الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-انما اهلكت الأمم التي قبلكم انهم اذا سرق فيهم القوي تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد- حديث نبوي

هفال زاخويي

2008 / 8 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا اعتقد ان الحديث عن الطبقة الجديدة في هذا البلد سينتهي ولو طال الزمن ، لطالما تطرقنا الى هذه الموضوعة التي تشكل اهم الاشكاليات في عراق ما بعد الدكتاتور ، لا يعقل ابداً ان تتسبب الديمقراطيات الحقيقية في افراز هكذا طبقة خطيرة تنهش في جسد مجتمعاتها والسبب ان أية ديمقراطية حقيقية تكون محمية بقانون صارم يضع الحد للمسيء ، الديمقراطية العراقية في مرحلة النشوء لكن تصاحبها طبقة جديدة أيضاً في مرحلة النشوء... تطور بطيء في ممارسة الديمقراطية واداء القانون يقابله توسع سريع للغاية في الطبقة الجديدة التي غدت بمثابة طريق معبدة للسير بالبلد نحو هاوية حقيقية ، وظاهرة الفساد في العراق والتي تنتعش دون ان تكون هناك محاسبة خير دليل على ما نذهب اليه.

صحيح ان هذه الطبقة مصاحبة لكل تغيير على شاكلة التغيير الذي حصل في العراق ، أما أن تصل الحال الى حد الثراء الفاحش وبروز مراكز نفوذ مخيفة ترى نفسها فوق القانون بل ترى ان القانون أداة طيعة بيدها كي تفعل ما تشاء فهذا هو الذي يشكل خطورة قصوى على مستقبل هذا البلد ومستقبل اجيالنا القادمة .

لا يمكن للديمقراطية ان تنجح في ظل هذه الظاهرة ، ديمقراطية من هذا النوع تذكرنا بديمقراطيات بعض دول أميريكا اللاتينية المعروفة بالغرق في الفساد ، لا يمكن ان يرى المشروع الديمقراطي في العراق النور او يحقق النجاح الحقيقي في ظل هذا الفساد المتفشي والذي يسرح ويمرح في ظل غياب قانون حقيقي فعال يضع الحد له.

قد يعاقب الموظف الصغير بسبب اختلاس بسيط يرتكبه ، لكن في نفس الوقت تترك الحيتان تفعل ما تشاء وقد تحظى بالحماية والحصانة ... فأين تتجه سفينتنا العراقية المثقوبة بمطرقة الفساد ...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية