الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إليكم جميعا ... السلام عليكم....................انى مسافر ..لا تنتظروا عودة قطاري

مازن حمدونه

2008 / 8 / 18
الادب والفن


لم يعد حاضري سوى إطلالة الماضي .. استأنس به ليوم عودتي ..
انا بت كالحجر المهشم من عنق ربوة في بحر داهمته الليالي ...
انا ماضٍ وانت حاضر ..فشتان بين حاضرك والماضي الذي ذهب معي
كلمات وجع صفعت وجه التاريخ .. ورسمت أثاره على ثنايا الوجه خارطة لم تعد سوى تعبير عن ماضي لا تمحوه الا عودة الجد بلا حفيد ..
أصبحت ايامى لا يطفئ وميضها .. أوج لهيبها .. جمارها سوى الحفرة التي تنتظر قدومي
انا انتظر عودتي الى ذاك القصر الذي لم تكتمل فصوله إلا في خيالي ..
انتظر ان أكمل الحلم في قبري الذي ينتظر فرحى..
أراقب الليل فأرى دموع تنهال على وجنات الليل ..
أرى عيونا قد غاب البصر عنها .. فأنا لم اعد بعد حديقة أحلامك
انت التي رسمتى لفرحي حزنا .. وكنت كخمارة في حذاء طوته الأيام فبات معتقا برائحة الموت .. بألوانه الداكة الباهتة .. وجسد بارد بلا حياة ..
ذهبت متى ذهبت ليلة فرحتي .. ليلة انتحار أمالي وأحلامي على بوابة فجورك .
اعتراف أمام الحياة ...
انا ليس رقما بين كومة أرقام .. ليس يوما بين سجلات الأيام .. ليس صورة على جدار .. انا مدونة تاريخ خلت ومضى ربيعها .. لم تعد تحمل سوى أطلال على عتبات الذكرى .
انا لا اعاند الله في امرى .. لا استسلم لليأس رغم قدري
حاصرني المرض .. الفقر .. الأسى ؛ الا ان الله منحنى الصبر والجلد .. فمازلت كأشجار اللوز .. كالرمان.. اعشق ألوان الحياة .
اخشي ان يكون فصل الخريف أكثر حنانا من فصل الربيع القادم .. اخشي ان يكون الشتاء بلا أمطار .. والصيف بلا شمس .. وتصبح الحياة بلا دوران ..!!
أخشى ان الماء يقف جواري وأنا عطشان ..!!
اعتراف أمام الموت ....
انا سقطت بين الكلمات .. بين المفردات .. ابحث عن معزوفة الحاني ..
بالله عليكم دثروني يا احبتى بالأكفان .. فاني زهدت الدنيا .. عزفت ألوانها ..
لم يعد لي فيها مقعد .. سوى تلك الربوة الرابضة في وجه البحر ..
بت اعشق الموت كعشق المتيمين بالحياة .. انى بت ركاما من الماضي .. لم تعد كلماتي سوى إطلالا .. غبارا من الماضي .. ادعوكم احبتى ان لا تتوقفوا عند محطة قطاري .. فاني لم اعد أكثر من تذكرة من الماضي ..
نبض الفؤاد اضطرب .. لم تعد معزوفته لها عنوان ثابت .. فكتاباتها وجعا .. ألما .. تسير بلا أوزان ..
الى التي تنتظر قدومي ....
ادعوك ألا تنتظري قدومي .. فانا منتحر على ضفاف الزمان .. قد يطول انتظارك .. ومركبي في نهر مضى بلا قبطان
كنت اعشق الليل والنهار ..كنت ارسم لوحات الزهر .. أشم رائحتها رغم أنها لوحة من الوانٍ صنعتها يداي ..
ادعوك ان تنقذيني من عذابي ... اطلقى رصاصة الرحمة ولا تدعيني على كف الزمان أعانى .. أنقذيني من رحلة لا يكبح همجيتها ربان .. أنقذى جنوني .. فاني بت بؤساً فلا تكوني عذابا في وجداني ..
استحلفك بالله ان تمسحي أسمى من دفاترك .. ولا تطلبي ان أمحو كلماتك .. مفرداتتك .. صورك .. فهي ما تبقى لي في وحدتي .. تؤنسني في وحدتي على وسادتي .. حين رسمت ذكراها على صفحة الفؤاد .
اني راحل شئتي أم أبيتي ...
ادعوك ان تكوني لحنا في الحياة .. لا اطمع .. سوى ان تقرئي لي في صلواتك .. تدعى لي بالرحمة .. فاني ماض لا تتوقفي عنده .. كحافلة بلا ركاب .. بلا محطات ..
الحياة أمامك ربيعا .. وأنت زهرة واعدة في بستان .. عانقي الحياة وانتصري .. وأنا سأبقى كظلك .. كمعطف دافئ في فصل الشتاء القارص .
لا تنتحري على هامش الزمان فأنا جالس على ربوة في وجه البحر .. انتظر قدوم مركب عودتي ..فإني مسافر ولن أعود من غربتي .. سفرى كسفر العزيز الذي رحل عن الدنيا ولم يبقى من بعده سوى مدونات تذكر من بعده انه كان في رحلة من ذاكرة الزمان ..
لا تحزنى .. لا تغضبي .. فان الله منحنى الحياة وهو الذي منحنى الرحيل والفراق والموت .. والرحيل رحلة يتذوقها الغنى والفقير .. العزيز والمهان ..
استحلفك بالله ان لا تبكي على قبري .. على أطلالي .. فدموعك كالشهب على الجسد .. وكوني ككل الزاهدين المتعبدين الذين صنعوا من الموت أملا .. ورحلوا في غيبة كغيبة فارس أحلامي الذي انتحر على بوابة وعتبات الزمان في غفوة من سفر في قطار الزمن ..
إلى التي تترقب رحيلي ..
انى بت حجارة مهشمة فاجمعي حجارتي واصنعي لي منها قبرا .. ورتلي على قبري آيات الرحمن من القرآن .. وضعي شواهد قبري ولا تمضي قبل ان تضعي زهرة على قبري .. وامضي .. ثم عودي متى شئت ان تذكريني ..
انى أمانة في عنق لسانك .. فلا تمطريني الا بدعواتك ورتلي على قبري آيات الرحمن ولا تتردى ..ولا تحزني
لا تذرفي الدمع إذا جف الحلق من ذاكرتك لذكراي .. ارتدى حلة زهرية على قبري ..
بددي تاريخي باللعنة إذا كانت حياتي غصة في ذاكرتك
اتلي على قبري آيات اللعنة من صحف الشيطان .. عددي غضبك .. وارسمي صفحة آلامك ولوعتك من تاريخي .. ولا تنقبي في مهجعى .. عن عظامي .. فانا لن أذكرك بأحزاني .. بغضبي بوجعي بآلامي .. فأنت كنت معولا لكل وجعي ..
وتذكري انى كنت خيمة رغم أوجاعي ..
تذهب أفراحك تحت مظلة أحزاني .. وتحضرك الأحزان ولا تحضرك أفراحي ..
لن أعود لماضي تاريخ أنت سطرتي رحلته .. فبت على أبواب السفر .. وانا مازلت انتظر على محطة .. قطاري الذي سيمضى بتذكرة رحيلي .. فان ذهابي لن يكون من بعده إياب .. فارسمي لوعتك بعيدا عن ادوارى ..
اعلم ان الفراق ألما .. ولكن لن يكون سوى سطرا من وجع في ذاكرة الماضي ..


حديث الليالي ....
قالت لي الليالي وانا في ذروة حيرتي .. عليك بالصمت وانتظر ..
عل الليالي تطوى أحزاني .. تتحول يوما تشرق الشمس وتصنع لي لحنا على وتر ترانيمه تعزف أنغاما تحول البكاء .. العويل .. النحيب الى طرب وغناء .
قالت لي الليالي : سأغطى حاضرك بحلتي .. بردائي ,, سأحجب عنك عيون المتربص بك للدمع .. للألم .. ذاك الفاجر خلف خمارة الوجع ..
لن امرر له مشاهدك حتى لو بت على قارعة الأيام .. تحت وضح النهار .. حتى لو فضحت ظلالك غفوتي .. وأسدلت الشمس أنوارها على ردائي .
سيدي ...
أدرك.. اسمع.. أشاهد .. أحس ان لسانك غابت جداوله .. وشفتاك غطتها البرود .. فقدت ألوانها .. فبت اعلم انك في حضرة الموت الأخير ولكن ...
قد تكون اقرب منى لعودة الروح بعد ان ارتديت ثوب حدادي على حاضرك ..
قد يكون لك في الحياة عودة كقرب النقطة على مفردة .. على حرف لا معنى له .. قد يتحول اللحن الحزين .. الوجع إلى طرب والحان .. فاني مازلت أقف عند بوابة الأمل والصبر مازال يسكن على جبيني رغم كل الوجع والجوى .. رغم كل أحزاني .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مباشر.. أسئلة لازم تراجعها قبل امتحان اللغة العربية غدًا.. أ


.. جامعة كاليفورنيا في ديفيس تفتتح أول مركز أكاديمي لأبحاث وفنو




.. تفاصيل جديدة في واقعة مشاجرة إمام عاشور بالشيخ زايد..«مراته


.. فوق السلطة 394 - اتّهام جدّي لمعظم الفنانات بالعمل بالدعارة




.. ادعوا لطلاب الثانوية العامة بالتوفيق.. آخر الاستعدادات لامتح