الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة إسرائيل وهم (21)

عادل ندا

2008 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الأخلاق نوعان، أخلاق دينية مطلقة وأخلاق لادينية. الأخلاق الا دينية نوعان، أخلاق عرفية أو قانونية وأخلاق أصلية موجودة بالضرورة. فهى أساسية بالطبع لا بالتطبع. الأخلاق الأصلية الموجودة بالطبع، هى التى يبنى عليها باقى الأخلاق، فهى ضميرية لدى الإنسان. ويمارسها بتلقائية لا بخوف من قوة خارجية. ويؤنبه ضميره لو خالفها.
من الممكن أن تجد إنسان لا يعترف بأى دين وتصف أخلاقة بالأخلاق الإنسانية الأصيلة. ولا يوجد أعلى من هذه الأخلاق. تلك كانت أخلاق نبينا الكريم قبل الإسلام. وأخلاق الكثير من المفكرين فى التاريخ بغض النظر عن إنتمائهم الدينى أو حتى عدم الإنتماء. الأخلاق الدينية والأخلاق العرفية أو القانونية والتربوية هى أخلاق فوقية ولا تصبح أخلاق أصلية إلا إذا استدمجها الشخص طوعا، ودخلت بالتربية الحسنة جدا، داخله وفى النسق القيمى الأخلاقى لديه.
فأصبح خلقه القرآن.
الدين رسالة إخلاقية تطورية. الدين والسياسة نقيضان. كل دين يسعى بالضرورة الى تسييس نفسه كدين حتى يصبح برجماتيا وأكثر عملية وقوة فى أرض الواقع. وكل نظام سياسى برجماتى، يسعى الى تكوين دين أو إلباس بناء (أى تركيبة)، ومنظومة دينية على نفسه، حتى يضفى على هذا النظام كونه مقدس بشكل ما. وحتى يجذب البسطاء، خاصة من لا يحقق مصالحهم.
الدين والسياسة يتصارعان. ودائما ما ينتصر لفترة أحدهما على الآخر. هما بالضرورة منفصلان. ولا بد من النظر لكليهما على أنهما منظوران للواقع.
تسييس الدين لا يجوز إلا لو تعرض الدين الى حرب شعواء. أن يمنع أو يضطهد أصحابه وبشكل صريح كما حدث فى عهد رسولنا الكريم. فالدين رسالة إخلاقية بالضرورة متناقضة مع السياسة التى تسعى الى الإنتصار، حتى ولو كان الثمن أن يتم التنازل عن الأخلاق أوالدين نفسه.
إسرائيل كدولة سياسية ضد اليهودية وتسحقها بل وستمحوها من الوجود. وكلما إستمرت إسرائيل على هذا الشكل وقويت، كلما ضعفت اليهوديه حتى فى قلوب اليهود أنفسهم.
أول تسييس للإسلام تم مع الهجرة الإضطرارية الى المدينة. وأول معركة إسلامية سياسية هى معركة بدر.
تسيس دينك، أسيس دينى، ولو حاولت تطلع دينى حطلع دينك. هل هنا حتمية أم مغالطة؟ فيها الأثنين.
لو قرر الشعب الإسرائلى الا ينتخب إلا من لديه أخلاق أصلية، فلن يجد من المطروح لديه وأحد تنطبق عليه هذة الصفة. فكلهم قتلة وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء. ولهذا ستنهار إسرائيل لا محالة. ولهذا هى وهم إنسانى كبير.
وسيكتشفه كل البشر، وسيعلنه الإنسان فى لحظة ما.
أى شكل سياسى، بلا محتوى أخلاقى أصيل وهم، وسينهار.
ولقد إنهارت إمبراطوريات.
مش دولة متر فى متر على رأى واحد صاحبى.
وقامت على السرقة والقتل والنهب وطرد السكان الأصليين وتعذيبهم، تحقيق مكاسبها بالإبتزاز.
هذه هى صورتك يا إسرائيل التى يعرفها الجميع وينافقوكم.
قصدى مصلحة اليهود ومصلحة الجميع.
الله ما أنى قد بلغت فأشهد
ولا أريد منكم شكورا، وأجرى على الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة