الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور مفعمة بالتمايز... الصحفي اللامع مصطفى صالح كريم نموذجاُ ...أدرك معنى الحياة والقيمة الجمالية لوجوده فكان ما أراد.

رحاب حسين الصائغ

2008 / 8 / 12
مقابلات و حوارات


مفخخات الحياة لا تترك الجادين بدون أن تركز صنمها في قلب أيامهم، وبما أنهم يملكون قوة حسية فكرية خاصة تعمل على صراع ذلك الصنم ودحره، تجدهم دائماً في الصفوف الأمامية يعملون على مواجهة المواقف الصعبة وتحدي قوالب الظلم، من شروط البقاء وخلود الحركة نحو زمن التقدم وشق فجر المستقبل بالتفاني الدائم دون عجز أو إبطاء، لأنَّ حامل الشعلة خطواته ثابتة ويقينه السير إلى الأمام يعني الوصول للهدف.
حين التقيت بالصحفي الأستاذ، مصطفى صالح كريم نائب رئيس تحرير جريدة الاتحاد، نالني إحساس جميل بالقوة لما تحمل شخصيته الثائرة كالطبيعة والتي تلهم المقابل فجوات من معاني الحياة والرقة الممزوجة بالهدف الثابت، الحديث معه يجعلك شارداً بين يدي زاهد ملم بمعارف الهبة والرغبة، وبيان كمال فائض في قدرته على أشغالك بتاريخ حياته الحافل بالصبر والتحمل والمواجهة رغم كل المعاناة، وإصراره على أن يكون كما يريد هو ويرى، لم يثنه شيء أو أحد أو عائق، فكان هذا الحوار الشيق معه.
1- بداياتك؟.
حينما كنت في الصف الرابع إعدادي في المرحلة الثانوية من دراستي، فصلت بسبب نشاطي السياسي، حينها أصبت بالحيرة تجاه مستقبلي وكوني طالب متفوق وذكي، نصحني بعض الأصدقاء من الأقارب أن ادخل دار المعلمين الابتدائية في بغداد، رغم احترامي الشديد للتعلم، لم أكن متهيئاً لهذا الموضوع الذي يتعارض ورغبتي في إكمال دراستي ورغبتي في دخول الجامعة، لذلك اضطررت أن اقبل بدار المعلمين الذي دفعتني إليه الظروف مرغماً، أكملت دراستي في دار المعلمين في الأعظمية ببغداد، في السنة الثانية قررت أن امتحن الخامس الإعدادي إلى جانب دراستي في الدار كي انتقل لكلية دار المعلمين العالية، لكن التحقيقات الجنائية ألقت القبض علىَّ، شاهدت السجن مبكراً لذلك أقول مبكرة وهي لازمة، وكوني لم انضج بعد سياسياً نزلت ضيفا على المعتقلات والسجون، وبعد خروجي كان هناك أساتذة في دار المعلمين دافعوا عني وساعدوني في دخول الامتحان وحصلت على درجات عالية جداً أهلتني للبعثة العلمية، ولكن التحقيقات الجنائية لم توافق على ذلك، لذلك انخرطت في سلك التعليم وفي التعليم واصلت العمل كمعلم وكمدير وكمشرف تربوي، إلى أن أحالني النظام السابق للتقاعد الإجباري بناء على مواقف سياسية، وقد تعرضت للتوقيف مرة أخرى في عام 63 حيث قضيت 18 شهراً في السجن، وأبعدت عام 1975 للرمادي هذا من الناحية السياسية، أما من الناحية العائلية تزوجت مبكراًُ أيضاً كان عمري إذ ذاك في حدود العشرون، حيث كان والدي يتصور أن الزواج سيبعدني عن السياسة، لكن الزواج لم يحد من نشاطي السياسي واستمرَّ عملي في السياسية.
2- إنجازاتك؟.
من خلال هذه السلسلة المتواصلة من التشريد والنفي والاعتقالات، في عام 74 صعدت للجبل وأصبحت مديراً لإذاعة الثورة ومن الأعمال التي لم تفتني تذوقي للأدب والصحافة، حيث يشيرون أصدقائي إلى أن المجلس الذي أكون فيه تعتليه سمات الأفكار الثقافية والأدبية ويتخلله جو من المرح والسعادة، واجد أن الحياة تتطلب ذلك، فانا منذ مطلع شبابي عشقت الأدب وكان لي محاولات في كتابة القصة واستمرت معي، وقد كتبت العديد منها ونشرت لي مجاميع ( رنين السلاسل)و( شهداء قلعة دمدم) و( متشحة بالسواد في العالم الرابع) وترجمت للعربية، ونشرت في مجلة الأقلام والطليعة والثقافة والمثقف، وكتب عنها نقاد عرب مثل ياسين النصير/ د. فايق مصطفى / فاضل ثامر/ يوسف يوسف/ لقمان محمود، ومن النقاد الأكراد/ د. عزا لدين مصطفى/ كمال غمبار/ د. رؤوف عثمان، ولي كتاب ضخم دراسة عن الشاعر الكبير بيره مير، والى جانب اهتمامي الأدبي عملت في الصحافة ففي بداية مبكرة تطوعت للعمل في صحيفة محلية في السليمانية وكانت أدبية عملت فيها لسنوات دون أن اخذ منها قرشاً واحداً، بعد ذلك أصبحت سكرتيراً للجريدة، كي أحول مسارها إلى مسار قومي وطني مع الاهتمام بالجانب الأدبي فهذا العشق الصحفي كان دافعه الهواية وليس الاحتراف، احترفت الصحافة بعد الانتفاضة، فقد كلفتني القيادة السياسية في الاتحاد الوطني الكردستاني أن اعمل في الصحافة وابتعد عن العمل الوظيفي، ولم أقبل أي وظيفة بعد ذلك وبقيت كعضو هيئة تحرير صحيفة كورد ستالي نوى، وعضو هيئة تحرير الاتحاد وفيما بعد مدير مكتب الاتحاد وبعد ذلك نائب رئيس الاتحاد ولحد الآن، أما من ناحية العمل النقابي عملت مع اتحاد الأدباء أربع سنوات كسكرتير فرع السليمانية، وبعد عودتي من الرمادي انتخبت رئيساً للفرع، بعد الانتفاضة، كما أسلفت تفرغت للصحافة وحينما تشكلت النقابة وبعد ضغوطات من الأصدقاء والرفاق توليت منصب نائب نقيب في السليمانية، وبعد أن وحدنا النقابيتين رصي المنصب عليَّ وبقيت نائب النقيب، وارجوا أن كون عند حسن ظن الذين اختاروني وأنا ألان أعيش بين الاتحاد والنقابة.
3- طموحاتك؟.
يجب أن يكون المسئول في الموقع الذي يمكن أن يبدع فيه عندما تناط المسؤولية بشخص مؤهل له، وأتمنى أيضا لشعب كوردستان العز والحرية في ظل الفيدرالية التي آمن بها والتي هي نظام ديمقراطي متبع في عديد من دول العالم وان نعيش جميعاً في أطار العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
بعد هذا الحديث الشيق مع الأستاذ نائب رئيس تحرير جريدة الاتحاد، ابعد عني قلق معرفة البراهين وشروطها المحتملة، وما يخالف القياس ألبرهاني والقياس الجدي والخطابي، وان كان لا بد من معرفة القياسات علينا دراسة منطق الحياة وقوانينها المفعمة بالتمايز في إدراك المعنى لوجودنا، وبين يدينا حياة الأديب والصحفي مصطفى صالح كريم، ونعتمدها مرجعاً في إشكالات تصادفنا في مقتبل أيامنا التي نسعى من اجل أن تكون بالمستوى المطلوب، لأنه من الرجال الذين يعملون بصمت وصدق ويصلون الهدف بما وجدوه الصواب لما بدأ، بكل تواضع مازال دءوب ونشط ويحمل روح الشباب المرح متفائل يعاند غبار الأيام غير آبه للعاطل منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران