الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟

إبتهال بليبل

2008 / 8 / 18
كتابات ساخرة


نحن نعيش في فوضى تهريجية مصاغة بطريقة هجومية متبادلة غير بناءة ، في جو من المهاترات والمشاجرات ، بعضها علني ينشر في الصحف اليومية والآخر لا ينشر في الصحف بل ينشر على الملأ بأرتفاع أصواتنا وتبادل الاتهامات ، والقذف ، حتى تصل بنا الامور الى التشكيك في مرجعية الشخص ونسبهُ ..لماذا نجد أن مثل هذه النقاشات وصيغ الجدل والاختلاف لدى الغرب هي القاعدة ، والخصام والهجوم هو الشواذ ؟!ولماذا نجد العكس في بلادنا ؟ هل هي قاعدة في بلادنا تتبع ، بأن لا يخرج من حلبة النقاش سوى شخص واحد..
فكرة النقاش والجدل والاختلاف في الرآي ، فكرة خاطئة وتدعو الى السخرية ، ملغمة بحقد شخصي وهجوم سرطاني ، والذي لا يُعبر عن أي قيمة لاحترام رأي الآخر حتى وأن كان على خطأ ..
أنهُ لمن المخجل ماحصل لي اليوم ، أن أدخل في نقاش مع شخصية تبتعد كل البعد عن أحترام الآخرين ، فكيفما بآراءهم ؟!! أنا أعترف أن قضية النقاش هي قضية معقدة تنزوي لأبعاد نفسية أكثر من أن تكون منطقية ، فقد أكدت لي هذه الشخصية وبحدة ، وهجوم ، أننا كنا نعيش في زمن مضطهد للأنسانية ، وأننا اليوم في سعادة ورفاهية ، كما أنها تحمد الله على هذه النعمة التي وهبها لشعب العراق ، ألا وهي وجود الاحتلال على أراضينا ، وباركت هذا الوجود ، وأتهمتني بأني شخصية مريضة ، وأن شعب العراق لا يعاني من أي معاناة ، وأن المعاناة موجودة في داخلي أنا فقط ...
حاولت بشدة أن أفهمها أننا نخضع للأحتلال ، ونسير وفق مايشتهي المحتل وحسب رغباتهُ ، كانت تحاول مهاجمتي بكل الطرق ورفضت أي براهين وأدلة ، وأكتفت برحمة الله لنا وكرمه علينا بالاحتلال ، وعندما أشتد النقاش وتعالت الأصوات ، وصفتني بأني غير موضوعية ، غير متفهمة ، محدودة التفكير ، كما أنها رمقتني بنظرات مشحونة بحقد دفين ، وقالت لي هل أنتِ عراقية ؟؟ وهي تعلم من أكون ، عندها هبطت كلماتها الاخيرة والتي تعبر عن الكثير من الأمور ، ربما أنا لا أفهما ، وقالت وهي خارجة وبصوت مرتفع : أنا اتشرف كوني عراقية ، وكون أمريكا تحكمنا ، ولو كان شارلون فسأصفق لهُ ترحيباً ..
لا شك أن قيمة الانسان تساوي مايحدثه من تغيير في مجرى التاريخ ، حقيقة هذا مافكرت فيه للوهلة الاولى ، بعد خروجي من هذا النقاش ، وربما فعلا أكون خاطئة ، عندما حاولت رفض فكرة أن أكون محتلة ، أو التحدث عن معاناتنا ، وقد تكون فكرة مطابقة الافكار مع السلوك فكرة جميلة ومنطقية ومثالية ، لكنها على مايبدو غير واقعية ..
أنني أطالب ببساطة ، كل كاتب وأديب وناقد أن يكون في سلوكهُ اليومي على مستوى نتاجه ، يكفي أن نسمع ونتحدث مع أشخاص ، لا يملكون أي صفة للأنسانية ، واحترام الاخرين ، وأن حاولت أن تدخل معهُ بنقاش ، لأصبتَ بخيبة وقهر نفسي ...
اليوم أشعر بأن الكلمات لا تجدي ، الكلمات التي حاولت أخراجها من نبضك ، من معاناتك ، من أعصابك ، وقفت تتحدث مع ذاتك وتحاوره ،وتنتقده ويجادلك وتجادله ، لكنك في نهاية نقاشك مع ذاتك ، تتفق معهُ ..
أطرح على نفسي سؤالاً لماذا أكتب ، ولمن ، وعلى ماذا ؟؟ هل أكتب كي أقف أمام هذا وذاك ، كي يرمقني بنظرات تشعرني بالغربة والقرافة ، هل أكتب عن معاناتكم ، كي تصفوني بالجنون والمرض ...
وجدتني أضحك وأضحك وأضحك ، لماذا ننقذ حياتنا وحياتهم ؟ كي نموت قهراً من ألسنتهم التي تشبه ألسنة الأفاعي ، أو نموت بأنكماش أرواحنا وهي تنزف وجعاً ، ملوثة بأنهيارات عصبية ..
أذن لماذا نصنع معدات حربية ونستخدم رصاصة ومدفع وو، لقتل أحدهم ؟؟ لا داعي لذلك فالكلمة الجارحة تكفي لقتل من أمثالي ..
والآن ، قررت أن أكتب عن الفنانة نانسي عجرم وأليسا وهيفاء وهبي ، وأكتب عن شهرة روبي عندما طرحت ألبومها الغنائي الجديد ، وأكتب عن عملية نفخ الحاجبين ( التاتو ) للسيدات ، لما يضفي من أغراء عليهن ، وجاذبية ، أو ربما سأكتب عن أخر ماطرح في الاسواق من مقاطع البلوتوث ، وعن نغمات الاجهزة النقالة ، أو أكتب عن فضائح الشهيرات وووو.بربكم ألا تستحق هذه المواضيع أن نكتب عنها ونصفق لمن يكتبها ..وعندما فكرت يوماً ، بكتابة تحقيق عن المخدرات ، وطرحت الموضوع على مديري وافق ورحب بالموضوع وقال أنهُ جدير بألاهمية ، لكني صُدمت من أدارة أحدى المصحات لعدم تعاونهم معي ورفضهم الموضوع بطريقة مهذبة ومبطنة ..عندها صرفت النظر عن كتابة هذا الموضوع ..وقبل شهور مضت ، قررت كتابة تحقيق مهم ، رفضوا ، وأستنكروا هذا ، وصرفت النظر عن كتابة هذا الموضوع ووو هكذا ..
التفاهات كلها التي تحدثت عنها ، لم تعد تهم أحداً ، كلها أشياء مكررة وعادية وقد قمنا بأستهلاكها ، لكن هناك أمور أكبر وأعمق كلها تحاك لكي يبقى الشخص تافهاً وجاهلاً ، همهُ فقط الكليبات الحديثة وأفلام الآكشن ..
أنا تعلمت أن الابداع ينبع ويُعبر عن معاناة الشعب ، وأن الاخلاق هي سمة المبدع ، والكاتب بلا مبدأ ، كالمركب بلا قبطان ، وأختلاف الرآي يولد الابداع ، قاعدة يرتكز عليها المبدعون ، أما عن الأستبداد بالرأي وتجاهل الاخلاق وارتفاع الاصوات والقذف ، فهو سمة ... .
أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسرحية -شو يا قشطة- تصور واقع مؤلم لظاهرة التحرش في لبنان |


.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا




.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق


.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م




.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |