الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموعة لاقدام

أحمد الخنبوبي

2008 / 8 / 9
الادب والفن


ربما لم يكن شباب مدينة إنزكان ،وهم يعزفون آلاتهم الموسيقية ،بدورهم و بزقاق المدينة العتيقة لإنزكان ،يدركون أنهم قادمون على إحداث موجة موسيقية عارمة بالجهة السوسية، في بداية السبعينيات من القرن العشرين ، وفعلا فإن الجيل الذي كان شاهدا على هذه الفترة تحدث عن موجة شهدتها كافة البلدات السوسية(9). حيث كان الشباب مولعا بالعزف على آلتي البانجو و القيثارة . إننا بصدد التحدث عن الخطوات الأولى التي انطلقت من مدينة اٍنزكان، لتعم كل منطقة سوس بكاملها ، إننا نتحدث عن الخطوات أو"لاقدام " ، فقد كانت هذه المجموعة الموسيقية بشهادة الجميع ، أما ، أنجبت ما يعرف لاحقا بظاهرة المجموعات، و بنمط" تزنزارت"، الذي تألقت فيه مجموعة" إزنزارن" . فأعضاء مجموعتي "إزنزارن عبد الهادي" و"إزنزارن الشامخ" مر جلهم في بداية الأمر من "لاقدام" .نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، بايري محمد ، بايري حسن ، الحنفي محمد ، الشعرا الحسين ، بلا محمد ، الشامخ عبد العزيز، بوتقورت عمر ، أوبايح الحسين ، داعلي بوسوس ، أو بلعيد عبد الله ، مصطفى الشاطر ، لحسن بوفرتل ، مولاي إبراهيم الطالبي .....كلها أسماء كبيرة على المستوى الغنائي بسوس، مرت من " لاقدام" و تأثرت بنهجها بشكل أو بآخر.

لقد تغنت المجموعة في بداية مشوارها بالدارجة المغربية ، كما أن الفنان المسرحي المغربي محمد الجم، كانت له علاقة خاصة مع المجموعة (10)، حيث كان يقطن سنة 1971 بمدينة إنزكان . و هذا التنسيق يبين أن الفن هو القادر على توحيد الثقافة المغربية ، و الإبداع المغربي وتجسيد كل تلاوينها و صهرها في كل متميز و رائع.

لقد أبدعت مجموعة "لاقدام"، ثلة من الأغاني ذات أبعاد عاطفية و إنسانية و اجتماعية ، بقيت خالدة في الريبيرتوار الموسيقي الأمازيغي ، مثل :" منشك أك إقادان" ،" الزين" ، "الباز إينو ". هذه الأخيرة ا اقتبسنا منها بعض الأبيات :

سير ألباز إينو مودو لوح تونزا
سافر أيها الباز و تمتع بجمالك

أويد لخبار نزين ماغ إلا أوكليدنس
أتني بأخبار الجمال وأين ملكه

أوسيغد أوكان إماسن نتبعا أوال
ها أنا أساير الشعر ماسكا آلاتي

أرنستاو الهم أورنشيب دلحين
أنسي همي كي لا يدركني الشيب


لقد اصطدمت مجموعة" لاقدام" ، رغم عيارها الثقيل، مع مشاكل و صعوبات تضعها دور النشر ، و شركات الإنتاج الفني، التي دائما يغيب عليها الوازع الأخلاقي و الحس ، بقدر ما يحضر لديها الهاجس التجاري السريع ، مما أثر سلبا على مسيرتها ، إلا أن المجموعة تبقى اٍسما كبيرا ، ولن تنسى ، و لن ينسى دورها في صقل ظاهرة المجموعات الغنائية الأمازيغية بسوس .


9. المناطق المغربية، التي ينتشر بها الفرع اللغوي الأمازيغي "تشلحيت" ،و الممتدة من أسا جنوبا اٍلى دمنات شمالا.
10. سعيد أزروال،مقال حول مجموعة" لاقدام " ،منشور بمدونة الأستاد على شبكة الأنترنيت،في 10 مارس 2006.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال