الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى سيد راضي نزع عمامته

مارسيل فيليب

2008 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لابد وان الكل يتذكر عندماجرت الانتخابات التشريعية العراقية في 30 كانون الثاني/يناير 2005 وأعلنت نتائجها النهائية في 13 شباط 2005 .. وقيل انه شارك في تلك الانتخابات أكثر من 8 ملايين ناخب عراقي من أصل 14 مليون مواطنا يحق لهم الاقتراع ، هذا بالرغم مقاطعة ما يتم تسميته بالمحافظات السنّية أنذاك لتلك الانتخابات عدا مشاركة محافظة الأنبار بنسبة 2 % . ومحافظة نينوى ذات الغالبية السنّية حيث بلغت نسبة المشاركة 17 %، وفي محافظة صلاح الدين، التي مركزها تكريت بنسبة 25 %.
لكن اللوحة تغيرت في أنتخابات البرلمان التي أُجريت في 15 كانون الأول / ديسمبر 2005 ، خاصة عندما صرح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي في 10 شباط 2006 ببغداد قائلاً "كانت الحملات الانتخابية قوية ونسبة مشاركة الناخبين عالية حيث أدلى أكثر من ( 12 ) أثني عشر مليون عراقي بأصواتهم في جميع أنحاء العراق وتنافس أكثر من 7,500 مرشح للفوز بـ 275 مقعداً برلمانياً ... والأمر الذي يبعث على التفاؤل أنَّ عدداً كبيراً من مكونات المجتمع العراقي المتنوعة سيُمَثَلون في البرلمان الجديد وأنَّ النساء ستشغل ما يزيد عن ربع مقاعده ، ومما زاد من شفافية العملية الانتخابية حضور مئات الآلاف من وكلاء الكيانات السياسية وغيرهم من منظمات المراقبة العراقية والمعتمدة دوليا " ً.
وقيل في حينه ، أن إقبال الناخبين في المناطق العربية السنية كان حوالى 55 % في تلك الانتخابات ، مقارنة بـ 2 % من العرب السنة الذين صوتوا في الانتخابات التي جرت في كانون الثاني العام 2005 لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية ، وكانت التقارير الصحفية قد أشارت إلى أن العرب السّنة قد حققوا أكبر المكاسب في انتخابات كانون الأول ، بحيث زادوا عدد مقاعدهم في الجمعية الوطنية التي تضم 275 مقعدا من 17 إلى 55 مقعدا .
قبل حوالي الأسبوع صرح رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية المستقلة للانتخابات ، إن إقبال المواطنين على تحديث سجل الناخبين في عموم المحافظات في تزايد مستمر، مبينا أن أكثر من مليون مواطن راجعوا مراكز التسجيل في عموم محافظات العراق استعدادا لانتخابات مجالس المحافظات .
وأوضح القاضي قاسم العبودي للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) أن "هناك مؤشرات ايجابية على ارتفاع نسب إقبال المواطنين على تحديث سجل الناخبين، ((رغم أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عمدت الى تمديد فترة التسجيل اسبوعا واحدا، بعد نفاد الفترة التي حددتها سابقا بعد أن تأكدت من عدم وجود تحسن نوعي في اقبال المواطنين على مراكز تسجيل الناخبين )) ، ويستمر القاضي قاسم بقوله ، إذ تشير الأرقام الأولية إلى أن مليون ومائة وثمانية وأربعين مواطنا راجعوا هذه المراكز إضافة إلى تلقي المفوضيى لـ 40 ألف اتصال من مواطنين آخرين" ، أي بمعنى فارق حوال 11 مليون مواطن ... لالا ، طبعاً من الخطأ ان نطرح هذا الرقم كفارق ... لأن هناك حسب تقارير رسمية " نحو 20 % من العراقيين أو ما يشكل خمس سكان العراق قد هُجـِّروا داخل العراق وخارجه ، وبتحويل هذه النسبة الى ارقام يظهر أن هناك نحو مليونين و 700 ألف عراقي أصبحوا نازحين داخل بلدهم في حين لجأ ما بين مليونين و 200 ألف إلى مليونين و 500 ألف عراقي إلى دول الجوار ، وبهذا يصل إجمالي عدد المهجرين داخل العراق وخارجه إلى أكثر من خمسة ملايين شخص " ، هنا يمكن أن نقول أن الفارق هو بحدود 5 أو 6 ملايين مواطن تخلفوا عن تسجيل اسمائهم لحد الأن ... والتساؤل هو .. لماذا ؟
هل السبب عدم كفاءة واهلية المؤسسات الأعلامية الحكومية وهيئات المجتمع المدني ، او الأحزاب السياسية القائمة لتلعب دورا في أستقطاب هؤلاء المواطنيين وتحفيزهم على النشاط السياسي ( للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ) ام هو بسبب اكتشاف هذا المواطن لمواضع الخلل في كل ما يتعلق ببنية المؤسسة السياسية في العراق ورفضه لما هو قائم من محاصصة طائفية وقومية، وبضمنها ما يتعلق بارهاصات وتراجع الأداء الحكومي ، وعدم ايفاء الكتل الفائزة بما وعدت بتحقيقه للناخب ، أضافة للفساد الأداري المستشري في كل مفاصل ومؤسسات الدولة ، أو ان الأسباب تعود لما هو متعلق بتخلخل التوازنات السياسية التي كانت قائمة منذ خمس سنوات ، وما يجري من متغيرات خلال المرحلة الراهنة التي يمر بها المجتمع العراقي بشكل عام .
بأعتقادي أن لكل هذه الأسباب تأثير في هذا الجانب أو ذاك ، لكن شخصياً .. أعتقد أن السبب الرئيسي يكمن عندما " نزع سيد راضي عمامته " وكعد بالحوش مفرع ، والقصة بأختصار ، اتصل احد الأصدقاء بمعارفه في الداخل جنوب بغداد ليستفر عن الوضع بشكل عام ، خاصة وان التقارير الرسمية تقول بتحسن الأوضاع عموماً ، صاحبنا صارت يمه ردة فعل لما سمع الجواب " والله شي على شي يبين الأمور مليوصه " ، سأل ليش فهموني ، اجا الجواب " حجي راضي نزع عمامته وشمرها جوه الحِبْ ، وياهو يمر عليه ..يكله شوف هذيج عمامتي شمرتها جوه الحِبْ ... زين ليش هيج سيد راضي ... يكول أيست بعد ماكو فايدة ومنه وغاد راح البس جينز .
مخلص الحجي صدك من كالو " الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل "












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق التسلح العالمي يحتدم في ظل التوترات الجيوسياسية


.. جنوب إفريقيا تقدم طلبا عاجلا لمحكمة العدل لإجراءات إضافية طا




.. إخلاء مصابين من الجيش الإسرائيلي في معارك غزة


.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |




.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي