الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات لذكرى الشاعر الأممي محمود درويش

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2008 / 8 / 12
الادب والفن


فقدنا محمود درويش الأممي ...الذي أنشد قائلاً "كل قلوب الناس .. جنسيتي.."
ستبقى أشعارك فينا ... ستبقى انت هنا بيننا ..رغم أنك غادرتنا ...نحن الذين رضعنا من حليب كلمات شعرك ...من صرختك المجلجلة في قصيدة "بطاقة هوية" والمعروفة أكثربِ "سَجِل أََنا عربي .." التي عبّرت من خلالها عن الكثير ..الكثير من معاناة أبناء شعبك الفلسطيني وطبقته العاملة التي تعرضت للقمع السلطوي... من خلال مواجهة قمع الحكم العسكري وما مارسته هذه السلطة ضد البقية الباقية من الشعب الفلسطيني في أرض وطنها ، يومها أنشدت وقلت متحدياً هذا البطش:

"....
سَجِل
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز
والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا اتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب
...."

عرفناك من خلال ما كتبت ... وتابعنا صولاتك وجولاتك الشعرية ... التقطنا كل كلمة قيلت عنك ...من أترابك ورفاقك ...نعم ستبقى فينا ..أيها الرفيق الأممي ...سنواصل إنشاد أشعارك ..أيها الفلسطيني ...وقبل كل ذلك أيها الإنسان الذي لم يفقد إنسانيته حتى في أعتى مراحل العدوان التي تعرض لها مع رفاقه... أنت ... يا من آمنت بالطبقة العاملة وعدالة نضالها...ستبقى فينا وبيننا خالداً ...

نعم لن ننسى إنشادك العظيم الذي جسّدت فيه حقيقة أمميتك وإنسانيتك التي آمنت بها دائماً وأبداً ..رغم ما تعرضت له الطبقة العاملة الفلسطينية من قمع متواصل ... لم تفقد البوصلة الإنسانية- الأممية ، وخرجت خارج سرب التقوقع والتعصب القومي وانشدت بقوة إيمانك بالإنسان والإنسانية جمعاء وقلت:

عار من الاسم، من الانتماء؟
في تربة ربيتها باليدين؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين
يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
ومن يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس..جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر

لن تستطيع الكلمات أن تعبر عمّا يجيش في نفوسنا من حزن وألم لفقدانك أيها الإنسان ...أيها المَعلم الحضاري الكبير ...
يا من نقشتَ إسم فلسطين وعدالة قضيتها ..في قلوب شعوب الأرض جمعاء ...

وداعاً ..أيها الفارس ..
يا من ناضلت بقلمك وقلبك وفكرك ...
من اجل قضيتك...قضيتنا...
فلسطين الحبيبة...

وداعاً يا من حملت قضية شعبك العادلة ..
الى كل مكان ...

وداعاً يا صوت فلسطين الباقي دائماً ..
وداعاً أيها الشاعر الكبير ...
وداعاً...
وداعاً...

من الصعب تقديم التعازي في مثل هذه المناسبة ...
خاصة وان الفقيد هو فقيدنا جميعاً ...
أخاً ورفيق درب ...
بَعُدَ عنّا.. وعادَ إلينا ...
بَعُدنا عَنه... وعُدنا إِليه ...

إنه في معنا في كل مكان...
في كل نسمة ريح من نسمات أرض الوطن..
من عبق زهور البرتقال...واللوز...
إنه معنا ..باقٍ..
راسخ.. كجذور شجر الزيتون..
الراسخه في أرض الوطن..
الذي أنشدت له وقلت:
"لو يذكر الزيتزن غارسه
لصار الزيت دمعاً.."
وقلت :
"إنّا سنقلع بالرموش
الشوك والأحزان ...قلعا!
وإلامَ نحمل عارنا وصليبنا!
والكون يسعى...
سنظل في الزيتزن خضرته،
وحول الأرض درعا!!."
إنها ...
فلسطين...
التي قال لك والدك عنها كما انشدت وقلت:
"وأبي قال مرّة:
الذي ما له وطن
ما له في الثرى ضريح
..ونهاني عن السفر"

إنتميت لنا نحن أبناء الطبقة العاملة ...
رافقت رفاق الدرب من رعيل النقابيين ...
رافقت سليم القاسم ..وجمال موسى..وغيرهم
ممن حملّوا الهم العمالي الفلسطيني في أعتى مراحله وأقاسها...
لكنهم ..مثلك..
لاطم كفهم مخرز السلطة ..
ثبتوا ورَسّخوا روح النضال والأمل لدى عُمّالنا...

متى كان ذلك...؟
كان في مرحلة اليأس والإحباط والترحيل ...
لكنهم صمدوا..
وصمّدوا عمالنا في مواقعهم ..
بالنضال ..والوحدة
بالحس الثوري الأممي ...

وانت ..
يومها غنيت باعثاً روح الصمود والتفاؤل وقلت :
"الى الأعلى
حناجرنا
الى الأعلى
محاجرنا
إلى الأعلى
أمانينا
إلى الأعلى
أغانينا
.."
إننا ننشد معك قائلين:
"فمن عزمي
ومن عزمك
ومن لحمي
ومن لحمك
نعبد شارع المستقبل الصاعد.."

ستبقى راسخاً في ذخائر ذاكرتنا أيها الشاعر الكبير محمود درويش..

يا شاعر الوطن والإنسانية جمعاء .

وننشد معك أيها الراحل عنّا قائلين :
"كل قلوب الناس ..جنسيتي ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان