الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العاهل الاردني يعلن هزيمة -الهلال الشيعي-

ابراهيم علاء الدين

2008 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بزيارة الى بغداد ليكون اول زعيم عربي على هذا المستوى يزور العاصمة العراقية بعد الغزو الامريكي ، وقد وصفت الزيارة بالتاريخية والجريئة.
وما رشح عن الزيارة الى وسائل الاعلام محدود للغاية واقتصر على ان العاهل الاردني ناقش القضايا الثنائية وخصوصا التعاون المجال الاقتصادي والتجاري كذلك موضوع تزويد العراق لجزء من احتياجات الأردن النفطية.
لكن الاوساط السياسية في عدد من العواصم العربية تتحدث عن ابعاد هامة سواء من حيث دوافع الزيارة او من حيث النتائج التي سوف تترتب عليها ، وفي مقدمتها ان الزيارة هي بمثابة اعلان غير مباشر عن فشل مشروع "الهلال الشيعي" في المنطقة من ناحية ومن ناحية اخرى عودة الدول العربية لتقوم بواجبها فعليا وعلى الارض في مواجهة النفوذ الايراني في العراق.
وقد وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الزيارة بـ"التاريخية والجريئة" معتبراً أنها "ذات دلالات سياسية كبيرة وستعطي دفعاً كبيراً" للعلاقات العراقية - الأردنية. مشيرا الى انها "جاءت بعدما تيقنت القيادة الأردنية وقيادات عدد من الدول العربية الشقيقة بأن العراق بدأ يستعيد عافيته وينهض من جديد.
ومن المعروف ان القيادة الاردنية هي جزء من تحالف عربي "معسكر الاعتدال" الذي يضم الى جانبه مصر والسعودية ومن خلفه معظم الدول العربية بدرجات متفاوتة باستثناء سوريا التي بدات تقترب تدريجيا من موقف الاجماع العربي.
وبالتالي فان زيارة العاهل الاردني لبغداد تحمل في طياتها بعدا عربيا واسعا وتعبر عن رغبة عربية بالعودة للساحة العراقية لمواجهة تمدد النفوذ الايراني المتصاعد في كل ميادين الحياة في العراق.
يذكر ان العاهل الاردني هو اول من حذر من مخطط لاقامة "هلال شيعي" يمتد من طهران مرورا بالعراق ثم سوريا فلبنان والاردن وفلسطين.
وبزيارته الحالية يكون العاهل الاردني قد وضع او مسمار في نعش الهلال الشيعي أي انه دشن الحاجز العربي في وجهه التمدد الايراني ، وسيتبع ذلك العديد من الخطوات منها اعادة السفير الاردني الى بغداد ، ليتبعه العديد من السفراء العرب وفي مقدمتهم السفير السعودي والمصري.
فقد افاد وزير الخارجية الايراني في لقاء مع قناة الحرة " أن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية اللبنانية سعد الحريري نقل أثناء زيارته للعراق قبل أيام رسالة "مُطَمْئِنة" من القيادة السعودية إلى الزعماء العراقيين والمرجع الشيعي علي السيستاني مفادها أنه "ليست لديها أي مواقف معارضة لطموحات الشعب العراقي".
مشيرا الى " كانت لدى السعودية ودول عربية أخرى مخاوف حيال طبيعة النظام السياسي والتدخلات الخارجية وفي شأن المسائل الطائفية وغيرها".
وكان تعاظم الدور الايراني في العراق قد شكل هاجسا مقلقا لمعظم الحكومات العربية، والتقى ذلك مع المخاوف الامريكية والغربية عموما، على الرغم من وجود تصورات لدى البعض بان هناك تعاونا امريكيا ايرانيا في العراق وان واشنطن مستعدة لاعطاء ايران دور في العراق مقابل تخليها عن برنامجها النووي.
لكن تعاظم النفوذ الايراني في ظل خلو الساحة العراقية من الوجود العربي دفع الولايات المتحدة الى دعوة الدول العربية الى عدم ترك ايران تلعب وحدها في الساحة العراقية.
والتقت الدعوة مع رغبة عربية اصيله حال دونها الارهاب الدموي الذي دعمته ايران اساسا واخذ ابعادا طائفية مدمرة، وفي هذا السياق جاءت زيارة العاهل الاردني الى العراق ، ليمهد الطريق لعودة العرب لمواجهة النفوذ الايراني الذي يشكل خطرا داهما على دول الخليج العربي اساسا وعلى باقي الدول العربية عموما.
فقد سعت ايران الى تعزيز نفوذها في العراق منذ الساعات الاولى للغزو الامريكي وتعاظم دورها عبر السير في عدة اتجاهات من اهمها وهو الذي بان اهمها كان من خلال دعمها العلني والمباشر والمتعدد الاوجه للاحزاب الشيعية العراقية. ودعمها غير المعلن للجماعات المسلحة حتى السنية منها، وقيامها بدور رئيسي في تاجيج العنف الطائفي الذي ضرب العراق
وضلوع عناصر ايرانية بشكل مباشر في اعمال القتل والتفجير والتدمير الطائفية، وتمكنها من اقامة شبكة ضخمة لجهاز استخباراتها شملت انحاء واسعة من العراق.
وقد ساعدها في ذلك انتشار حالة من الخوف عند السنة العراقيين خصوصا والعرب عموما من ولاء الشيعة العراقيين لايران والتشكيك بوطنيتهم وحتى بعروبتهم الامر الذي استفادت منه ايران بقوة وجذبت غالبية الشيعة العراقيين الى احضانها واستقطبت ولائهم وتاييد دورها في بلادهم. وسط عملية دعاية مكثفة قامت بها استخباراتها وعملائها بتضخيم حالة القلق في اوساط الشيعة من انهم سيتعرضون للابادة فيما لو تمكن السنة من السيطرة على اجهزة الحكم .
ودفعت بعض عملائها لاطلاق تصريحات تدعوا الى تقسيم العراق وطرح مشاريع انفصالية ، واثارة كل ما من شانه تعميق الضغائن والكراهية في اوساط المجتمع العراقي.
وخلال فترة تجاوزت الخمس سنوات لم تبد الدول العربية مساهمة تذكر في مواجهة هذا الدور، بل قطعت كل جسور التواصل مع الحكومة العراقية ، وسحبت سفرائها وممثليها بعد الاعتداءات المتكررة على مقرات البعثات الدبلومسية العربية.
لكن عمان وعلى الرغم من التزامها بالموقف العربي خصوصا موقف دول الاعتدال الا انها شكلت عاصمة خلفية للحكومة العراقية ومقرات خلفية للاحزاب السنية والوطنية العراقية، الى جانب كونها مقرا رئيسيا لرجال الاعمال العراقيين. كما يوجد في عمان مكاتب خاصة للكثير من الوزراء العراقيين.
وبذلك ظلت عمان اكثر العواصم العربية تواصلا مع بغداد ، واكثرها قدرة ومرونة على التعامل مع العراق من العواصم العربية الاخرى، ولذلك ليس مفاجئا ان يكون العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اول الزعماء العرب الذين يزورون بغداد.
وبهذه الزيارة يعلن الملك عبدالله الثاني بداية مرحلة جديدة من العلاقات العربية العراقية ، ويعلن ان مشروع اقامة الهلال الشيعي قد فشل، بعد ان تمكنت الحكومة العراقية من تحقيق انجازات كبيرة على صعيد مواجهة الارهاب وهزيمة عصاباته ، وتحجيم النفوذ الايراني بضربها جيش المهدي وتهميش حركة الصدريين ، وتقليص دور وفعالية تنظيم القاعدة الارهابي شديد التطرف بعد توجيه عدة ضربات عنيفة له، الى جانب انفتاحها على كافة القوى ومكونات الشعب العراقي بما فيهم البعثيين.
اذا نحن امام تطورهام اعلنت عنه زيارة الملك عبد الله الثاني لبغداد يؤشر الى عودة العراق الى الحضن العربي وهزيمة مشاريع تقسيمه.
ولا شك ان تفعيل الدور السياسي العربي عبر هيئاته وممثلياته الدبلوماسية سيساهم بدور كبير في ازالة الكثير من المخاوف عند مكونات الشعب العراقي من بعضهم البعض.
ولما كانت زيارة الملك عبدا الله الثاني الى بغداد تحظى بدعم كامل من حكومتي مصر والسعودية وبالتالي دعما خليجيا ، فانها تكون بالفعل كما قال بشانها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بانها زيارة تاريخية وجريئة" وتعتبر ذات دلالات سياسية كبيرة وستعطي دفعاً كبيراً" للعلاقات العراقية - الأردنية.
واضيف انها ستعطي دفعا كبيرا للعلاقات العراقية – العربية. اذا علمنا ان عددا من ممثلي القوى السياسية العراقية قامت بزيارة للقاهرة الاسبوع الماضي ، الى جانب عدد من الزيارات السرية التي يقوم بها هؤلاء لبعض العواصم الخليجية ومن ضمنها الكويت، التي تشهد ساحتها الاعلامية حملة مكثفة ضد ايران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم