الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ..وطن الاكراد ام جسر عبورهم

اياد محسن

2008 / 8 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الانفعال السياسي الكردي حيال قضية كركوك ليس بالامر المعتاد ...والضغط الذي يمارس من قبلهم لضم المحافظة الى اقليمهم يدفع الى التوجس من النوايا التي لم يفصح عنها ...الاكراد يريدون العراق جسرا للعبور الى الدولة الحلم ...يعتبرون المرحلة الحالية مرحلة اعداد ...وتاسيس .....منتظرين لحظة ملائمة الوضع الاقليمي لاطلاق الصرخة المدوية ...صرخة تقرير المصير ...
احدا لا يستطيع ان يلومهم لان ذلك جزء من حقهم الانساني ...لكن الان وفي هذا الظرف العراقي الحرج ... وبالكيفية التي تسير بها الامور تكون العملية اصتيادا في المياه العراقية العكرة ...فالجسد العراقي المنهك لايحتمل عملية سحب الدماء ليعاد ضخها في الجسد الكوردستاني ...
الاكراد شركاء مهمون في العملية السياسية ...مساهمون اساسيون في رسم ملامح العراق ما بعد الدكتاتورية ...لكن ولما كانت شائكية الوضع العراقي تلزم الاطراف بتقديم التنازلات المتقابلة ...ما الذي قدمه الاكراد من تنازلات للعراق على حساب مصالحهم ...
الاكراد رفضوا حل البيشمركة ولم يقبلوا تواجد القوات العراقية التي تدير الملف الامني في كل مناطق العراق في اقليمهم ... ...لم تخضع المؤسسات والدوائر الكردية اداريا ورقابيا للمؤسسات والدوائر العراقية.. رفضوا رفع العلم العراقي الذي يمثل امتداد لسيادة العراق ...وحتى بعد تغيير ذلك العلم نرى الرايات الكردستانية هي التي ترفرف في الاقليم...
بالمقابل من ذلك فانهم حصدوا الكثير من المكاسب في حكومة المركز وكافة الاجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية ... رئاسة الجمهورية ...وزارة الخارجية ..نيابة رئاسة الوزراء ومجلس النواب..عدد ليس بالقليل من الوزارات والوكالات والادارات العامة ..كانت هذه المنجزات في طريق تحقيق المنجز الاستراتيجي المهم والاهم والمتمثل في ضم كركوك الى الاقليم ...
الاكراد حصلوا على هذه المكاسب عن جدارة واستحقاق ...لانهم ببساطة يمتلكون اتزان سياسي ملفت للنظر... هم افضل من يجيد اللعب في الساحة العراقية ...الطرف الوحيد الذي تحركه المصلحة وهي بدورها ترسم خارطة تحالفاته وتحدد خياراته ومن ثم مواقفه من الاحداث الجارية في الساحة العراقية ...
ليس في مؤسسات اقليم كردستان من كان احد كبار اعضاء حزب البعث لذلك تجد الاكراد غير معنيين بقانون الاجتثاث او المساءلة والعدالة ... يقفون على التل.. وفيما تتصارع الكتل والمكونات التي يعنيها الامر ... يذهبون لاستغلال فرصة كونهم رقما صعبا في ترجيح كفة هذا الطرف او ذاك ليقفوا بجانب من يقدم لهم مكاسب وتنازلات ووعود مستقبلية ...لكن الامر مختلف في موضوع قانون النفط والغاز ..تراهم طرف فاعل ومهم في صياغة مسودة القانون ...يجدون في تضمينه مواد تمثل رؤاهم ..يقودون المفاوضات بشانه مع هذا الطرف او ذاك ...
ليس هناك تحالف بدون ثمن ...هذا ما دفع حلفاء الكرد لمحاولة تسديد ثمن التحالف ...كركوك ...الثمن الذي جعل موقف الحلفاء مهزوزا ومحرجا في الميزان الوطني ...صحيح ان الاطراف التي لجئات الى التحالف الكردستاني لم يكن لها بدا من ذلك باعتبار الاحزاب والكتل الاخرى غير متزنة في ادائها السياسي ولا يمكن الوثوق منها ...لكن الغاية من التحالف هو لم الشمل ...توحيد الاجزاء ...بناء الوطن ...العراق ...وليس تحويله الى ضيعات وولايات تقسم بين هذا الطرف او ذاك ...التحالفات السياسية لا تعني البيع والشراء خارج حدود الثوابت الوطنية ...
للاكراد لفضل الكبير في كل ما جرى في اطار العملية الديمقراطية ..لكن عليهم ان ينظروا للعراق اولا ...وان يطمئنوا المخاوف المنبعثة من قضية كركوك ...فليس هناك من ضير في انضمام الانبار الى اقليم معين ...او البصرة الى اقليم اخر ...لكن هناك هواجس بصدد كركوك ..لان هناك مقدمات قد تفضي الى نتائج تذهب بالاكراد وكركوك بعيدا عن العراق ...
على كل الاطراف العراقية ان تدرك ان كركوك قضية مصيرية بالنسبة للجميع ...يمكن التوافق بشئنها ...لاكن لا يمكن باي حال جعلها محلا للمساومات ...لان التاريخ لا يرحم ..وسوف لن تغفر الاجيال اي خطيئة ترتكب بهذا الشان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها