فنية في مداخل كركوك تحمل ملامح النخيل البصري والجوز الجبلي الكردي ، وصورة يتعانق فيها داخل حسن مع علي مردان وتتداخل موايويلهما ، من بمقدوره أن يجمع طفلة كردية وعربية وتركمانية بأزيائهما التراثية يلعبن ويرقصن ويغنين معاً ، اليس ذلك كله أجمل من تعليق صور الراحل أتاتورك ، فنحن في كركوك العراقية ولسنا في أنقرة ، واليس ذلك أجمل من تعليق صور وأعلام لا ترمز الا الى الموت والدم والغرق في الأحزان.
كربلاء لن تعيد نفسها في كركوك وعلينا السعي لذلك ، لايمكن ان تكون كل أيامنا كربلاء ، ولماذا تكون كذلك ...؟!
كل قادة وزعماء العراق اليوم يتحملون مسؤولية كبيرة وجسيمة اتجاه اهل كركوك اولاً ومن ثم كركوك كأرض ، فقطرة دم كركوكية تسال أكثر قدسية من كركوك ومن نفط كركوك الذي اصبح وبالاً على اهلها... لذا فاني اقدم الإنسان على الأرض !
على زعماء العراق الجديد ان ينظروا الى كركوك كعراق مصغر ويحولوها الى نموذج عراقي يحتذى به ، مخجل جداً ان نرى كركوك كأرض يباب ، تتزاحم البيوت الطينية في مدينة الذهب الأسود ، شوارع متهرئة ، مدارس يرثى لها، تعاني من ازمة الوقود وهي على بحر من النفط ، تعاني من الفقر المدقع وهي مدينة النفط...يسمونها مدينة النار الأزلية ...لانريد ان تحترق هذه المدينة بنارها ، حري بالحكومة العراقية الاسراع في ايجاد الحلول المثلى الوطنية لمحنة هذه المدينة ومن ثم تبدأ بالعمل لاعمارها ... مخجل ان تمدنا كركوك منذ ثلاثينيات القرن الماضي بمليارات الدولارات وتبقى هي مدمرة .
الحلول وطنية ... وليست قومية او اسلاموية ... ، كما ان من الخطأ الفادح ان تأتي الحلول من وراء الحدود ، فكركوك ليست ضيعة تركية ولا ايرانية ولاسعودية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي