الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذوبانات بفعل شموس قديمة

سلام صادق

2004 / 2 / 4
الادب والفن


أعبر جلمود الصخر الى القلب
تتراكض السحب ملثمة بالغبار
و( نقطة الوليد) في اقصى سماء
قطعة ارض مهربة
من تحت اقدام الملائكة
لايصلها النهر
ولا ساعي البريد
ـــــــــ
جئت لأحسم أمر صبواتي
وانبش كدس اشواقي العتيقة
دروب الغواية لاتطأ المصير
دون ان تجتاز حفافي الجرح
كنهر يحتمل الاشرعة
ولا تحتمله ثقوب الريح
المعجزة العمياء اضلت طريق عودتها
في ليل البريق
وخلفت لهاثها لي
ليدلني على باب منزلنا
ـــــــــ
حراب الف لجسد المدينة الساهرة
المتثائبة طويلا
لتزفر انبلاج ملامحها
انعكاساتها ليست بحاجةلزجاج وماء
كوعل جريح
تلتمع على جلده بقايا دماء
ـــــــــ
تضيع الاسماء
في ذروة الاوقات الضيقة
  هنالك اراجيح صغيرة صدئة
لكائنات كبيرة غير مرئية الآن
تركة الغابة كانت
انشوطة حب بعلامات استفهام
من تكون رجاء ؟
هل اصابتك الشيخوخة ؟
( انني حين احس بشيخوختي انتحر
ضباب في جبيني
غيوم بيضاء على اللسان
وحل على الفم
عرق ينز من الصدغين
ذوبانات بفعل شموس قديمة
تضيء الوجه الثاني للاشياء
ـــــــــ
صراخ يمتد في شراييني
الاطول مني
الابعد من صوتي
ماذا اصنع الآن بحنيني ؟
ما تصنع الوردة بدمع ليل مالح؟
من يمحضني الاجابة ؟
فالنهر لم يعد صديقي
تابوتا ممددا للكلام الجميل
الوجوه تتقرى الغوث
راكسة في وحل الاعوام
تتجهم او تتكلف الابتسام
وتحيلني الى التصاوير
فأتوسلها ان تبكي من دون دموع
كي اراها بوضوح
ــــــــــ
كلما ازددت ايغالا في دمعي
يقارب قاع النهر وجهي
والصاعقة المعصوبة العينين
حبلت بخبرة الفقاعة
الكواكب تخلفت عن زفاف الضوء
وبقيت عزباء
لاتنفعها رؤيا بمجهر سماوي
يعكر بالرماد ماء الرغبات
ــــــــــ
في دروب النخيل
ترعى بهائم القول
القمامة ملقية على قارعة الحرية
وثمن الماضي فاتورة فارغة
بلا ارقام
وبكائي المعتاد اول كل عام
مازال ينتظرالكأس الاخيرة
ــــــــــ
سنلتقي من وراء زجاج
او من ثلمة في سياج
فعبثا نتملق خشونة العضلات
واحتمالاتنا الاقوى ناعمة كانت
كالافاعي التي تسيب
من نوافذ مغلقة
فاجأناها بالهرب منها
ففاجأتنا بالانسلاخ عن جلودها الحائلة
ـــــــــ
الرياح بجمجمة ثقيلة 
لاتطيق رفع الاجنحة
ولا تصفر في آذان الحيطان
او تداعب صمت الاغصان
لأصيح بها : رأيت هناك ما رأيت
فثمة نرجس ينبت في الاسطبلات
وثمة جوري يميل الى العطش
ــــــــــ
سرت منضبطا كرصيف
فصعدت الشوارع اليّ
عاتبتني عن غفلتي
فتعثرتُ بضباب الاعذار
وحين شارفت الجسر
تعرفت على لون دمي
كان يتماوج نحوي
كطاووس في مرآة صدئة
ــــــــــ
في ليالٍ لاتحبل بالندى
النهر لايلد العقيان
فأقماري افلت فيه
منذ ربع قرن
او اكثر بكثير
والزمن الخاثرسجنته صَدَفة الاعماق
والمتبقي من المطلق كان المحال
كأسطورة لاتطويها اصابع النسيان
ـــــــــ
فرِحا طرتُ
وما رفرف شيء فيّ
سوى ربطة عنقي
فهل سيسهل شنقي منها
 من ناطحة سحاب تزاحم الفضاء
تطوي المسافة في جوفها
لأصل مقطوع الانفاس
لأرض مافتأت تتنفس بالكاد
ـــــــــ
رجل واقف كالخوف
غير منتصر غير مهزوم
ادمنت حنيني منذ سنين
كدورة لاتنتهي
في حلقة مليئة بالوعد والاحلام
 تدوووور  تدوووور
ولا من يسترد توازنه
ليواري جثة الماضي
غير الليل وغيري انا
سليل المصادفات والارصفة
ـــــــــ
رجال ينفخون في غبار الرأس
غيبوبة المتاحف
استثقلوا رياح الفصول
تعبث في شعورهم
فذهبوا الى اقرب حلاق بدائي
زلت الموسى في يده
وتناولت زرقة الوريد في اعناقهم
وبقيت جراحنا دون فطام
تهفو لقماشة بيضاء
ـــــــــ
طفولتي جاءتني تحبو
فوصلتني متأخرة
ساعة كنت اهمّ بالسفر
واهيم بالانداء
كغصن ليل مقطوع
تلاقفته الانواء
شيخوختي كانت تسابقني
تقودني من ارتعاش يدي
نحو محراب للبكاء
غزته رمال الصحراء
ــــــــــ
وبلا شيء عدتُ
فقط بحنين طاعن
لعجوز تستند بقامتها على الهواء
ما تعثرت البتة
وان سقطت مرات
من عصف انينها
علقت غيابي في شجر النارنج
المزروع بيديها المتخشبتين
حتى اضحى تاريخا لي
ولوحشة حامضة في محجريها
وفي طقطقة مفاصلها
التي لاتقوى على اخافة المسافة
ــــــــــــــــــــــــــــ
 
ســـلام صــــادق
     بغداد / ليلة 1-1-2004  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??