الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا

عمرو اسماعيل

2004 / 2 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


رغم أن العرب وكثير من العراقيين كانوا يفضلون ان يتم التخلص من الطاغية صدام على أيدى العراقيين أنفسهم و ليس عن طريق الغزو و الاحتلال الأمريكي فأن ما حدث قد أعطى العراق فرصة قد لا تتكرر للخلاص نهائيا و للأبد من كل أنواع الحكم الديكتاتورى الذي ابتلى به العراق مثل بقية الدول العربية  منذ مئات السنين وعندما يصبح العراق ديمقراطيا فلن تستطيع أمريكا و لا غيرها أن تبقى يوما واحدا فى العراق فالتاريخ قد اثبت لنا مرارا و تكرارا أن الديمقراطية هى الضمان الوحيد لاستقلال أى بلد حتى لو تواجدت فيه بعض القوات الأجنبية ضمن معاهدات الدفاع المشترك التي تحمى مصالح الطرفين , فالاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار السياسي والاقتصادي .
هل يستطيع أحد أن يدعى أن ألمانيا هى دولة أقل استقلالا من بعض الدول العربية التي لا يوجد بها جندي أمريكي واحد رغم وجود القواعد الأمريكية بها, ونفس الشيء ينطبق على اليابان و كوريا و غيرها من الدول التي تحكمها أنظمة ديمقراطية.
أن أملنا فيكم نحن الشعوب العربية التى ابتليت بنظم حكم ديكتاتورية تتمسح بالدين أو القومية أو الاستقرار السياسى او حتى قضية العرب المركزية فلسطين و هى كلها حجج  واهية تتستر وراءها تلك النظم لكى تظل فى الحكم مضحية فى الحقيقة باستقلال شعوبها سياسيا و اقتصاديا و مثل هذه الأنظمة هى ألعوبة فى أيدى أمريكا و الشركات متعددة الجنسية وهى تعرف جيدا أن بقاءها فى السلطة مرتبط بإرضاء سيد البيت الأبيض.
فلا تجعلوا يا أهل العراق العظيم المزايدين فى العالم العربى يثنوكم عن امتلاك حريتكم الحقيقية عن طريق بناء المجتمع المدنى الذى يحترم حقوق الإنسان والمرأة ويحترم حرية العقيدة , المجتمع الذى يكون الولاء فيه للوطن و ليس للقبيلة أو العشيرة, المجتمع الذى يتم فيه اختيار المسئولين عبر صناديق الانتخاب وأن يكون معيار الكفاءة هو أساس هذا الاختيار وليس الولاء للعائلة أو القبيلة أو الطائفة.
أن العراق يملك من الكفاءات البشرية ما تحسده عليهم الكثير من دول المنطقة و قد تشرفت بمعرفة الكثيرين منهم وهم قادرون بأذن الله, مع ما يملك العراق من ثروات طبيعية, أن يعبروا عنق الزجاجة فى وقت قصير لتصبح العراق دولة قوية غنية بإنتاجها وليس فقط بنفطها.
أن حدث هذا فسيكون العراق منارا للحرية فى المنطقة ومثالا يحتذى لبقية الشعوب العربية وستتهاوى الأنظمة الديكتاتورية الهشة في المنطقة مثل قطع الدومينو ولعل هذا سبب تكاتف قوى الظلام فى المنطقة و فى العراق نفسه لإشاعة عدم الاستقرار و انعدام الأمن لقطع الطريق أمام كل قوى التقدم و الديمقراطية فى العراق , أن التحالف المشبوه بين أنصار النظام السابق و الأصولية الدينية و الرجعية هو الخطر المحدق بالعراق و هو تحالف تغذيه و تموله فى الخفاء كل القوى المعادية للديمقراطية فى المنطقة لأنها تعرف أن العراق الحر الديمقراطي هو بداية النهاية لها.
ولهذا فأن أملنا نحن الشعوب المغلوبة على أمرها أن تنجح القوى التقدمية فى العراق في التغلب على العقبات التى توضع طريقها و ألا تلتفت الى المزايدين من مناضلى الميكروفونات الذين يدعون أنهم وطنيون اكثر من العراقيين أنفسهم, أملنا ان يقتنع العراقى انه مواطن عراقى أولا قبل أن يكون سنيا أو شيعيا أو كرديا وأن ولاؤه هو للعراق أولا وليس لفلسطين أو أيران أو حتى للقومية العربية.
أن أى دماء بريئة تهدر فى العراق هى غاليه علينا جميعا وهى لن تأتى للعراق بالتخلص من الأحتلال ولكن الاستقلال الحقيقى لن يأتى ألا عبر الحوار السلمى و الديمقراطى بين ابناء الشعب العراقى نفسه و عندها ستضطر أمريكا أن تحترم أرادة الشعب فلا تسمحوا يا أهل العراق العظيم لأحد أن يذكى نار الفتنة بينكم فأن نجاحكم هو الشعلة التى ستشع نورا علينا جميعا وفقكم الله ألى مافيه خير لكم فهو فيه كل الخير لنا بقية الشعوب العربية. 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني