الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك وازمة انتخابات الحكومات المحلية

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 8 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


اذا كان اصرار الادارة الامريكية وحكومتها في العراق على تمرير
قانون انتخاب الحكومات المحلية (قانون انتخابات المحافظات ) مكشوف
النوايا والاهداف ، فان اصرارها على افتعال أزمة من محافظة كركوك
هو ما يثير التساؤل ويلفت نظر المراقب . فمحافظة كركوك التي يعلق
الحزبان القوميان الكرديان أملهما في الاستقلال على ثروتها النفطية ،
تصر ادارة الاحتلال الامريكي على ابقائها فتيل أزمة مستمرة عن طريق
تعليق أمر حسم هوية ادارتها – باعتبارها صاحبة القرار في النهاية –
وتركه مفتوحا لكل أوجه النزاع بين أطراف النزاع السياسي القائم
اليوم في العراق . تاريخيا وديموغرافيا واجتماعيا ، وعلى مدى تأريخ
الدولة العراقية الحديثة ، فان أمر كركوك محسوم باعتبارها موطن
القومية التركمانية .. الا ان قيادة الحزبين القوميين الكرديين تعمل ،
ومنذ اليوم الاول للاحتلال على فرض وضع ديموغرافي جديد على المدينة
من اجل السيطرة على ادارتها تمهيدا لضمها الى اقليم كردستان الذي
تسيطر على ادارته .
فلماذا تصر ادارة الاحتلال على ترك أمر هذه المدينة دون حسم لصالح
طرف من اطراف النزاع ؟ وبمعنى أدق : لماذا لا تحسم ادارة الاحتلال
وضع مدينة كركوك لصالح الحزبين الكرديين المواليين لها تحديدا ؟
في تقديري ان الامر لا يتعلق بقلق امريكي من رد فعل تركي ( باعتبار
التركمان من اصول تركية وشأنهم يهم قومية الدولة التركية ) ، ولا بأمر
العراق ككيان سياسي موحد او ما شابه ، انما يتعلق بأجندة خاصة تهدف الى جعل
هذه المدينة ورقة ضغط على مجموعة الاطراف التي تقتسم الخارطة السياسية
على اساس المنهج الاقطاعي الذي فرضته ادارة الاحتلال عليهم .
الغريب في الامر هو انسياق الاطراف غير الكردية ( العربية والتركمانية )
خلف لعبة ادارة الاحتلال دون الالتفات الى خيار الضغط عليها باعتبارها صاحبة
صاحبة القرار الفصل في النهاية على كافة الاطراف ، بما فيها الطرف الكردي .
والاغرب في الامر هو غض الطرف الذي تبديه تركيا ، في فترة الحسم هذه ،
تجاه القومية التركمانية وامعانها في اهمال استغاثات قادة احزابها ، بعد ان هددت
وتوعدت خلال السنوات الماضية لحماية تركمان كركوك وحقهم الديمغرافي
والتاريخي في مدينتهم . وهذا يدلل في النهاية على وجود تفاهم امريكي – تركي
حول مصير هذه المدينة ..
فما هو الحل للخروج بكركوك من حلبة المساومات السياسية بين ادارة الاحتلال
والاطماع الشخصية لجلال طالباني ومسعود برزاني وبما يحفظ لهذه المدينة
وللتركمان حقوقهم الوطنية ؟
الحل ببساطة هو في الحفاظ على وضع المدينة الديمغرافي والتاريخي وتحت
سيطرة الحكومة المركزية كأي محافظة عراقية اخرى ، ودون منح أي خصوصية
لاي من مكوناتها ، سياسيا واداريا ، وهذا هو مطلب التركمان انفسهم والعرب من اهلها ايضا .
فهل ادارة الاحتلال عاجزة عن ردع اطماع جلال ومسعود في ثروة المدينة النفطية ،
وهي دافع مطالبتهم بضمها الى اقليم كردستان الحقيقي ؟ الجواب ببساطة كلا ،
لان هيمنة الرجلين السياسية على افليم كردستان ، انما تحقق بارادة ودعم ادارة الاحتلال
وليس برغبة الشعب الكردي او بانتخابه ، كما يدعي الاثنان .
اذن تعليق وضع مدينة كركوك وجعلها بؤرة توتر بين العراقيين ارادة امريكية
لايعدو دور جلال ومسعود فيها دور التنفيذ والى حين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس