الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات الممكنة

فالح الحمراني

2008 / 8 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


انتقلت المواجهة بين روسيا وجورجيا من الحرب الساخنة الى معركة الدبلوماسية والخطب النارية. وجدد الرئيس الروسي دمتري ميدفيديف:ان روسيا تدعم أي قرار تتخذه اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بشان وضع هاتين الجمهوريتين، وستضمن تمرير قراراتهم في العالم.وان روسيا ضامنة للوضع في منطقة القفقاز كما كان عليه الوضع لعدة قرون خلت.
وبذا فان روسيا تكون قد طرحت على الطاولة كل اوراقها بهذا الاعلان.الحد الاقصى.انها طرحت الخيار بعيد المنال الذي ستجري حول المباحثات، الخيار الذي يمكن التراجع عن بعض جوانبه، في حال ان يقدم الطرف الاخر شيئا مقابل التنازل عن شئ ما. فلابد ان يكون في جعبة روسيا ايضا خيارات اخرى للتسوية قد لا تشمل الاستقلال الناجز للجمهوريتين. وان هذه الخيارات ستكون حتما على طاولة مباحثات اصحاب القرار الدولي التي ستنطلق قريبا، ربما وراء الكواليس.
والحديث بصراحة عن مستقبل الجمهوريات الانفصالية هو أول موقف روسي على مستوى رفيع يتحدث بصراحة عن الاستعداد للاعتراف باستقلال وسيادة الجمهوريتين الانفصاليتين.وليس من الصعب ان نعرف اي قرار ستتخذه الجمهوريتان، وهو قرار واحد لاغير. الانفصال.
وتتوجس اوكرانيا خيفة ايضا من يعلن الرئيس الروسي ذات يوم من بلاده تتعاطف مع مشاعر الروس في شبه جزيرة القرم للانفصال وتاسيس دولة لهم بضمانة روسية.
ولكن السياسة ميدان شائك و لايمكن ان يقال شئ فيه علنا، ويتطلب احينا كبت المشاعر والافكار الحقيقية التصريح عنها بعبارات وصيغ موحية.لذلك فان الحديث لم يتناول ولن يتناول في القريب العاجل بصورة مباشرة قضية الاعتراف بالجمهوريتين. ومن المهم بالنسبة لروسيا الان تحويل الأقاليم الجورجية الانفصالية الى اطراف مشاركة على قدم المساواة مع الاطراف الاخرى المعنية في المباحثات، أي رفع مستوى صفاتهم.او بعبارة اخرى اضفاء الطابع الشرعي على الانفصاليين. فقد اشار مشروع الاتفاقية التي اعدها الرئيسان ميدفيديف وساركوزي في مسودتها الاولى الى الشروع بمناقشة دولية لوضع الجهوريتين اللتين أعلنتا الانفصال من طرف واحد. ولو لم يُشطب على هذه النقطة لغدت النتيجة الاهم للحرب الاخيرة بجنوب القفقاز. لأن العالم لم يعترف سابقا بهذه المشكلة. ولم يعقد اي طرف دولي اتصالات بالاسيتينيين ولا بالأبخاز. ولم تطرح الهيئات الدولية اية خطط ولم تضع "خرائط طريق" لتسوية قضاياهم. وكأن حال المجتمع الدولي يقول: حلوا قضاياكم بانفسكم. وحينما قارنت روسيا الوضع في جنوب القفقاز بالوضع في كوسوفو، عبر الغرب عن استغرابه باثارة قضايا تتعلق بابخازيا واسيتيا الجنوبية. ملمحا الى ان القضية لم تخرج من حدود الجمهوريتين وجورجيا ويتوجب الاتفاق بين الاطاف ان تحلها.
ولكن الحرب لا بد وان تضع اوزارها، ويتعين الان اجراء مباحثات في ضوء نتائجها. ان المباحثات بين روسيا وجورجيا ولو بمشاركة الاتحاد الاوروبي او الولايات المتحدة ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي، ستكون مسألة. والمباحثات التي تشارك فيها ابخازيا وجنوب اسيتيا كاطراف على قدم المساواة مع جورجيا هذه مسألة اخرى. والمعروف جيدا ان ليس كافة قرارات الحل النهائي بيد جورجيا او اسيتيا الجنوبية او ابخازيا. فان كلمة الحسم ستكون بين موسكو وواشنطن وبروكسل، للتفاهم او بالاحرى للمضاربة. وسيكون الثمن باهض اذا ما جرى الاعتراف باسيتيا الجنوبية وابخازيا كاطراف مباحثات. وحينها سيطفو الخيار الوحيد، المتثل باعتراف روسيا باستقلال كوسوفو والغرب بالاعتراف باسيتيا الجنوبية وابخازيا. وثمة قناعات بان الولايات المتحدة لن ترفض هذا الخيار.
وربما سيكون الشرط الوحيدة في هذه الصفقة ان لا تنضم هذه الاقليم الى روسيا الاتحادية، وبقاؤها دولا مستقلة مثل كوسوفو. وثمة قناعات ايضا بان روسيا لن تجادل هذا المنحى.
ان روسيا تخوض الحرب في القفقاز وقد تثير الوضع في شبه جزيرة القرم ايضا من اجل عرقلة انضمام اوكرانيا وجورجيا للناتو، وما يمكن يجره على امنها القومي من مخاطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10 سنوات من الحرب.. أطفال اليمن، أجيال مهددة بالضياع!


.. ماكرون يقامر بانتخابات مبكرة... هل يتكرر سيناريو ديغول أم شي




.. فرنسا: متى حُلّت الجمعية الوطنية في تاريخ الجمهورية الخامسة


.. مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته | #الظهيرة




.. هزة داخلية إسرائيلية.. وحراك أميركي لتحقيق الهدنة | #الظهيرة