الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تكون قبطياً وطنياً؟؟

مدحت قلادة

2008 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فجر التاريخ وحب الأقباط لوطنهم "مصر" راسخ رسوخ الجبال ليس بكلمات جوفاء بل بأعمال وأمجاد سجلوها في عمق التاريخ للآن فوطنية الأقباط لا يوجد مَن يستطيع أن يزايد عليها.
فمع بداية العصر الحديث لمصر عصر "محمد علي" باشا سنة 19805 شارك الأقباط مشاركة فعالة في نهضة مصر الحديثة "سياسياً اقتصادياً تعليمياً ثقافياً فنياً.. الخ"
مع رغم استبعاد وتهميش قادة انقلاب يوليو 1952 للأقباط إلا أنهم أثبتوا بسالة وضراوة في كل الحروب التي خاضتها مصر شارك الأقباط ببسالة وشرف للدفاع عن وطنهم مصر، ولا ننسى كيف طوع المهندس القبطي اللواء / باقي زكي يوسف قوة الماء لفتح ثغرات في الساتر الترابي لعبور قواتنا المسلحة والاستيلاء على خط بارليف العظيم، وكذلك قائد الجيش الثالث اللواء عزيز غالي محرر مدينة القنطرة من الاحتلال الإسرائيلي، فوطنية الأقباط مثبتة بأدلة دامغة حتى يرث الله الأرض ومَن عليها.

*مفهوم الوطن والوطنية
الوطن مساحة من الأرض ذات بُعد جغرافي يرتبط بها الإنسان أصلها الكلمة اليونانيــة " πατρίς” patris" أرض الآباء وفي اللغات المتعددة اللغة الإنجليزية Homeland أو Fatherland وباللغة الألمانية Vaterland.
أما الوطنية صفة وتتعلق بالوجدان والعاطفة وتشمل كافة الأفكار والأعمال والنشاطات الاجتماعية والسياسية والثقافية بهدف الصالح العام فالوطنية هي انتماء مقدس مرتبط بقلب وجدان الشخص نفسه.
*تَغيّر المفاهيم
رغم أن مفهوم الوطن والوطنية ثابتة إنسانياً وعالمياً، إلا أن هذا المفهوم يتغيّر طبقاً لأيدلوجية الإسلاميين وجماعات التطرف "الإخوان المسلمين والجهاد والسلفيين ..الخ" فالوطن في فكر الإسلاميين هو الدين فقط وخير دليل على ذلك عَبّر المهدي عاكف عن انتمائه بسب مصر بالثلاثة "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر" وتفضيله مسلم تركي أو ماليزي لحكم مصر!!، فمنذ ظهور جماعات الإخوان 1928 وجماعات الجهاد الإرهابية نسخت مفاهيم الوطن والوطنية والآن يحاول كل من النظام والإسلاميين تشويه وطنية الأقباط بأسلوب فج متعمد اعتماداً على الإعلام المُسيّس والمُختَرق من الإسلاميين، ولكي يكون القبطي وطنياً في أعين النظام والإسلاميين يجب عليه إتباع طرقهم اللا أخلاقية واللا إنسانية واللا دينية.
* أن يُمجَد بحمد الرئيس خمس مرات يومياً ويذيع مع كل شهيق وزفير أن عصر الرئيس مبارك هو أزهى عصور الأقباط.
* أن ينكر اضطهاد الأقباط ويعتبره نوعاً من التدليل المُباح.
* أن يُجيد الرقص على إيقاع النظام مثل نبيل لوقا بباوي وهاني لبيب وملاك شنوده وغيرهم، أو فن الرقص على إيقاع الإخوان المسلمين مثل جمال أسعد ورفيق حبيب.
* أن يُجيد فن النفاق لترحب به القنوات الفضائية والصحف الصفراء.
* أن يصبح أداة من أدوات النظام سهل التشكيل، جيد الاستخدام.
* أن يستنكر ويندد مظاهر التعبير السلمية للأقباط في المهجر وينعتهم بأحط الصفات "خونة عملاء مأجورين غير وطنيين" ...الخ.
* أن يُجيد فن التسلق والتملق والنفاق لنيل مركز في أحد المنظمات أو الهيئات الحقوقية في مصر أو عضو منتدب لعدد من الشركات أو ممثلا لمصر في حوار الأديان!!
* أن يصبح موصل جيّد للحرارة فيعمل مع كل الجهات الأمنية والمتطرفة في آن واحد.

أخيراً أمام الأقباط خيارين لا ثالث لهما وطني على طريقة نبيل لوقـــا بباوي وجمال أسعد وهاني لبيب وملاك شنوده وأمثالهم، أو خائن ومتطرف وعميل في نظر الأجهزة الأمنية وجماعات التطرف والمرتزقة أمثال مصطفى البكري.
فنحن الأقباط لن تُخيِفنا سيوف التخوين وسهام المتسلقين فنحن لا نحتاج شهادة وطنيتنا من نظام باع البلد للوهابية وتضامن مع جماعات الإرهاب الدينية, فالقبطي الذي يستمد شهادة وطنيته من نظام خائن مستبد أو من جماعات دينية إرهابية متطرفة كمن يطلب شهادة حسن سير وسلوك من قاتل ولص, فاستمرار معالجة مشاكل الأقباط بالإعلام المزيف والمضلل بتسليط سيف التخوين على الأقباط الشرفاء تدل على غباء وحماقة النظام وتنطبق عليه ما ذكره أينشتين "الحماقة الكبرى هي أن تفعل نفس الشيء مرة بعد الأخرى وتتوقع نتائج مختلفة".
ولكل قبطي في المهجر طوبى لكم لأن النظام وجماعات التطرف والمرتزقة لا يستطيع مواجهتكم بل يركلكم من الخلف "فأعلم" مَن ركلك من خلفك فأعلم أنك في المقدمة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |