الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيان رقم واحد

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2008 / 8 / 12
القضية الفلسطينية


بيني وبين الناصرة .. تاريخ من القهر، والدمع والحلم المصادر.
بيني وبين يافا ... شجرة برتقال حزينة، حلم مكسور وقلب متعب.
بيني وبين غزة ... كاتب تقارير، مخيمات لاجئين ومليون مذبحة.

البارحة، تذكرت فجأة أنني نسيت تفاصيل وجهي. وقفت أمام المرآه لأمارس عادة يكرهها الرفاق اسمها النقد الذاتي، فرأيت بعض الشعيرات البيضاء في رأسي. ولم أرتعد، بل شكرت الرب الاله على نعمته التي جعلتني أعرف أين كنا وأين أصبحنا.
شعيرات بيضاء قليلة جعلتني أعرف الفرق بين فلسطينكم وفلسطيني.

فلسطينكم كراس، وعروش، وألقاب فخمة زائلة حتما...
فلسطينكم التي تريدون، وطن مفصل على مقاس حسابات بنوككم أو الراتب الشهري، حسب درجة الطاعة.
فلسطينكم شرطة وسجون.. أقلام بلا ضمير، لا تكتب قصائد بل رصاصات من مسدس كاتم للصوت تغتال عاشقي الناس.
فلسطينكم تريدونها كارت بوستال لنشر صوركم وتصاريحكم بعد تجميلها.
فلسطينكم حفلات زواج ثورية تكاليفها مدفوعة سلفا من دمائنا ... على طاولات قمار خاسرة سلفا تدعى مفاوضات السلام ... وفي فنادق خمسة نجوم.


أو هل نسيتم أن المسيح الرب(1) ولد في مغارة ولم يستدع ابواه طبيب الهيكل او الحاكم الروماني لسحب رأسه؟
أو هل نسيتم أن محمدا ولد على حافة الطريق ثم عاش ومات يتيما ومحروما إلا من قلوب محبيه؟
أو هل نسيتم أن هناك امرأة جليلة تدعى "الداية" كانت قد نفضتنا ونفضت امنا على أبينا، ونقشت على أشجار الزيتون المقتلعة من جذورها، أسماءنا وأسماء المولودين الجدد وأسماء الشهداء؟

بئس فلسطين التي تريدون.


فلسطينكم هتافا لحياة رئيس، أو زعيم تنظيم أو نائبه، أو شيخ عشيرة.
فلسطينكم تلك أرفضها كما ترفض معدة السكير آخر بلعة من كأس عرق.
أرفض فلسطينكم كما يرفض الانسان في داخلي بيع ضميره وقلمه وقيثارته، كما باع الاسخريوطي معلمه الجليل. أرفضها كما ترفض روحي المتمردة كاتم الصوت أو كاتم القلم أو كاتم الوتر.

ما هذا الوطن الذي قواديده، اشتقاق جديد لكلمة قادته، يتنازلون عن حق العودة ولا يحققون أمنية لاجئة عجوز بالعودة إلى بيتها بعد تحريره لتكنسه، ولتسقي دالية العنب؟
لأي شيء قتلتم أحلامنا؟ لأي هدف قتلتم شبابنا؟
لماذا يذل اللاجئون السمر الجميلون في صبرا وشاتيلا وعين الحلوة ونهر البارد وبرج البراجنة، وأخيرا وليس آخرا في غزة؟
آآآآخ يا غزة..
آآآآآآآآآآآآآخ يا أم العز..

لماذا يا شوارب الزعماء يسارا ويمينا ووسطا وخلفا نكرتموهم كما تنكر بطرس لحامل الصليب ثلاثا قبل صياح الديك؟

قلسطيني ليست فلسطينكم.


أيها القادة الفلسطينيون..
لا أعتقد أن هذا الجزء من مقالتي يعنيكم في شيء فأنا أخاطب به من لا زالت فلسطين كعبتة وقدسه ومصدر قيامته، أي أنني أخاطب به الفئات الكادحة، أي البروليتاريا الحقيقية، اي اللاجئون في مخيمات القهر.

ولا أعتقد أنكم ستفهمون ما سيرد في هذا الجزء كون الأمر لا يعنيكم ما دام الراتب الشهري، وبالدولار الامريكي الساقط حتما مرة أخرى، يتناسل في جيوبكم.

فلسطيني التي أدعو إليها وأكرز هي:
حلم كنت قد حملته وأنا صغيروخبأته في حنايا القلب.
قلسطين التي أدعو إليها ليست قطعة أرض لا تعادل مساحتها مزرعة في الولايات المتحدة الامريكية، والساقطة أيضا وحتما، أو مجدا أستجديه.

فلسطين التي أحلم بها هي حكايات جدي لأمي عن عكا "اللي على راسي"، وعن نابليون الذي عجز عن فتحها لأن مفتاحه أصابه الصدأ بتأثير هواء البحر العكاوي الكنعاني العربي الأصيل.

فلسطين التي أحلم بها هي سواليف جدتي لأمي عن شواطيء يافا التي تحن لصياديها الذين يبتلعهم الليل وهدير البحر بحثا عن قوت أطفالهم، فيبحرون ولا يرجعون.

فلسطين التي أحلم بها ليست حاكورة لوز، ولا نبعة ماء أو بيارة ليمون..
إتها حكايات خالتي عن الناصرة وعريسها الناصري.
إنها دمعتها على بيت ساحور التي لا زالت ترتدي ثياب العيد وتزين ضفيرتها بشريطة حمراء، وترفض أن تتعزى بالفلسطيني والفدائي الأول المسيح ابن مريم قبل الأخذ بثأره.
أتعرفون أن المسيح الرب كان اسمه الحركي أبو هاني.

يا أيها الفلسطينيون الشرفاء، وتحديدا اللاجئون وعلى رأسهم أمي العجوز إم العز وجاراتها في المخيم..
أدعوكم للانضمام إلى البيان رقم واحد وإعلان الثورة.. أدعوكم للانضمام إلى تنظيم جديد اسمه "الحلم لتحرير فلسطين"..
تعالوا نحلم سويا بوطن فيه الكثير من الصبية والبنات.. مواطنين وليسوا لاجئين. يتلهون بين شتلات التبغ وقطوف العنب. يلعبون الغميضة وعروس وعريس.
تعالوا نحلم فلربما حررنا فلسطين...


ويا زعماء الفلسطينيين، وتحديدا الاساولة "اشتقاق آخر جديد لاوسلو":
حاكموني على حلمي، أو زيدوا في غيكم، فأنا حتما عائد إلى فلسطين، بقرار أممي أو غيره، لأزرع حلمي وردة في غزة وجنين وبيسان وأسدود وعسقلان ويافا واللد والرملة والقدس.
سأعود رغما عنكم وعن أمريكا وإسرائيلكم قاتلة المسيح الكنعاني والفلسطيني الأول لأزرع ضمة حبق في عكا "اللي على راسي".


أيها الأله ايل (2)
كم مارسنا فعل الزنا بوصاياك..
نحن، نعم نحن، قتلة الانبياء والرسل.
نحن خطأة الهيكل وباعة الحمام والصيارفة.

أيها الأله إيل..
أنت خلقت اللاجيء الأول من روحك القدس ونحن قتلناه، ألا يعني هذا أننا قتلناك؟

أيا إيل..
أرنا مجدك .. وعزك ... وانتقامك ..
آمين
__________________________________
(1) توضيح للاخوة الاسلاميين والمسيحيين أو النصارى واليساريين أوالملاحدة، فان كلمة الرب لا تعني الإله كما يفهمها البعض، فهي لغويا تعني المعلم. وعندما كان التلامذة الأجلاء ينادون المسيح بمصطلح يا ربي فانما كانوا يعنون بذلك يا معلمي. واصل الكلمة كنعاني سرياني.

(2) الإله إيل هو أول إله كنعاني، وكان الإله الأوحد للفلسطينيين القدماء، أي الكنعانيين، قبل أن يأوي الكنعانيون إبراهيم اللاجيء من حران إلى فلسطين بمئات السنين. وهذا يعني أن الفلسطينيين القدماء هم أول من دعى إلى ديانة التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه