الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يحتاجه المفاوض العراقي

سلام خماط

2008 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يجب أن يتمتع المفاوض العراقي بالكفاءة والحنكة في إدارة الحوار مع المفاوض الأمريكي المتمرس في عقد الاتفاقيات مع دول العالم والذي يستند إلى قاعدة معلوماتية ليست بالهينة والى تجارب سبق وان خاضها هذا المفاوض مع أكثر من 60 بلدا في العالم ،لذا فان هذه المفاوضات تستدعي قدر اكبر من الحرص والدقة لان المفاوض الأمريكي يختلف عن غيره والسبب في ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية توظف لخدمة أهدافها أقوى وأكبر منجزات التقدم وفي كافة المجالات ،وراكمت من أسباب القوة والثروة قدرا ضخما من المناعة والثقة بالنفس يزيد أحيانا عن الحد. .المطلوب ،ولدى المفاوض الأمريكي أسلوب يقوم على الجرأة والقدرة على خطف وعي الآخرين وارتهانه من خلال سيطرته على الإعلام واحتكاره مما يجعله قادرا على وضع جدول لاهتمامات الرأي العام العالمي وجعل الآخرين مهرولين وراءه ،وهذا ما نلاحظه عند تناول بعض الفضائيات العراقية أو العربية لخبر أو لحادث داخل العراق نقلا عن وكالة رويتر او عن صحيفة الاندبندنت أو الواشنطن بوست على سبيل المثال .
من هنا يكون لزاما على المفاوض العراقي أن يفتش عن مواضع الضعف في العقل الأمريكي مستعينا بتجارب الآخرين ومطلعا على كل كلمة في جداول وملفات المفاوضات وما وراء هذه الكلمة من معنى حتى لا يقع ضحية أو يهزم بلا مبرر ،لذا فان البحث في الخصوصيات الأولية للدولة الأمريكية ومعرفة شخصيتها ومقاصدها وسلوكها وممارساتها في السياسة من الضرورات الملحة للمفاوض العراقي من اجل الفهم الذي هدفه البحث في نفوس أناس ينتسبون إلى دولة مفرطة في التسلط ،ومن اجل ترويض المفاوض الأمريكي وإخضاعه لحكم القانون كذلك .
إن التجارب تحدثنا بان كل الصفقات والمعاهدات الأمريكية مع الآخرين تعتمد على خيارا واحدا من خيارين كما يقول الأمريكان :قبول الآخرون بما نعرضه أو نزيحهم عندما نقرر،يقول وزير خارجية بريطانيا الأسبق (روين كوك):عندما جلست أتفاوض مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك حول موضوع (كوسوفو)وقع خلاف بيننا في إحدى النقاط حيث قلت لها :(إن خبرائنا القانونين لا يوافقون على ما تطلبون منا )فما كان رد أولبرايت إلا :(إذن فقد جاء الوقت لكي تغيروا مجموعة خبراتكم القانونية) وهنا نتساءل إذا كان هذا تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة عظمى وشريكة لها ومن الثمانية الكبار فكيف يكون تعاملها مع بلد كالعراق لازال تحت وطأة احتلالها البغيض.
يقول احد المفكرين إن الأمريكان يعرفون كيف يأخذون ويعرفون كيف يعطون وهم إذا أعطوا فأنهم يحسبون الفوائد مركبة ،والحساب لديهم له قواعد اقتصادية ومالية وليس له قواعد أخلاقية.
من هنا نقول على المفاوض العراقي أن يضع هذه الملاحظات بنظر الاعتبار ،فلا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن توقع على معاهدة أو اتفاقية أو مذكرة تفاهم مع أي دولة في العالم ما لم تحصل على فائدة مباشرة ،فإذا قلت هذه الفائدة فان التملص من روح الالتزام جاهزا لإسقاط بنوده،والدليل على ذلك خروج الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة (كيويو)أو الحفاظ على البيئة ،واتفاقية حظر استخدام الأسلحة البيولوجية ،واتفاقية (روما)الحساب عن الجرائم الدولية ،ورفضت التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة بشأن حقوق الأطفال ،وعرقلت اتفاقية العقاب عن جرائم الحرب .
هنا نود أن نسأل :ماذا جنت مصر من اتفاقية كامب ديفيد والتي تتكون من 281بند اقتصادي غير (طابا)مقابل اعترافها بإسرائيل.
إن المفاوض الأمريكي عندما يضع بنود اتفاقية ما فانه يجعل من الطرف الآخر الكاسب والمنتصر ،فيضع مشاريع كبرى لصالح الطرف الأخر لكنها على الورق ولا تستند إلى البنى التحتية والاقتصادية لهذا الطرف المذكور ،وهذا ما حصل مع أكثر الدول التي وقعت هكذا اتفاقيات .
يقول المثل المأثور(العاقل من اعتبر بغيره)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى