الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين انكفأت على وجهها ومازلت تبكي !!!

مازن حمدونه

2008 / 8 / 13
الادب والفن


في أمسية شاحبة .. في وداع حار وفي أوج لهيب الصيف نودع اليوم رمزا من شموخنا على بوابة القدر .. قمرا أنار كوكبنا ..وتركنا نجدف وسط الأمواج الهادرة في زوبعة من أعاصير لا موعودة مع القدر.
استحلف السماء .. ان تفسح مساحة تليق بهذا البدر البشرى ..فضاء ينير كوكبنا بعد رحيل نور كوكبنا .. لمن كتبت حروفه على صفحات الذهب الكوني .. على صفحة الماء الناصعة بوجه السماء .. على نور الشمس الهادل كحبات البرد ..
ترجلت مبكرا قبل نهاية مشهد الفصل الأخير من حكاية وطن .. رسمت اثر الفراشة وانا مازلت انتظر ان يصلني أوراق كتابك ..
أنت الذي عزفت للوطن ألحانا من الجرح .. صنعت المجد بهوية .. سمع العالم صوتك .. قرءوا كلماتك .. حللوا المفردات .. فوجدوا إنها تنبع من حلق التاريخ فراسة .. أصالة .. وكلها كانت حروفا كنعانية
نعلم ان الرحيل ثوب نلتحف به .. ولكن مازلت أوراق قضيتي مبعثرة .. فمن يجمع أشلاء محاكمة التاريخ على صفحات محمود درويش ؟؟!!!
هل الفؤاد الذي انفطر لم تحتمل شراينه تدفقات الألم .. هل الفؤاد الذي بكى على صفحات الشعر .. وأبكى الحجر لم يعد صامدا أمام لوعة الألم ؟!
يا سيدي ...
حتى الجبال الشامخة تتكسر .. تتحطم عندما يتدفق في شراينها إحساس أنها في جذوة الخشوع والتعبد .. فانا مازلت بشرا .. وبشرا ... ولست حجرا!
انت وضعت للعز فخر مكانة امتنا .. لقضيتي نصرا .. وفتحت صدرك لعشق الحان الوطن .. عزفت الحان الحنين والأنين لعودة حلم الوطن .. رسمت أطلال الماضي بريشتك .. بصوتك الدافئ المتكئ على ربوة التاريخ .. على وسادة الحالمين .. الباكين من ظلم التاريخ ..
رسمت لوحات الوطن بريشة وألوان نسجتها .. صبغتها جدتي وقالت انها لك عندما تعود يوما الى ذاك القصر.. الى ذاك البحر .. الى ذاك القبـــــــــــــر!!
غنيت ألحانا على أوتار معزوفة ... ما سمعت من قبلها مذكرات العازفين .. فصفق العالم ولا يعرف انك مازلت في بداية العزف ترنم بين الفؤاد وصدر الوطن الذي انفطر
قلت الكثير ... الكثير .. ولكن هل مدارس الفكر .. العزف .. اللحن .. قرأت كل ما بعد المفردات .. لربما .. ولربما هم بدءوا يدركون أننا مازلنا في الفصل الأول من معزوفات ذاك البطل ..
كان رحيلك فاجعة مهجتنا .. ألما لم يبارحنا الجرح بعد.. فزاد الثغر .. عمق الألم .. ترك الأثر.. نزفت الشرايين .. وتمزقت الأوتار .. ارتجف العصب .. فأنت فاجعتنا في عام مازال عالمنا يجهل أرقامه ، فكان عاما أرقامه مختلفة ، حروفه داكنة والصمت فيه رهيب .. لا نسمع من بعده سوى ذاك الطفل تارة يصرخ وتارة يغلب عليه النحيب!!
وداعا سيدي .. جفت أقلامي .. ومازلت الدموع تنسل والمفردات مازلت تهجر مواجعنا .. والألم مازال في أوج الطريق .. وغلب الصمت .. وانكفأت الوجوه الواجمة .. ففلسطين اليوم انكفأت على وجهها .. ومازالت تبكى فهل لها من مغيث ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان