الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل محمود درويش شاعر الثورة والوطن

محمد طيفوري

2008 / 8 / 14
الادب والفن


لم ننسى بعد فاجعة وفاة المفكر الموسوعي عبد الوهاب المسيري أوائل الشهر الماضي ـ 03 يوليوز ـ بإحدى مستشفيات القاهرة بجمهورية مصر العربية، حتى أطلت علينا وسائل الإعلام مساء يوم السبت 09 غشت بنبئ وفاة عملاق من عمالقة الشعر الحديث وأحد أهم الشعراء المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن ولن نبالغ إن قلنا إنه أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. إنه الشاعر الفلسطيني الملتزم محمود درويش الذي كرس حياته للنضال من أجل قضية شعبه العادلة التي كانت دائما قضيته التي حوكم و سجن وطرد وشرد... من أجلها. لقد توفي من استعمل الحبر و القلم سلاحا إلى جانب حجارة ورصاص المقاومة في سبيل إسماع العالم صوت قضيته التي طال عليها الأمد.

رحل ابن فلسطين وليد قرية البروة في الجليل الغربي عام 1942 التي غادرها بعد أن دمرت من قبل المغتصب إلى لبنان سنة 1948 ليعود لوطنه الذي فرضت عليه داخله الإقامة الجبرية لمدة 11عاما ـ 1961 / 1972 ـ قبل أن يلجأ إلى مصر ليلتحق بمنظمة التحرير التي صار عضوا في لجنتها التنفيذية غير أن تلك العضوية لم يدم طويلا فقد استقال منها احتجاجا على اتفاق أوسلوا. شغل الفقيد منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك أقدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي على تقديم اقتراح بالسماح له بالبقاء في وطنه، وقد كان له ذلك بالفعل.

شاعر وأديب ترجمت أعمال جل أعماله التي منها عصافير بلا أجنحة، عاشق من فلسطين، يوميات جرح فلس كل يخلده عمله وليس تمثالا يقام على لحده. بقدر ما سيبقى شعر محمود درويش حيا طيني، محاولة رقم 7، أحبك أو لا أحبك، شيء عن الوطن، لا تعتذر عما فعلت، بطاقة هوية... (أشعار) وداعاً أيها الحرب وداعا أيها السلم، في حضرة الغياب، لماذا تركت الحصان وحيداً، عرائس... (مقالات) لما يقارب 22 لغة، وحصل على العديد من الجوائز العالمية كجائزة لوتس ـ1969ـ و جائزة البحر المتوسط ـ 1980ـ وجائزة ذرع الثورة الفلسطينية وجائزة لوحة أوربا للشعر ـ1981ـ وجائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983 و ... إن لم يقم هذا الرجل بشيء فيكفيه أن يكون كاتب إعلان استقلال فلسطين الذي تم إعلانه في الجزائر عام 1988.

محمود درويش ذاك الشاعر الذي استطاع أن يعطى للشعر العربي معنى وحيوية جعلت الكثير من عامة الشعب الفلسطيني والعربي تتذوق حب الوطن بواسطة الشعر، إنه ورقة من الأوراق سقطت و شمعة انطفأت من بين تلك الشموع القليلة التي تشع في الساحة العربية، غير أن ما أنتج لم ولن ينطفئ على مر الزمان، وذلك ببساطة لأن سلطة الموت التي استطاعت القضاء على كل السلطات مهما كانت (سلطة الجاه، المال...) لم تستطع التغلب على سلطة الإبداع التي تمكنت من الوقوف صدا منيعا أمامها. فما أظن الذاكرة تنسى قصائد ظلت محفورة فيها منذ الصبا ك "علقوني على جدائل نخلة" و "أنا عربي" و "أحمد الزعتر" و "خطاب الديكتاتور" ... ومن نسي القصائد فلن ينسى ما لحنه فنانون من أمثال الفنان اللبناني مارسيل خليفة و الشيخ إمام و غيرهم. أغاني يحفظها الكبير والصغير مثل "أحن إلى خبز أمي" و " ريثا " و " أنا يوسف ".

رحل شاعر خلد نفسه بأقواله الشعرية التي لم يحد عنها قط فهو القائل في إحدى قصائده " لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم" " بدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان"... وبالفعل صدق فقد ظل وفيا وملتزما بما يقول الأمر الذي مكنه من تخليد نفسه بنفسه من خلال أعماله التي ستظل حيتا، قبل أن يخلده غيره بالأحجار و التماثيل إذ ذكر مسؤول فلسطيني أن السلطات تعتزم إقامة نصب تذكاري عند قبره يخلد أعماله وتمثالا له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب