الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن-مجموعة اٍزنزارن الشامخ

أحمد الخنبوبي

2008 / 8 / 17
الادب والفن


يحكي عبد العزيز الشامخ، عن فترة الستينات بالدشيرة ،ويقول ،أنه كان براهيم سي حماد ،و عبد الله المدني،و جامع أوتزنيت،و صاكو،و محمد بوسلام .حيث رأيت أول مرة المجموعة في حفل بالدشيرة، و بآلات موسيقية حقيقية (الكمان،العود،الكورديون..)، و كانوا يغنون بطريقة عصرية ،أغاني أمازيغية و بالعربية أيضا، و أعجبنا عرضهم فأحسست بقشعريرة .فقررنا أن نحدو حدو المجموعة ذاتها، و منذ تلك اللحظة وأنا ألاحق المجموعة أينما حلت ،فأصبحت مهووسا ب"تبغاينوزت"(26)، اٍنه يحكي عن بداية تأثره الموسيقي ،و عن الحيوية الفنية التي كانت تعرفها الدشيرة مند الستينيات.

لم يكن شباب السبعينات من القرن الماضي في المغرب ،و في سوس بصورة خاصة، ينصت كثيرا إلى موسيقى" الروايس" . وخصوصا القدماء منهم أمثال بوبكر أزعري ، محمد بودراع ، الحاج بلعيد ،، لاسيما مع الغزو الموسيقي العالمي الذي أحدثته موسيقي" الروك" ، و" الريكي" ، وكذا موجة" الهيبيزم" الفكرية و الثقافية.

لقد كان عبد العزيز الشامخ ،من الموسيقيين الأوائل الذين حاولوا عصرنة الأغنية الأمازيغية ، و قد نشأ في منطقة الدشيرة ،و ترعرع مع مجموعة" تبغينوزت" " لاقدام" ، كما لعب دورا أساسيا في تشكيل مجموعة"إزنزارن" . هكذا كانت نشأة مجموعة" إزنزارن الشامخ"، التي تشكلت بالأساس من أبناء عائلة آيت الشامخ ،عبد العزيز ، عبد الله و محمد و أصدقاء آخرون منهم عبد الرحمان برني،عبد الرحيم الجعايدي،عبد الله بودهير،إبراهيم أوبليد...اٍلخ

أبدعت المجموعة ، و انتعشت من رصيد "لاقدام" ، كما تألقت في معالجتها للمواضيع العاطفية و المشاكل الاجتماعية ، و السياسية، و نلامس ذلك مثلا في القصيدة التي ألفها الأستاذ بن الشيخ، والتي تقول بعض أبياتها :


تغوييت أيي إلازمن تنيتي فيس
يلزمني الصراخ و تأمرني أنت بالصمت

نيغاك نيت فيسات أورتساولت أيمينو
لقد أمرتك يا لساني بالصمت و السكوت

إغاك سلان إيغربان إرات نيت إنين
إذا سمعتك الجدران ستكشف أمرك

غايد نتناي ئيكوت أورا سول نفيس
ما نراه كثير ، ولن نسكت قط


كما أعطى الصوت الشجي لعبد العزيز، نكهة خاصة على أغاني المجموعة ، وقد كان من السهل جدا التمييز بين موسيقى "إزنزارن عبد الهادي" ، و" إزنزارن الشامخ، بالرغم من انطلاقة الإثنين من وسط واحد ،إلا أن الموهبة الإلهية ، لكل من عبد الهادي وصديقه عبد العزيز ، كانتا مختلفتان ، إذ استطاعا الإثنين ،تكوين نمطين متكاملين و متجددين، و منطلقين من منبع واحد رغم كل ذلك .

تعاملت "إزنزارن الشامخ" مع شعراء و كتاب مرموقين، من طينة محمد مستاوي و محمد الحنفي وغيرهم، و كانت قصيدة " أغيد إسروتن زوزورن " ،ذات أهمية لدى الجمهور حيث أعتبرها هذا الأخير بمثابة مقابلة شعرية- أوما يسمى "أنعيبار" في لغة "أحواش"- رائعة، بين الأستاذ محمد الحنفي ، و الأستاذ عبد الرحمان عكادو في قصيدته : " الروا"(27)

فيقول الأستاذ عكاود :
اٍكايي الروا وين مدن ناني داغ سروت
اٍن الدراس في ملكية الأخرين ،وطلبوا مني الفعل ثانية

أغيد اٍسروتن زوزرن الحق أغ لان
يا من قاموا بالدراس والاٍدراء،اٍنكم تختصمون

تافا نودرار أتلكمت ولا سوبراح
يل من وصل قمة الجبل عن طريق الصراخ


ويقول الأستاد الحنفي :

أغيد إسروتن زوزرن سيمي مالاتاغ
يا من قاموا بالدراس و الاٍدراء،وفقط بأفواههم

أنرار غتسموس تيزار ماغ إلا وليم
مكان الدراس و المدرات ،لكن أين التبن

ولا تومزين مان أضرف توكم اٍيناتاغ
حدثونا عن الزرع والحقول

وكما أشرت في البداية، فقد لعب أيت الشامخ و المجموعة، دورا جد مهم في إحياء تراث الروايس و عصرنته، فأنقدوا أغاني بوبكر أزعري، والحاج بلعيد و غيرهم من الاندثار و النسيان، ووضعوها في قالب موسيقي عصري ، باستعمال آلة البانجو بدل" لوطار" ، وجعلوا أغاني من طراز " تاليوين " " أسايس " ، وكذا " إوين ئيدرارن تيدي " ،معزوفات محبوبة و معشوقة لدى الصغير و الكبير ، كما أن عبد العزيز كان متأثرا بموسيقى الفلامينكو، وهو ما يظهر جليا في ألبومات المجموعة الصادرة في أواخر الثمانينات ، حيث يلمس المستمع النبرة الموسيقية الإسبانية.

إضافة إلى ذلك ،فقد عملت المجموعة على البحث و الاعتناء بالتراث الشعبي ،و الأشعار القديمة ،المتواجدة بمنطقتي الدشيرة و إنزكان ،التي بدأت تدخل بدورها بوابة النسيان ، و قد كان للمجموعة السبق في إحياء قصائد " تريخوت "(28) و غيرها.

لقد ترك انتقال عبد العزيز الشامخ، إلى الديار الفرنسية و الإستقرار بها ، فراغا كبيرا لدى جمهور المجموعة ،إلا أن الاٍخوة الشامخ ،حاولوا مسك المشعل و الإستمرار في المسيرة الإبداعية ،رفقة مجموعة جديدة من الموسيقيين المرموقين كعبد الرحمان باردة و آخرين، وكلهم حماس و تحد ، وهو حال عبد العزيز كذلك بالديار الفرنسية.


26. لحسن أوسي موح، في ترجمة لحوار عبد العزيز الشامخ بالقناة التلفزية ل bérbére TV بفرنسا إلي العربية،منشور بجريدة الأحداث المغربية ،عدد 25 مارس 2007.
27. سعيد أزروال،ورقة تعريفية حول الشاعر عبد الرحمان عكاود،منشورة بالموقع الاكتروني imurig.net في 20 أبريل 2006.
28. " تريخوت" ،يقال أنها أول رايسة أمازيغية ،عاصرت العشرينيات من القرن الماضي،بمدينة الصويرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي