الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم تكن قصة حلم ....

ميروز الصفار

2008 / 8 / 10
الادب والفن


توطئة ...
- يا ابنتي لا تروي احلامك لاحد .فالحلم يتلاشى ما ان ننطقه ويتبدد في الكلمات التي تطير في الهواء ...حاذري ان تروي احلامك لاي انسان ...
- ولكن ... اريد ان احكي ... يضايقني الحلم وهو في قلبي ... اريد ان احكي ...
- اذن احكي حلمك لطفل مثلك ... ولا تدعي شخصا كبيرا يسرقه منك ...
- اذن لماذا ؟
- بعض الكبار يقتلون الاحلام ... فحاذري ...
لطفية الدليمي – مرويتها الرائعة ( ضحكة اليورانيوم )

الأنا تؤنب : لم تسمعي تحذيرها ...
الأنا تعتذر :سامحيني ... اعتقدتهم اطفال مثلي ....

.........

لم تكن قصة حلم في ذلك اليوم التموزي المكتنز حره بذرات الغبار عندما رمى الاصدقاء الاربعة ..مازن ..ثائر .. وهاب ..مي ... عملهم البحثي جانبا ...لينشغلوا في تفسير منطق قصة تعود لعدد قديم من مجلة خليجية ثقافية وضعها بين ايديهم مازن ...ليقضي على حيرته فيها ... وينقذهم مؤقتا من ملل العمل في بحوث مخصصة للترقية العلمية وليس العلم !!!
القصة تحكي عن رجل بغدادي فقير في غابر العصر والزمان ....وقد بلغ اليأس بهذا الرجل في ايجاد عمل يرتزق منه وبلغ فيه الفقر الى عدم تمكنه من استئجار كوخ له ولعائلته فسكن خارج اسوار بغداد ..في العراء حيث مكان مقفر ليس فيه بناء الا انقاض نافورة قديمة قرب بئر ماء عذب ...
ولم يكن يشغل تفكير هذا الرجل فقره فقط وانما حلم غريب يراوده كل ليلة عندما يغط في نومه يسمع فيه صوتا قويا يدعوه للسفر الى القاهرة لان كنزا ثمينا ينتظره هناك !
وجاء اليوم الذي توقفت قافلة مسافرة الى القاهرة عند البئر تسقي حيواناتها فسارع الرجل الى عرض خدماته المختلفة عليهم اثناء السفر مقابل الذهاب به الى هناك ...وعندما وصلوا تفرق عن القافلة ليمسكه حرس المدينة بتهمة التسول ورميه في السجن ثم عرضه على القاضي ...
عندها حكى للقاضي قصته بخجل واستمع الاخير لهذا الحلم بدهشة تشوبها السخرية ونظر الى الرجل بوقار وحكمة وقال :( اذا تركنا احلامنا تقرر مصائرنا فلن نحقق شيئا ... وقد تدهش اذا قلت لك انني ايضا ارى كل ليلة حلما واسمع صوتا يدعوني للذهاب الى نافورة محطمة تقع خارج بغداد حيث يرقد حجر مدفون تحته كنز ثمين ولكن كما ترى اني لم اسر وراء احلامي )
وما ان سمع الرجل كلام القاضي حتى سقط مغشيا عليه وفور استعادته وعيه هرع للالتحاق باي قافلة للعودة الى بغداد سائرا راكبا راكضا ولما وصل جعل يحفر قرب النافورة وسط دهشة عائلته حتى وجد صخرة تحتها صندوق مليء بانواع الذهب والماس واللآليء ....ليتحقق حلمه ويعيش حياة رغيدة طوال عمره ....

كان هذا ملخص القصة اما ما دار من حوار بين اصدقاءنا الاربعة ...

مازن : انا ارى في هذه القصة محاكاة لجيلنا اللاهث وراء احلام السفر والاغتراب ...بان تحقيق احلامهم موجود في مكان قريب داخل ارض الوطن لكنهم لا يدركون ذلك الا بعد ان يغادروه ....

وهاب :انا لا ارى ذلك ...اعتقد انها تخبرنا ان الرجل سار وراء حلمه الى النهاية فاستحق الحياة الرغيدة على عكس القاضي الغارق في الواقعية والتعقل فهو سيقضي عمره يتقاضى اجره من الوالي ...حتى ينتهي به الامر كانسان متقاعد عادي ....

ثائر : كاتب هذه القضة ظالم ...كيف ينتصر لرجل جاهل لا يعمل سوى ان يحلم ...ولا يكافيء الرجل الحكيم الفاهم .... ثم استدرك كلامه ضاحكا ... كان عليه ان يعطي اجازة للقاضي كي يذهب للتاكد من حلمه فيجمع بين عمله الواقعي المحترم وبين احلام وحياة الشهرة و الترف التي يستحق ...

استدار الثلاثة نحو مي متسائلين : اليوم لا روح للنقاش ؟؟؟
مي :في بالي افكار كثيرة تحملها هذه القصة.... لكني سابقى حاليا مع الراي الاخير ... دعونا ننتهي بسرعة من ما بين ايدينا من واقع مزعج على اكمل وجه .........فاني متلهفة........
لاحياء احلامي ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال