الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع البطالة في العراق اليوم

علي حسين الخزاعي

2008 / 8 / 19
الحركة العمالية والنقابية


قدمت وزارة التخطيط في الآونة الاخيرة عن واقع البطالة في العراق , حيث ذكرت بالارقام المثبتة ادناه , كما جاء في الاحصاء المدون ادناه , من الفترة 15 / 9 / 2003 ولغاية 31 / 5 / 2008 :
مليون و ( 234214 ) عاطل عن العمل , بينهم من العاملات العاطلات عن العمل ( 127505 ) .
وقد تم تشغيل ( 234597 ) من العمال اضافة الى ( 13837 ) من العاملات .
وكانت حصة القطاع العام من الفرص المتاحة للعمل = ( 240780 ) .
وحصة القطاع الخاص من فرص العمل المتاحة = ( 50148 ) .
***************************

لا اعلم ان كان الاحصاء يشمل العمال الذين تم تهجيرهم الى المدن الاخرى على اساس طائفي مقيت , وكذلك اضافة الارقام التي شملت العمال الهاربين خارج الوطن بسبب الاوضاع الامنية والارهاب الذي غطى اماكن شاسعة من ارض الوطن , كل هذه لابد ان تأخذ نصيبها من الاحصاءات من اجل الدقة والموضوعية في احتساب الجوانب المهمة في حياة شعبنا وما يشمل ذلك اضافة الى قضايا الاحصاء السكاني ونموه والعمران واعادة هيكلية مؤسـسات الدولة لبلوغ وبناء ارقى حياة انسانية في العراق المستقبلي الجديد .
وهنا وبعد التوقف عند الاحصائات الرسمية والتي لابد انها تعتمد كونها الجهة الرسمية بعد تجاوز تلك الخطوط التي ذكرت , لابد وانها تقع على الجهات التشريعية والتنفيذية معرفة وتشخيص الاسباب من اجل معالجتها بشكل علمي وعقلاني كون الامر يتعلق بالحياة العامة الاجتماعية والانسانية .
ومن اجل التذكير لابد من وضع الاسباب التي تقف وراء الازمة العامة لتفشي البطالة وباختصار :
1 – دور النظام المقبور وتعامله مع العمال والطبقة العاملة العراقية بنظرة متعالية دونية , في سبيل تقليم اظافرها وابعادها عن طريق النضال ضد السلطة الدكتاتورية , بعد ان تم تجريدها من سلاحها النقابي المجرب .
2 – عسكرة الاقتصاد والمجتمع وادخال العراق في حروب طائشة لاناقة لنا فيها ولا جمل , وتحويل العمال العراقيين الى وقود لها وجلب العمال الاجانب من الخارج وخاصة من مصر ( ثلاث ملايين عامل ) بديلا للعمال العراقيين .
3 – ألغاء الطبقة العاملة العراقية في القطاع العام واصدار القوانين الجائرة وتحويلهم الى موظفين وفقا للقرار 150 لعام / 1987 .
4 – الغاء العمل النقابي في القطاع العام وفقا على القرار 52 لعام / 1987 .
5 – سقوط النظام عن طريق العامل الخارجي واحتلال الوطن وانتشار الخراب والدمار بعد الحرب المدمرة وكذلك تفشي المظاهر المَرَضية بعد الاحتلال من سياسة عقيمة طائفية ( المحاصصة الطائفية ) والتي لم تبقى ولم تعد الفاعلة لاعادت بناء الوطن ( والاسباب معروفة ) .
6 – انتشار الميليشيات المنفلته وضياع القانون وفقدان الروح الوطنية , كلها ساعدت على بقاء البنى التحتية وعدم اعادت تاهيلها وبناء المؤسسات الصناعية الحكومية والاهلية لانتشال العمال من الشارع واعادتهم الى العمل والمشاركة في اعادت بناء الوطن .
اضافة الى امور اخرى لسنا بصددها اليوم كون العدد الكثير ممن كتب عنها في مقالات , ومنها كتابات كاتب المقال نفسه .
ماهي الاسباب التي تقف وراء عدم معالجة ذلك ؟
بسبب الاوضاع السياسية الاستثنائية وعدم وجود برنامج يعبر عن مصالح الكادحين , والتزمت بالمحاصصة الطائفية كسياسة عامة والانجرار وراء سياسة تقاسم السلطة والنفوذ والجاه ما ادى ذلك , ان يبحث كُل عن مآربه وعلى حساب المصلحة العامة .
ان فقدان الثقة بين القوى السياسية من جهة وبينها وبين غالبية ابناء الشعب يعطي تفسير اكبر لما آلت عليه الاوضاع في العراق , كذلك عدم الالتزام بسياسة التوافق الوطني الذي يسمح لتلك القوى التلاعب بمقدرات الشعب , كل ذلك اضافة الى اسباب اخرى ادت سواء شأنا ام ابينا الى عدم امكانية اعادت تأهيل مؤسسات الدولة الصناعية بسبب عدم توفر الامن والاستقرار وعدم التخطيط العلمي لأنشاء مؤسسات حديثة تمتص الايدي العاملة العاطلة عن العمل وعدم توفير الكهرباء والماء واللذان يمثلان عصب الحياة .
حقا فان العراق بحاجة ماسة لأعادت بناء البنى التحتية وفي كل ارجاء الوطن وليس في بعض المحافظات التي تسيطر عليها احزاب لها الامكانات على حساب محافظات تسيطر عليها احزاب ضعيفة لا امكانات لها في الاعمار .
ان بناء المطارات امر جيد ويمكن ان يمتص جزء من الايدي العاملة من البطالة , لكن الوطن بحاجة الى انشاء مؤسسات صناعية انتاجية لتشغيل اكبر عدد من العمال والى اعادت تعمير المناطق الزراعية وهنا نحن بحاجة الى اعادت تأهيل العمال والفلاحين , في نفس الفترة التي يجري فيها اعادت بناء تلك المؤسسات والمعامل الحكومية والاهلية وتوفير مستلزمات الدعم الزراعي كي يكون العمل متوازي في نفس الوقت الذي تنجز فيه الاعمال سوية ( البناء والتأهيل ) .
لقد آن الآوان للعمل الجدي والانطلاق من جديد لأخذ المبادرة ونسيان الماضي ووضع الخطط العلمية مع الاعتماد على الكادر الكفوء والنزيه والوطني المخلص ونبذ كل انواع الطائفية والتحسـس الحزبي الضيق ووضع مصالح الشعب والوطن ضمن الأولويات في الكفاح من اجل تطوير الحياة وآفاقها وبناء وطن ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلبة كلية لندن ينظمون وقفة احتجاجية وسط الحرم الجامعي تأييدا


.. طلاب معهد العلوم السياسية في باريس يعتصمون داخل المعهد تضامن




.. استقالة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية احتجاجا على استمرار


.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو بباريس دعما للفلسطين




.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط