الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدتان

نصيف الناصري

2008 / 8 / 12
الادب والفن


العودة الى النوم
أريدُ أن أبدل زوجتي العزيزة بفتاة أجملُ منها طقساً
وأكثر ربيعاً ، لكنني أعاني من مشاكل كثيرة في تقلبات
عاطفتي وفي العادات .
في الجميلة الصغيرة والشقراء ، بعد أن جرّبتها مرات عديدة
اكتشفتُ ما كنتُ أبحث عنه منذ سنوات ،
النجوم الخضر لسرتها الإلهية في سماء السرير
وحرير جسدها اللمّاع مثل الخوخ
ولهاثها العنيف وتنفساتها النووية
ونفخها الوحشي للنيران في الأعماق الخطرة للرغبة ،
وفي زوجتي ، تكمنُ أولى مصائبي ، في خوفي من فقدانها و تعوّدي عليها
وعلى مناكداتها المستمرة .
بعد أن غاصت في نسيم النوم ليلة البارحة الى العنق وراحت
تشخرُ مثل الخنزير . انسللتُ من تحت هاوية الغطاء وذهبت ُ
الى المطبخ كاللص . أغلقتُ ليل الباب وشربتُ الكثير
من كواكب البيرة الثقيلة وهجمتُ على الثلاجة وأكلتُ قناديل الرز
ونصف دجاجة مشوية . هي تمنعني دائماً من تناول الطعام
بعد الساعة التاسعة مساء حتى لا يظهر لي كرش كبير .
لكن صخور الطعام التي هوت في جوفي ، والبيرة الثقيلة 7 فوليم جعلاني
أشعر بالتخمة ولم أستطع الاخلاد الى النوم .
كنتُ أفكر في ماضي حياتي ولمع في ذهني نشيج
قصيدة . ما أن بدأت كتابة السطر الأول منها ، حتى جاءت مكفهرة
مثل سماء الافلاس
تطلبُ مني العودة الى صخور النوم
أعرفُ لماذا تريدني أن أنام
لكنني لا أستطيع أن اضطجع الى جانبها وأنا متخم وسكران .
غداً ستسافر مع مجموعة من السياح الى فيتنام لمدة اسبوعين .
أحاولُ بعد أن جاهدتُ وأشبعتها مكرهاً ، أن أدخر بقايا طاقتي الى الجميلة الصغيرة .
يا إلهي
اللعنة على وشيعة أيام حياتي التي احترقت في ظلام العراق .
20 سنة أمضيتها في الاستخدام اليومي للعادة السرية في
الثكنات والسجون والبارات والمقاهي
وفي السويد 3 سنوات على أولئك الذين يكتبون تعليقات
سيئة ضدي في موقع ايلاف كلما نشرت قصيدة جديدة .

7 / 8 / 2008 مالمو

نسيان الأشياء الثمينة المسروقة مني

يزيدني المنفى في كل يوم جمالاً وغرابة .
ويموت العواء خارج نوافذ حياتي
وفي كل حين ، يزيدني التقدم في السن القدرة على
نسيان الأشياء الثمينة المسروقة مني .
في طفولتي وشبابي عانيتُ من قبح شكلي وهزالي
وفي جحيم الحروب كنتُ أشبه الجنود الذين خدمتُ معهم
في الخنادق والثكنات .
في شمس { مالمو } اللازوردية . ثالث مدن السويد حيث أعيش منذ 10
سنوات . تقطنُ أجناس من البشر من 165 دولة . لا صعلوك أشعث فيهم
ولا شاعر بوهيمي يشبهني . الآن بعد أن أطلتُ شعر رأسي
بسبب العقوبات العسكرية الدائمة التي مورست ضدي في سنوات الحرب
والأطعمة والأشربة التي تأتي من كل دول العالم ،
وأنواع العطور و الشامبو ، والمراهم المغذية للجسد والبشرة والاستحمام
اليومي أكثر من مرة في البانيو .
تغيرت صورتي
وتغير شكلي.
قبل أيام كنتُ قد نثرتُ شَعري بعد أن صبغتهُ ودهنتهُ على الطريقة
الأمريكية اللاتينية وارتديت تي شيرت فيه كتابات لا أفهمها .
صعدتُ فضاء الباص أريد الشراب بحانة في وسط المدينة .
رآني شخصان عراقيان يبدو انهما قدما حديثاً الى هنا ولم
يحصلا على الاقامة الدائمة بعد .
استفزهما شكلي وملابسي وشعري النكَرو الطويل والبيرية .
- لَك هسه هذا القواد مو تقوم له بالقندرة هو وبيريته ؟
- لَك إي بشرفي .
ما أن تخطيتهما بمقعدين حتى رأيتُ زوجة صديق جالسة
فألقيتُ عيها التحية وسألتني عن الحال وتحليق طائر السنونو الى الأعشاش القديمة .
العراقيان اللذان استفزهما شكلي وشَعري وحسباني من بلاد غريبة
نزلا بسرعة من الباص والأول يقول الى الثاني :
- لك انزل . انزل هذا عراقي وليس من أمريكا اللاتينية .
نزلا من الباص واختفيا بسرعة .
متُّ من الحزن
ومتُّ من الفرح .
كان بودي التعرف اليهما ودعوتهما الى ضحى حانة أو الى البيت .

يزيدني المنفى جمالاً وغرابة في كل يوم
وتزيدني حياتي في العراق أسىً ولوعة .

7 / 8 / 2008 مالمو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير


.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث لصباح العربية عن الفيلم الجد




.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي