الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ِقاعة السعادة

محمد شحات ديسطى

2008 / 8 / 12
الادب والفن


فى الطريق إلى قاعة السعادة على كورنيش النيل ، يظل النيل دائماً وأبداً هو سر الوجود ومحور الحياة فهو الذى يمنح العشاق والبسطاء السعادة فى ليالى الحر الرطبة ، إلا أنه أصبح اليوم يقسم البشر طبقاً لمكانتهم ، فعلى جانبيه تتحدد مكانة البشر فكلما اقتربنا إلى جواره كلما عُرفت منزلتنا فى المجتمع، فى الطريق تذكر أول لقاء بينهما بعد غياب سنوات الدراسة فى قاعة أفراح وحيدة على نفس النيل ... كان يطارد صورتها على صفحة النيل ، يناجيها ويستبد به الشوق لرؤيتها ،لم يضن الزمان عليه بهذا اللقاء ، كانت المفاجأة عندما رأها أمامه، شعر بأنه مؤيد من السماء وأن أحلامه تحقق كفلق الصبح ،بادرته بالتحية وتمنت له السعادة ، لم يدر أنها تزوجت بالقادم من بلاد النفط إلا عندما رأى الذهب يطوق جيدها ومعصمها، فى ذلك اليوم أقسم أن يكون أحسن حالاً منها ، سيجتهد فى عمله حتى يصل إلى أعلى الدرجات ، وسوف تندم أنها لم ترتبط به ، فهذا الذهب ما هو إلا قشرة استهلاكية ستزول مع الأيام ، كانت أحلامه تملأ الكون عدلاً ورحمة وأن يصبح الناس سواسية كأسنان المشط ، كان يؤمن أنها دورة لا محالة زائلة، وبعد سنوات يأتى إلى نفس الطريق ليجد النيل وقد أمتلأ بالقاعات والمبانى الشاهقة التى يسكنها الأغنياء لم يعد به مكان للبسطاء ،اليوم أصبحت كل أحلامه مجهضة ..رأهن بأنه سيصبح أحسن منها فأصبحت أكثر منه غنىً ، وراهن أن ميزان العدل سيسود وأن تصبح قيمة الإنسان بعمله وفكره ، فأصبح الإستهلاك هو سيد الموقف لم يدر بعد أنه فى زمن العولمة المتوحشة وأنه تخلف عن الركب كل هذه السنوات ، حتى فى عمله لم يستطع أن يقاوم الفساد ، ولم يصبح من المقربين المحظوظين وهاهو اليوم ذاهب لفرح ابن رئيسه فى العمل ـ الذى يعده لخلافته ـ والذى يتزوج من أبنة أكبر " العملاء " بالعمل والويل لمن لا يحضر هذا الزواج ويباركه فعيون رئيس العمل فى كل مكان لتحصى من حضر ومن لم يحضر وخوفاً من سخطه ، يدخل القاعة الضخمة والفخمة فى آن ، ينظر للعيون فى كل اتجاه والعيون معلقة بلحظة دخول العروسان ، تتقدم الزفة مجموعة من الفتيات القاصرات يلبسن ملابس بيضاء تشبه الفراشات ، يحيطن بالعروسين يخلع ذلك رمزية بالحور فى الجنة ، ينشرن البسمات ليوحين للحضور بالسعادة ..إلا أن عينيه إلتقت بإحداهن وهى تلمع كأنها ممتلئة بالبكاء،لم تخدعه تلك الابتسامات البلاستيكية المصطنعة ،كاد قلبه أن يتمزق فهو يعلم أنهن فتيات فقيرات أتين لصنع البهجة مثل البنفسج ، فالمسالة ليست فناً يدافعن عنه ولكنها أكل عيش !!...خرج مسرعاً حزيناً من قاعة السعادة ليلعن الفقر ويتمنى أن يكون رجلاً لــــ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف